ويتني هيوستن.. بدأت منذ الطفولة قصة «حب مع الموسيقى»

ولدت الفنانة ويتني هيوست 9 أغسطس 1963 بنيوارك في نيوجيرسي، ويبدو أنه كان معروفاً منذ ميلادها أنها ستصبح مغنية، حيث كانت والدتها سيسي هيوستن، وابنة عمها ديون وارويك وأمها الروحية أريثا فرانكلين، جميعهن شخصيات أسطورية في العصر الأميركي وفي موسيقى السول. وعندما كان عمرها خمس عشرة سنة، بدأت ويتني وفقاً لما ذكره موقع بيوجرافي الإلكتروني في الأداء الغنائي مع والدتها، وحاولت الحصول على عقد خاص بها، وفي هذا الوقت اكتشفها مصور فوتوجرافي انبهر بجمالها الطبيعي، وسرعان ما أصبحت موديلاً مثالياً للمراهقة، وواحدة من أوائل النساء الأميركيات الأفريقيات، اللاتي ظهرن على غلاف مجلة Seventeen، لكن ظلت الموسيقى هي حبها الحقيقي. نجمة البوب في عام 1985، أصدرت ويتني ألبومها الأول Whitney Houston وأصبحت على الفور نجمة بوب مميزة، وعلى مدار العام التالي، ساعدت أغانيها المنفردة الناجحة «Saving All My Love For You» و»How Will I Know» على حصول الألبوم على مركز الصدارة في السباقات، حيث ظل في المركز الأول لمدة 14 أسبوعاً «غير متتالٍ»، كما حصلت هيوستن على جائزة جرامي فام 1986 عن أغنية «Saving All My Love for You». وتبع هذا النجاح الكبير لألبومها الأول إصدار ألبومها الثاني Whitney عام 1987، وقد حصل هذا الألبوم أيضاً على الأسطوانة البلاتينية مرات عدة وفاز بجوائز جرامي «الجوائز تقدمها الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم «NARAS»، وهي إحدى الجوائز الموسيقية السنوية الأربع الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية، ويقام حفل توزيع جوائز الجرامي في فبراير من كل عام، وهو يشبه إلى حد بعيد حفل توزيع جوائز الأوسكار». وفي عام 1992 ازدهرت المكانة العالمية لويتني، في حين تعقدت حياتها الشخصية بشكل سريع جداً، فقد تزوجت في العام ذاته مغني الآر آند بي بوبي براون، الذي كان سابقًا ضمن فريق New Edition بعد خطوبة استمرت ثلاث سنوات. وفي البداية كان زواجها رومانسياً وعاطفيًا، غير أن الأمور قد تغيرت إلى الأسوأ مع مرور الوقت، ورغم هذه المشكلات الشخصية المتزايدة، استمرت ويتني هيوستن في التقدم بمسيرتها الفنية مقتحمة مجال التمثيل بنجاح عام 1992، عندما قامت ببطولة فيلم أمام النجم كيفين كوستنر في الفيلم الشهير The Bodyguard، وبهذا الفيلم وضعت ويتني منهجاً تسير عليه في أفلامها، ففي كل فيلم كانت تصدر أيضاً أغنية شهيرة، فأغنيتها المنفردة من فيلم The Bodyguard- «I Will Love You»، قد كانت أكثر الأغاني نجاحاً لهيوستن على الإطلاق، حيث تصدرت القمة لأربعة عشر أسبوعاً في سباقات الأغاني الأميركية، وواصل الألبوم الصوتي نجاحه، حيث حصلت هيوستن بسببه على ثلاث جوائز جرامي، بما فيها جائزة ألبوم العام، وجائزة ريكورد أوف زا يير. في عام 1998 أصدرت هيوستن My Love Is Your Love وهو ألبومها الأول من دون موسيقى تصويرية، الذي حقق لها فرصة الحصول مرة أخرى على جائزة جرامي، غير أنه لم يتفوق على أدائها في ألبوماتها السابقة. الأوقات العصيبة وفي أواخر التسعينيات، وأوائل 2000، تزايدت المشاكل بشكل كبير في زواج هيوستن، حيث عانت من الصراع مع المخدرات والمشكلات الصحية التي كانت تهدد مسيرتها الفنية، وقد ألغت العديد من المؤتمرات بسبب ذلك، وظهرت في مقابلة تلفزيونية شهيرة مع ديان سوير في 2002 نحيفة جداً وتبدو بصحة متدهورة، مما دفع الكثير للتنبؤ بأنها باتت على حافة الانهيار، وعلى الرغم من علاقاتها المضطربة، ظلت هيوستن مغنية شهيرة، وأطلقت عليها موسوعة جينيس العالمية عام 2006 أكثر فنانة حصلت على جوائز من جميع العصور. واستراحت ويتني لفترة من مسيرتها الفنية، وتطلقت من بوبي براون عام 2007، وحصلت على حضانة طفلتهما بوبي كريستينا هيوستن براون، وبعد عقد مليء بالمشكلات الشخصية، بدأت هيوستن في التماسك من جديد، وأصدرت في 2009 ألبوماً جديداً «I Look To You»، الذي لاقي ترحيباً كبيراً من محبي الموسيقى، وتصدر سباق الألبومات، غير أن حفلاتها الحية لاقت آراء مختلطة مع بعض الشكاوى فيما يتعلق بجودة صوتها. خبر وفاتها كانت الأقاويل قد أحاطت بويتني أوائل عام 2012 بأنها تعاني من التعسر المادي، إلا أنها نفت هذه المزاعم، وقيل إن ويتني كانت على وشك الانضمام للمسابقة الغنائية The X Factor كأحد أعضاء لجنة التحكيم، لكن لسوء الحظ، لم تعش طويلاً حتى ترى آخر ثمار عودتها، حيث وافتها المنية في 11 فبراير عام 2012 في لوس أنجلوس، وقد شوهدت قبل وفاتها بأيام في إحدى الحفلات التي تسبق حفلات توزيع جوائز جرامي، وطبقاً للتقرير الذي صدر عن الطبيب الشرعي لمقاطعة لوس أنجلوس في 22 مارس 2012، كان السبب الرسمي للوفاة حادث غرق، كما كانت معاناتها مع مرض القلب، وإدمان الكوكايين من العوامل المساهمة في وفاتها، وفقد العالم الموسيقي واحدة من ألمع نجومه الأسطورية برحيل ويتني هيوستن. ترجمة: عزة علي يوسف