واشنطن - وكالات الأنباء: دعا أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الوزير العراقي السابق علي علاوي أمس الاثنين الولايات المتحدة إلى ''تغيير جذري'' في سياستها في العراق وتنظيم مؤتمر دولي لترتيب أوضاع المنطقة، فيما اقترح إقامة نظام ''فيدرالي'' في بلاده من أجل وقف العنف هناك·
وخلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مساء أمس الأول بمناسبة إصدار النسخة الأميركية من كتابه ''احتلال العراق: كسب الحرب وخسارة السلام''، انتقد علاوي الولايات المتحدة بشدة بسبب سلسلة من الأخطاء والتخبط في إدارة شؤون العراق خلال فترة ما بعد الحرب· وقال ''حان الوقت لأن تغير الولايات المتحدة جذريا سياستها في العراق وتبدأ عملية تحول بمعدل 180 درجة· أعني بذلك ضرورة الاعتراف بأن الحل العسكري ليس كافيا وأن التسوية السياسية بين المجموعات العراقية مستحيلة ما لم تربط بمدى كسب أو خسارة كل منها للنفوذ والاعتراف بالمصالح الأمنية للدول المجاورة''· واقترح على الإدارة الأميركية تنظيم مؤتمر دولي تشارك فيه دول الشرق الأوسط والجهات المعنية بالعمل على إرساء الأمن والاستقرار في العراق وباقي أنحاء المنطقة -إذا أمكن ذلك- للبحث عن حلول ووضع ''تنظيم أمني للشرق الاوسط مع استبعاد القضية الفلسطينية''· ورأى انه يمكن ''منح شخصية أو أكثر صلاحيات السفراء فوق العادة للتفاوض على بنية أمنية للشرق الاوسط، باستثناء فلسطين لأنها قضية اخرى، وذلك سينعكس على الترتيبات المتعلقة بالسلطات الداخلية''· وأوضح أن المؤتمر سيتيح لدول المنطقة والطوائف العراقية تسوية خلافاتها وفي الوقت نفسه طرح حلول لإنهاء العنف في العراق والحفاظ على مصالحها فيه، معتبرا الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بالقوة الدبلوماسية والسبل الكفيلة بتنظيمه ''رغم فشل جهودها في العراق حتى الآن''·
وقال علاوي الذي شغل مناصب وزير الدفاع ووزير المالية ووزير التجارة في الحكومات العراقية منذ أبريل عام ،2003 إن الإطار الحالي للدولة العراقية غير مستقر إطلاقا، فصنع القرار مشلول بسبب صيغ تقاسم السلطة وآلة الحكم بحد ذاتها منهكة ومترهلة وفاسدة وبالتالي لا تستطيع ادارة البلاد''· وأضاف ''يجب التخلي عن وهم إبقاء العراق بشكله الحالي بدون استمرار العنف وعدم الاستقرار، وأرى أن نظاما مبنيا على مناطق فيدرالية قد يكون الحل الوحيد الممكن وسلطات المناطق ستتمتع بسلطات واسعة وستحتاج الى موارد كبيرة، بينما ستقوم الحكومة المركزية بدور الحكم بين المناطق· كما يجب أن يكون المجال الأمني لا مركزيا إلى ان تتم اعادة الثقة بين مختلف الاطراف''·
ودعا إلى ضمان هذا الحل من خلال ''معاهدة دولية توقع عليها القوى الاقليمية''· وقال ''ان القوات الاميركية ستتبدل عندئذ بقوة دولية مهمتها تثبيت النظام الفدرالي الجديد''·
عدد اليوم
