الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعارضة السورية... ورهانات المرحلة المقبلة

10 نوفمبر 2012
انتخب المجلس الوطني السوري قيادة جديدة خلال مؤتمر عقد هنا بالعاصمة القطرية الدوحة يوم الأربعاء الماضي، في ما يمثل محاولة اللحظة الأخيرة لإعادة هيكلة المنظمة وتوسيعها بحيث تصبح هيئة تمثل وتستوعب عدداً أكبر من مجموعات المعارضة، وتحافظ على الدعم الدولي. يذكر أن الولايات المتحدة أضحت تشعر خلال الآونة الأخيرة بإحباط متزايد إزاء الصراع الداخلي الدائر بين زعماء التنظيم المعارض وتعتقد أن المجلس الوطني السوري لا يمثل كل المجموعات الإثنية والدينية في سوريا ولا يحظى بالشرعية بين النشطاء. وفي هذا الإطار، انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال الأسبوع الماضي المنظمة قائلة إنه لم يعد بالإمكان اعتبار المجلس الوطني السوري “الزعيمَ المرئي للمعارضة”. كما طفت على السطح أيضاً انقسامات عميقة بسبب مخطط تقدم به عضو المجلس الوطني السوري رياض سيف، الذي يعتبر شخصية بارزة في المعارضة إذ سبق له أن تعرض للسجن عدة مرات في سوريا، ويقضي مخططه بتشكيل منظمة جديدة تستطيع استيعاب تشكيلة أكبر من مجموعات المعارضة. وحسب أعضاء في المجلس الوطني السوري اطلعوا على المخطط، فإن مقترح سيف، الذي يعرف بـ”المبادرة الوطنية السورية”، يدعو إلى علاقات أوثق مع مجموعات المعارضة داخل سوريا، مثل المجالس السياسية والعسكرية المحلية. كما يدعو إلى علاقات أوثق مع الجيش السوري الحر، ويخطط لفترة انتقالية بعد السقوط المنتظر لنظام بشار الأسد، بل وحتى تشكيل حكومة انتقالية. غير أنه إذا كان بعض أعضاء المجلس الوطني السوري يدعمون هذا المقترح، فإن أعضاء آخرين يتهمون سيف بالعمل مع المسؤولين الأميركيين من أجل إضعاف المجلس الوطني السوري. وفي هذا السياق، قال رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري الذي يشغل أيضاً منصب المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن: “إن البعض يسميه مخطط روبرت فورد أو المخطط الأميركي”. يذكر هنا أن “فورد” هو السفير الأميركي إلى سوريا، وقد التقى مع بعض شخصيات المعارضة على هامش المؤتمر. وأضاف زيادة يقول: “هذه مجرد وعود من الأميركيين لا يصدقها أحد. إنهم ليسوا في حاجة إلى سيف من أجل تقديم مخطط. إنه أمر غير واقعي”. وقد قام ممثلو المعارضة بمناقشة مقترح سيف في المؤتمر الذي عقد هنا في الدوحة. وفي وقت أجرى فيه المجلس الوطني السوري انتخاباته يوم الأربعاء، نفذ الجيش السوري هجمات عبر البلاد أسفرت عن مقتل 109 أشخاص على الأقل، وفق لجان التنسيق المحلية المعارضة. كما نفذت قوات الثوار سلسلة من الهجمات في دمشق، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، واغتيل القاضي أباد نضوة في العاصمة لدى تفجير قنبلة ألصقت بسيارته عن بعد. وقد أتى هذا الهجوم بعد يوم على تعرض محمد لحام، شقيق رئيس البرلمان، لعملية اغتيال بعد أن أطلق عليه النار مسلحون أثناء توجهه إلى عمله، حسب تقارير إعلامية رسمية. كما قتل ثلاثة أشخاص يوم الأربعاء ضمن سلسلة من الهجمات بواسطة قذائف الهاون في حي المزة 86 في دمشق، وهي هجمات ينظر إليها من قبل كثيرين على أنها مؤيدة للحكومة. وكان الحي قد شهد انفجار سيارة مفخخة يوم الاثنين الماضي. كما فجّر المقاتلون الثوار أيضاً شاحنة مفخخة في جسر النبك في محافظة دمشق يوم الأربعاء، ما أسفر عن مقتل ستة جنود حكوميين على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي هذه الأثناء، أخذ العنف المتزايد في سوريا، التي يُقتل فيها ما يقدر بـ200 شخص كل يوم، يثير قلق جيرانها. وفي هذا الإطار، أفادت الصحافة التركية يوم الأربعاء بأن تركيا تجري محادثات مع حلفائها في حلف “الناتو” بشأن نشر صواريخ باتريوت على طول حدودها الجنوبية من أجل حماية أراضيها من أية هجمات من قبل الجيش السوري. وقد جرت انتخابات المجلس الوطني السوري يوم الأربعاء من أجل شغل 40 منصباً شاغراً في الأمانة العامة للتنظيم، الذي سيختار بعد ذلك لجنة تنفيذية تتألف من 11 عضواً. على أن تقوم اللجنة التنفيذية باختيار رئيس جديد للمنظمة. وعلى رغم الانقسامات في المؤتمر، إلا أن كثيراً من أعضاء المجلس الوطني السوري يدركون أن الدعم الأميركي أساسي بالنسبة للمعارضة السورية. وفي هذا السياق، اعتبر عبدالباسط سيدا، الرئيس الحالي للمجلس الوطني السوري، أن إعادة انتخاب الرئيس أوباما تمثل لحظة مهمة من أجل إعادة النزاع السوري إلى أجندة السياسة الخارجية الأميركية. وقال “سيدا” في هذا الصدد: “بالنسبة لأوباما، هذا هو الوقت للقيام بشيء من أجل وقف أعمال القتل داخل سوريا... لأنه إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإنه سيكون ثمة تطرف وأصولية ولن يكون ثمة استقرار في المنطقة”. باباك ديهجانبيشه الدوحة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©