الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نقص الوعي» وراء تعرض البعض لحوادث مؤلمة وسط الشعاب والوديان

«نقص الوعي» وراء تعرض البعض لحوادث مؤلمة وسط الشعاب والوديان
20 نوفمبر 2013 12:35
شهدت بعض مناطق الدولة خلال الفترة الماضية أمطاراً غزيرة سالت على إثرها الوديان التي أغرقت مساحات سكنية وزراعية، وأدت إلى حدوث خسائر مادية، ففي إمارة رأس الخيمة تباينت فيها مشاعر المواطنين بين السعادة لهطول أمطار الخير على مناطق عدة، والحزن لوفاة شاب جرفته المياه، إضافة إلى غرق أكثر من 300 منزل في مناطق متفرقة بعدما غمرتها المياه، وفي الوقت الذي أدت فيه الأمطار الغزيرة التي هطلت على المناطق الشرقية بالدولة، مما أدى ذلك إلى جريان الأودية والشعاب الجبلية، خرجت الكثير من العائلات، يرافقهم الأطفال لمشاهدة هذه السيول الجارفة بقوة، من دون الأخذ بالإجراءات ذات الصلة بالأمن والسلامة لحماية أرواحهم، خاصة مع تدفق الكثير من مياه الأمطار على السيول، والتي قد تسبب الكثير من الحوادث المؤلمة في حال عدم أخذ الحيطة والحذر في تلك المناطق. (أبوظبي) - حب الاستطلاع والفضول ومشاهدة جريان الأودية والشعاب تدفع بالكثير من العائلات والشباب للاقتراب من تلك الأمكنة، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من الدفاع المدني ودوريات الشرطة لعدم الاقتراب من تلك الشعاب والوديان الكبيرة، إلا إن البعض لا يبالي بهذه الإرشادات التي تهمه بالدرجة الأولى، فهذا سعيد حارب من هواة الرحلات البرية، يقطع المسافات لأجل التمتع بمنظر السيول والشعاب، يقول:» هناك نقص في الوعي لدى بعض المواطنين فيما يخص مرتادي تلك الوديان التي تجرف كل شيء أمامها، فكم من حادث مؤلم راح ضحيته الكثير من الشباب والعائلات، وعلى الرغم من كل التحذيرات، ما زال البعض لا يبالي بذلك، متمنياً من مرتادي الأودية والسدود إلى أخذ الحيطة والحذر عند هطول الأمطار وأثناء جريان الأودية والابتعاد عن بطونها، واتباع إرشادات السلامة الموجودة في اللوحات الإرشادية القريبة من السدود، بهدف الحفاظ على سلامتهم. نشر الوعي في السياق ذاته، أكد الدكتور عبد الله المندوس، المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أنه في حالة سقوط الأمطار وتقلبات الطقس يوفر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل الأجهزة المتقدمة كافة من محطات رصد سطحية ورادارات ثابتة ومتحركة ونماذج عددية، تغطي أرجاء الدولة كافة، بالإضافة إلى الربط الدائم بمراكز وهيئات الأرصاد في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويضيف: «يعمل المركز على مدار الساعة بهدف توفير المعلومات اللازمة والخاصة بالتوقعات كافة، المرتبطة بعوامل الجو المختلفة، خاصة في الحالات التي تشتد فيها هذه الظواهر، ومنها الحالة الجوية التي تمر بها البلاد حالياً التي تستمر لبعض الوقت، والتي أدت إلى جريان الشعاب والأودية، مما أدى ذلك بشكل عام إلى زيادة منسوب المياه الجوفية التي تعتبر أمطار خير على البشر». وعن الرسائل التوعوية التي يقوم بها المركز والتحذيرات والاحتياطات الواجب اتخاذها في حالة سقوط الأمطار والتقلبات الجوية، يوضح المندوس أنه في مثل هذه الحالات الجوية يقوم المركز بالتنبؤ بالحالة قبل حدوثها بأيام عدة لتهيئة أماكن صنع القرار لاتخاذ اللازم نحو هذه الحالة، ويقوم بنشر العديد من التحذيرات بالتنسيق مع الجهات المعنية كافة، خاصة الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، ويخاطب المركز بشكل خاص الجماهير عبر جميع الوسائل المتاحة والخاصة بالمركز، والتي تتنوع ما بين الموقع الإلكتروني بلغتيه العربية والإنجليزية، ومواقع التواصل الاجتماعي سواء التويتر والفيسبوك والرسائل النصية، ولا نغفل الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في دعم هذه التحذيرات ونشر الوعي المجتمعي بها، فتوافر هذه الوسائل في الوقت الحالي بشكل واسع سهل كثيراً من إمكانية وصول المعلومات وبشكل قطعي وشفاف إلى الجمهور على تنوع أعماره ومستوياته وأيضا لغاته. وأضاف المندوس «في مثل هذه الأوقات والحالات الجوية الممطرة، يناشد المركز الجمهور بعدم المبالغة في احتفالاته بهطول الأمطار، خاصة وقت حدوث البرق والابتعاد عن استخدام الهواتف النقالة في هذه الأثناء، لما لها من أخطار التعرض للصواعق الناتجة عن السحب الرعدية، بالإضافة إلى عدم الوجود في أماكن جريان الأودية. الحيطة والحذر وبدوره، أكد الدكتور جمال محمد الحوسني، مدير إدارة التكنولوجيا والاتصال في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن الهيئة لديها برنامج كامل للتواصل الجماهيري في حال حدوث تقلبات في الجو وسقوط الأمطار، ويتم ذلك من خلال إرسال رسائل توعوية تحذيرية لأخذ الحيطة والحذر، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية ومراكز العمليات، من خلال بث تلك الرسائل عبر كل طرق التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى توعية الجمهور بطرق الأمن والسلامة، وإعداد خطة طوارئ متكاملة لمواجهة تلك السيول المحتملة، وذلك تفادياً لأي حوادث تحصد الأرواح أو الممتلكات، مطالباً الحوسني الأهالي الذين يرتادون أماكن جريان الأودية والسيول اتخاذ الاحتياطات كافة بعدم المغامرة سواء على الطرق أو في أعماق الجبال والأودية المنتشرة، خلال مواسم سقوط المطر، نظراً لقلة الوعي عند الكثير من الشباب، مما يدفعهم إلى المغامرة والنزول إلى الأودية والشلالات والوقوف في مجاري الأودية الكبرى، وهذا يشكل خطورة كبيرة عليهم، وقد يعرضهم للموت المفاجئ ، خاصة أن الأودية تجرف معها صخوراً قد تكون مسننة أو مدببة وتتساقط أسفل الوادي بقوة تقضي على أي شخص يواجهها. رسائل ونصائح ويذكر الحوسني أن أهم رسائل التوعية الخاصة بالتغيرات الجوية في حالة الأمطار والسيول، تتمثل في الحذر أثناء قيادة السيارة، خاصة في الطرقات المغمورة بالمياه، منعاً لحدوث انزلاقات للمركبة، وعدم السيطرة عليها، مع وقف المركبة خارج الطريق في حال استدعت الحاجة لإيقافها نهائياً، والاتصال بالعائلة لطمأنتها، أيضاً عدم استخدام الإشارات التحذيرية إلا للتنبيه، واستخدام دائماً المساحات للزجاج الأمامي والخلفي لتوضيح الرؤية، مع عدم استخدام السيارة للتنقل في المناطق المغمورة بالمياه، فالمياه الجارفة يمكن أن تفقد السيطرة على المركبة، وفي حال الأمطار والسيول من الأفضل تخفيف السرعة، وعدم تجاوز المركبات الأخرى، مع تشغيل الأضواء، والاستماع إلى نشرات الأحوال الجوية عبر وسائل الإعلام، أما في حالة الصواعق والأمطار، فمن الأفضل عدم مغادرة المنزل إلا بعد التأكد من هدوء الوضع، مع الانتباه إلى أن استخدام الهواتف المحمولة أو اللاسلكية آمنة فقط داخل المنزل. لافتات تحذيرية إلى ذلك طالب عدد من المواطنين الجهات المعنية باتخاذ التدابير كافة التي من شأنها تأمين المواطنين في مواسم المطر داخل الجبال والأودية، حيث يقول سعيد حميد الشريف من سكان إمارة الفجيرة، إنه بعد سقوط الأمطار يرتاد الوديان والسيول برفقة أبنائه، متخذاً كل احتياطات السلامة والحذر من الوديان. ويضيف: «أتمنى من الجميع ألا يحول مشاهدته لمنظر جريان الوديان والشعاب عند سقوط الأمطار إلى موسم لحدوث الكوارث والأخطار، فكم من أسر نراها تترك أبناءها الصغار وسط تلك الوديان التي تجرى بقوة فرحين بتلك القطرات من الأمطار لكن غير متخذين الحيطة في حال تعرض أحدهم لمكروه، مطالباً الشريف بحماية المارة من المواطنين والزائرين والسياح من عبث الشباب المستهتر، خاصة في أوقات هطول الأمطار، حيث تكون الشوارع زلقة وخطرة للغاية، ووضع لافتات تحذيرية من عدم الاقتراب من هذه المنحدرات ومجاري الأودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©