الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حتى لا يفوت الأوان !

23 نوفمبر 2011 14:07
لم تسلم التغذية من التدخل الاصطناعي والتقنية الحديثة، والحمى التجارية، فظهرت وانتشرت الأغذية المجمدة والمحفوظة والملونة بكل الأشكال والمغريات، وأصبح الطفل المستهدف الأول لترويج هذه الأغذية، حتى ولو كانت على حساب صحته وحياته. لا يخلو محل أو متجر من العبوات الجاهزة للأكل من منتجات “البطاطا”، المسمى “شيبسي”، بعد إضافة العديد من المواد الحافظة والزيوت والدهون والصوديوم والمواد الملونة و النكهات الاصطناعية التي لا يتم ذكرها ضمن قائمة المحتويات، فضلاً عن خلوها من القيمة الغذائية. هذا المنتج يعد من المأكولات المحببة للأطفال لأنه يحتوي على نشويات عالية وهذه أحد مضاره فهذه النشويات تدفع الأطفال لتناول كميات كبيرة منها مما يؤدي بهم للابتعاد عن تناول الأغذية الأخرى الطبيعية والصحية. إن هذه المأكولات تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، وهي تؤدي إلى اضطرابات معوية وزيادة في الوزن، وكثرة الأملاح فيها قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والمواد الحافظة التي تضاف إليها، تحد من كفاءة المعدة على الهضم وتؤدي إلى التلبكات المعوية، وهناك أنواع منها تحتوي على البهارات الحارة المغرية التي تسبب عادة تقرحات المعدة والإثنى عشر خصوصا عند الأطفال. إن المأكولات السريعة، وخاصة التشيبسي خطر يهدد الأطفال الذين يعانون من البدانة على وجه التحديد، أو ممن لديهم استعداد وراثي للبدانة. وتشير كثير من الدراسات الطبية إلى أن تناول هذا الكم من الدهون الموجودة في التشيبسي بصورة يومية يشكل خطرا كبيرا على صحة الأطفال على المدى البعيد، وأصبحت بعض العادات الغذائية السيئة التي يمارسها الناس يوميا تثير مخاوف الأوساط الطبية لارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال. وما من شك أن هناك علاقة قوية بين السمنة المبكرة والانتشار السريع لأمراض السكر وضغط الدم وامراض العمود الفقري وارتفاع نسبة الكوليسترول والربو وبعض انواع السرطان. فقد أثبتت الأبحاث الطبية والغذائية أن تناول الأطفال للوجبات السريعة المحتوية على كميات كبيرة من الدهون ومنكهات الطعم تؤثر في كيمياء المخ وتسلبهم الإرادة فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تماما مثلما تفعل السجائر وعقاقير الادمان . لقد حان الوقت أن نعيد النظر في ثقافتنا الغذائية، وأن ينتبه الآباء والأمهات لأهمية عدم الانسياق والتساهل مع أطفالهم أمام مغريات المواد والأصناف المعروضة في الأسواق، لأن المشكلة الأهم هنا تكمن في المواقف السلبية التي تسبب بشكل مباشر في إدمان الأطفال على تناول هذه الأصناف الضارة من الغذاء، فالمصيبة أن الأخطار الكامنة لا تظهر تداعياتها إلى بعد فوات الأوان، وسلامتك. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©