الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

?«الحلاّج» العربي و«ماريانا» الإسبانية يحاوران الحياة والموت

?«الحلاّج» العربي و«ماريانا» الإسبانية يحاوران الحياة والموت
19 نوفمبر 2013 01:11
?أحمد علي البحيري (عمان) ـ ??شهد مهرجان المسرح الأردني في دورته العشرين، في يوميه الثاني والثالث عرضين مسرحيين متميزين، مستمدين من عملين أدبيين ثريين. فعلى خشبة المسرح الدائري بالمركز الثقافي ارتفع صوت إنساني نبيل، هو صوت المتصوّف «المنصور بن حسين الحلاّج»، ومن خلال عرض مسرحي يحمل كل ممكنات نجاحه، بعنوان «الحلاّج» عن نص «مأساة الحلاّج» للشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور (كتبه عام 1964)، وإخراج الدكتور فراس الريموني الذي قدم العرض بأسلوبية تجريبية لا تخلو من فعل الإسقاط المسرحي على الواقع في أربعة مشاهد، شكّلها من محتوى الفصلين اللذين كتبهما عبد الصبور بلغة الشعر ضمن جزءين رئيسيين: الأول بعنوان «الكلمة» والثاني بعنوان «الموت»، وهو ما كرّس في لغة الشعر والأدب فيما بعد اصطلاحا مشهورا هو «الخلاص بالموت».? ?قدّم الريموني عرضه التجريبي، بقالب يقوم على فن التغريب في كل شيء، وبخاصة تركيزه الشديد على? ?مسرحة المسرح، من خلال إدخال جمهور الصالة في اللعبة المسرحية، مقيما عرضه على مستويين من التشكيل الحركي، ليقدم في هذا الإطار إسقاطه السياسي من خلال نموذج تاريخي، متمرد على فساد السلطة، مع تأكيداته طوال العرض على فكرة القمع ومصادرة الحريات، وهي في الواقع ثيمة فكرية وإنسانية تحمل دلالاتها. ?في العرض الثاني الذي حمل عنوان «ماريانا بنيدا» أو «وداعا غرناطة» يدخلنا المخرج المجتهد حسين نافع إلى أجواء شاعر إسبانيا العظيم فيديركو غارثيا لوركا (1898 ـ 1936)، بعد أن قدّم له مسرحيتين هما «عرس الدّم» و«يرما»، فتأتي مسرحيته الثالثة لكي تكون نشيدا رائعا للحرية تبعث الحنين إلى كتابات شاعر كبير، مثّل روح الشعب الإسباني، وشكّل صفوة الازدهار الشعبي في إطار مسرح يتميز بالشمولية وشدّة الحساسية والرهافة.. فهل كانت الرؤية الإخراجية التي قدّمها حسين نافع، بمستوى القيمة الفكرية والجمالية لنص «ماريانا» الذي كان أول بدايات لوركا مع الكتابة المسرحية وقدم في مدريد عام 1927؟ ليست مصادفة إذن أن يلقى عرض ماريانا كل هذا النجاح بدءا من النص، وانتهاء بالمنهجية الإخراجية التي اتبعها حسين نافع بحرفية عالية، على مستوى تقنيات معمار البناء المسرحي. وأول ما يحسب له استخدامه المبتكر لشاشة خيال الظل في وسط عمق المسرح، والتي جرى توظيفها كممر لدخول وخروج الممثلين، ثم تلك البراعة في تشكيل المشهد المسرحي عبر هندسية مدروسة وتشكيلات قائمة على لغة وحركة الجسد المحسوبة بدقة متناهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©