الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دوت كوم

12 ابريل 2007 00:39
"ماسنجر حبنا".. ما الذي يجمع بين الماسنجر والصرصار؟ أكذب لو أقول إن لديّ إجابة جاهزة، ولكن لديّ حكاية قد تفيد من يريد أن يبحث عن إجابة· جعلت قوة الموقف الكوميدي وذكاء الخيال من الصرصار موضوعا مشتركا بين حبيبين في المسرحية الضاحكة ''المتزوجون''· فهو ''صرصار حبنا'' كما قالت شيرين لسمير غانم في مشهد لا ينسى، وكانت قبل الصرصار قد جعلت من القلّة وحزمة الفجل، رمزين للعواطف والمشاعر، ولو تمادت لربما أضافت إليهما الجرجير والشبشب·· والمخفي أعظم! التقيت في أبوظبي الأسبوع الماضي مهندسا مصريا يفيض شبابا وحبورا ونجاحا، ومعه صيدلانية لبنانية تضاهيه في صفاته، ومعهما طفلة، ابنة ربيعين، سرقت من والديها صفاء الضحكة الآسرة· أخبرني الزوجان قصة لقائهما بجمل متسقة تواليا على الإدلاء بها· فقد التقيا قبل أكثر من ثلاث سنوات في إحدى غرف الدردشة على الانترنت· تبادلا السلام والكلام والتعليقات حول الحوادث والأخبار، ثم أصبحت أخبارهما أكثر خصوصية، فانتقلا إلى اللقاء اليومي عبر الماسنجر· كان الماسنجر بالنسبة إليهما أكثر من وسيلة تعارف وكلام، كان مكانا خاصا مضاء بشموع متلألئة وعابقا بروائح البخور والعطور، فنمت في هذا المكان قصة حب راقية أوصلتهما إلى زواج سعيد بكل المقاييس· الغريب أن الماسنجر، ما زال حتى اللحظة رسول العواطف بين الزوجين، فما يقولاه عبره قد لا تسنح الفرصة لقوله في ظروف أخرى· أخبراني بأنهما يسرقان يوميا بعض الوقت، هو في عمله وهي في صيدليتها، للقاء ماسنجري سريع، يعالج عند كل منهما علامات التعب· وإذا ما اضطر الزوج للقيام بمهمة سفر، فتكون فرصة لكي يستعيد الماسنجر وهجه القديم· ولذلك فإنهما يطلقان على هذه الأداة الانترنتية اسم ''ماسنجر حبنا''· تتفرع من الحكاية ذكرى من زمن غابر· قرر أحدهم في قرية منسية خلف الجبال، أن يهدي إحداهن أغنية· فكتب رسالة تقول: نرجو إهداء أغنية السيدة فيروز ''فايق يا هوى'' من ع·ع· إلى ب·ب· وضع الرسالة داخل مظروف وكتب العنوان: دار الإذاعة اللبنانية، وزارة الاعلام، الصنائع، بيروت، برنامج ما يطلبه المستمعون· وأرسله بالبريد الأمين· اخبر ب·ب· وكل من يعينه الأمر أن ينتظروا الأحد المقبل، الساعة الرابعة بعد الظهر، سماع الأغنية والإهداء· مرّ أحد وراءه أحد وراءه أحد، حتى وصلت الهدية· في زمن ''ماسنجر حبنا''، وكما تقول الحكاية، يتسلل صوت عبادي الجوهر في لحظة مقتطعة من سياق الليل ليغني ''رحال''، من دون العودة إلى دار الإذاعة اللبنانية، ولا إلى البريد السريع أو البطيء··· يكفيه فقط ماسنجر، يكون بين إثنين كما كان الصرصار بالضبط بين شيرين وسمير غانم· عادل علي adelk85@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©