الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سامسونج» تكافح لتعزيز صدارتها في مجال الهواتف المحمولة

«سامسونج» تكافح لتعزيز صدارتها في مجال الهواتف المحمولة
10 نوفمبر 2012
يتصوَّر البعض أن تكون سامسونج إلكترونيكس بكافة المقاييس على حافة الانهيار، ففي شهر أغسطس الماضي خسرت قضية براءة اختراع مهمة ضد منافستها آبل بعد أن قضت هيئة محلفين بالولايات المتحدة بأن سامسونج نسخت على نحو غير مشروع بعض خصائص هاتف “آي فون” الشهير. وأطلقت آبل سبتمبر الماضي أحدث موديلاتها “آي فون 5”. وفي الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر حققت أسهم آبل ارتفاعاً قياسياً وتجاوز سعرها حاجز 700 دولار للسهم. فلماذا إذاً لا تكتفي سامسونج بالاحتفاظ بوضعها، بل هي في ازدهار صاعد؟. حتى فيما اجتاحت قوة آبل الساحقة شركة ريسيرش إن موشن صانعة بلاكبيري ونوكيا، سجلت سامسونج أرباحاً قياسية في فترتها الربعية الأخيرة التي انتهت في 30 يونيو. وقفزت أرباح هواتفها المدفوعة بإطلاقها موديل جالكسي إس 3 الراقي في شهر مايو، بنسبة 75% في العام الماضي. يذكر أن سهم سامسونج ارتفع بنسبة تفوق 65% في العام الماضي وكان يتداول في أواخر سبتمبر في بورصة كوريا بأكثر من 1?3 مليون وون (1162 دولارا) مقترباً من رقم قياسي سابق. لا تستطيع سامسونج ادعاء أنها تستحوذ على انتباه الإعلام أو أن لديها قاعدة مشجعين كبرى أو أن لديها الشخصية المبهرة التي اشتهر بها ستيف جوبز. غير أن عملاقة التصنيع الكورية الجنوبية استطاعت أن تحقق المركز الأول عالمياً في مبيعات الهواتف المحمولة. وقالت انترناشيونال داتا كورب البحثية إن سامسونج تشكل 24?1% من سوق الهواتف المحمولة العالمية، بينما لا تشكل آبل سوى 6?4% من السوق في نهاية ربع السنة الماضي. الهواتف الذكية كما أن لدى سامسونج ريادة حاكمة في سوق الهواتف الذكية تبلغ نسبتها 32?6% مقارنة مع نسبة آبل البالغة 16?9% وإن كان من المرجح أن يضيق هذا الفارق بسبب إطلاق آي فون 5. وعلى العكس انحسرت حصة نوكيا في سوق الهواتف الذكية إلى 6?6% أما ريسيرش إن موشن التي سبق أن شكلت أجهزتها بلاكبيري قرابة 20% من مبيعات الهواتف الذكية العالمية، لم تعد تصنف ضمن أكبر خمسة منتجين. لم تأت هذه النتائج كمفاجأة. إذ قال أحد المستهلكين منذ عام أنه بعد فحصه أحدث هواتف من آبل وسامسونج وريسيرش إن موشن قرر أن يشتري أحد هواتف سامسونج يسمى (تشارج) عكس ما اشتراه جميع أصدقائه المنبهرين دائماً بآي فون. قرر ذلك لأن بلاكبيري كان مفتقراً لعدد من الخصائص وكان على وشك شراء آي فون إلا أن شاشة سامسونج الكبيرة أقنعته كما أعجبته صور سامسونج وجذبه الجيل الرابع (G 4) من سامسونج الأسرع. ومنذ ذاك ارتبط هذا المستخدم بعالم أندرويد من الرسائل الإلكترونية والخرائط والاتجاهات والبحث والتجول في الشبكة حتى أثناء استمراره في استخدام منتجات آبل الأخرى. غير أن ساحة التنافس تغيرت في سنة واحدة مع إطلاق سامسونج جالكسي إس 3 وإطلاق آبل الآن آي فون 5. وبدا لهذا المستخدم أن “تشارج” من سامسونج أضحى “موضة قديمة” وبدا له أن آبل قد عالجت كافة المشاكل التي كانت تضايقه في آي فون 4: حيث الشاشة الأكبر في آي فون 5 (وان كانت أصغر من شاشة تشارج أو جالكسي) ويكفل أيضاً الجيل الرابع. وبدا له أن آي فون 5 أخف وزنا وأفضل شكلا من تشارج. غير أن سامسونج واثقة من أن جالكسي إس 3 يواكب أن لم يتفوق على آي فون 5 لدرجة أنها بدأت حملة إعلانية شرسة تقارن فيها الهاتفين وتلقي الضوء على قائمة من الخصائص التي يفتقر إليها آي فون. وقالت سامسونج إن لديها نسخة أكثر تطوراً من جالكسي تعتزم إطلاقها تمتاز بشاشة أكبر. وقال بعض الخبراء والمحللين إن سامسونج منافس قوى استطاع أن يسبق آبل في بعض الجوانب. وقال طوني ساكوناجي محلل أول التكنولوجيا في سانفورد سي برتستاين اندكو: “إن سامسونج أتت بهواتف جذابة ذات شاشات أكبر وعرض أجمل وأدوات معالجة أسرع من أجهزة آبل”. وأضاف أن آبل لم تكن سباقة في تصميم الأجهزة في السنوات القليلة الماضية. وهناك تيرو كويتينه المحلل في مؤسسة اليكسترا الذي وافقه الرأي قائلا: “ظل آي فون شبه ثابت لثلاثة أجيال. وقال إن أول آي فون كان بمثابة إلهام، وأن آبل تمسكت بوصلات المستخدم لخمس سنوات. وأضاف أن وصلات آبل أفضل، ولكن الفرق يتقلّص سنوياً. وبالنسبة للشاشة يمكن الزعم بأن سامسونج قد احتلت مركز المقدمة. وربما يكون في وسع أحد أن يوبخ سامسونج لكونها مقلداً. ولكنهم حين يقلدون فإنهم يصنعون وفقاً للأصول. النسخ والتقليد وتعتبر مسألة ما إن كانت سامسونج تقوم بعمليات التجديد أو التقليد أو النسخ غير الشرعي هي موضوع دعوى براءات الاختراع المعقدة التي فصلت فيها المحكمة في سان هوسيه كاليفورنيا في أواخر أغسطس الماضي. والتمست سامسونج استئناف الحكم، حيث لديها دعاوى ضد آبل. غير أن كثيراً من الخبراء يستهينون بالعواقب طويلة الأجل محتجين بأن التكنولوجيا تتطور سريعاً لدرجة أن الدعاوى ربما لن يكون لها تأثير قريباً. وقال خبراء: “إن سامسونج متميزة عن غيرها في إمكانيات التصنيع والتكنولوجيا، ولكنها من حيث التصميم فإن آبل أفضل منها. وحين يمسك آي شخص بهاتف آي فون الجديد يرى ويشعر الفرق فوراً. يستخدم آي فون الألومنيوم والزجاج اللذان يعتبران مواد راقية من منظور التصميم. أما سامسونج فهي مستمسكة بكثير من البلاستيك الأقل تكلفة، بل الرخيص. والأسوأ من ذلك أن الشركة تستخدم تشطيباً سطحياً ليشبه الألومنيوم. وهذا يعتبر شيئاً مصطنعاً وغير مقبول في أوساط المصممين. لقد ولى عهد المواد “الخادعة”. وقال أحد الخبراء إنه من الصعب منافسة آبل من حيث عنصر التصميم الرشيق العصري. وأضاف أنها سباقة في مجال جذب قاعدة عريضة إلى منتجاتها ذات الشكل العصري الأنيق، كما أن متاجر آبل أجمل من متاجر لوي فيتون. وهناك عناصر تتجمع معاً لإضفاء التألق على المنتج تتمثل في الدعاية للاسم التجاري والشعارات والمتاجر والإعلان والمنتج ذاته والأسطورية، ولكنه قال إن ذلك يمكن أن يتغير. نظم التشغيل اتخذت سامسونج قراراً مهماً مكنها من أن تسبق ريسيرش إن موشن ونوكيا ثم من تحدي آبل وتجاوزها من حيث الحصة السوقية، حيث أنها تبنت نظام تشغيل أندرويد من جوجل الأمر الذي عزز قوة بحث وتطوير برمجيات جوجل وأتاح لسامسونج أن تركز فقط على الأجهزة التي طالما تفوقت فيها. وعلى العكس ظلت كل من ريسيرش إن موشن ونوكيا تتعثران بنظم برمجياتهما المتقادمة والمكلفة فيما استطاع أندرويد وآي أو إس (آبل) تحقيق ما يسمى احتكاراً ثنائياً عالمياً. وقال خبراء: إنه قبل ظهور آي فون كانت الهواتف المحمولة تتنافس على الحجم والوزن وعمر البطارية والكاميرات، ورغم أن هذه الأشياء لا تزال مهمة فإن ما فعلته آبل في الحقيقة هو إبعاد المباراة عن خصائص الأجهزة والتركيز على منصة البرمجيات. إذ أن قوة آي فون تكمن في نظام التشغيل. وبمجرد أن يجد المستهلكون أنفسهم في منظومة تشغيل مريحة مرتبطة بخدمات وأجهزة أخرى فإنهم يستمسكون بها. يأتي هذا في الوقت الذي ظهر فيه أندرويد وأثبت أنه أكثر نظم التشغيل شعبية، وهو ما يفسره جزئياً أن آبل لا تنافس إلا في الجانب الراقي من السوق. بينما اتبعت سامسونج مقاربة معاكسة من خلال تصنيع هواتف ترضي كافة ألوان طيف السوق. وأعطتها اقتصادياتها هائلة الحجم واختراقها العالمي الكبير مزايا على منافسين آخرين يستخدمون أندرويد مثل إتش تي سي التايوانية وموتورولا موبيليتي التي تملكها جوجل حالياً. ونجحت استراتيجية سامسونج المهتمة بالأجهزة المتواضعة السعر نجاحاً عظيماً. حيث حقق جالكسي 3 انتشاراً عظيماً بسبب قوة محفظة سامسونج في البرازيل والهند وأندونيسيا والصين. والمدهش أن آبل رفضت اقتحام الأسواق الناشئة بقوة وتخلت عن الريادة فيها لسامسونج. وهي لا تريد أن تقلل من أرباحها من خلال المنافسة على السعر وتقبل أحياناً بنمو أقل وبأن تسبقها سامسونج. ومن خلال تركيزها على الجانب الراقي من الأجهزة تظل آبل أكثر ربحية بكثير من سامسونج، إذ تشكل الهواتف الذكية ثلثي أرباح آبل بينما تشكل ثلث أرباح سامسونج تقريباً. والشركتان في الواقع تشكلان كل أرباح الهواتف الذكية بسبب أن المصنعين الآخرين مثل نوكيا وريسيرش إن موشن تخسران أموالاً حسب خبراء. والخبر السار للمستهلكين يتمثل في أن المنافسة أفرزت هواتف محمولة أفضل وأقل سعراً بمعدل مذهل. وقال خبراء إن سامسونج نجحت بالفعل في تعزيز أندرويد لمصلحتها، وأن المنافسة الآن تكاد تكون بين آبل وأندرويد وليس بين آبل وسامسونج. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©