الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استقالة الحكومة المصرية وتظاهرة مليونية اليوم

استقالة الحكومة المصرية وتظاهرة مليونية اليوم
22 نوفمبر 2011 13:41
قدم رئيس الحكومة المصرية عصام شرف استقالة حكومته امس، بعد اجتماع لجنة إدارة الأزمات التي تضم 11 وزيراً وبعد لقاء مع المجلس العسكري، وذلك على خلفية المواجهات التي يشهدها ميدان التحرير بوسط القاهرة والاسكندرية والتي أسفرت عن سقوط 23 قتيلا و1900 جريح منذ يوم السبت الماضي. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري السفير محمد حجازي أن حكومة الدكتور عصام شرف وضعت استقالتها أمام المجلس الاعلى للقوات المسلحة اعتبارا من الأمس. وقال انه تقديرا للظروف الصعبة التي تجتازها البلاد في الوقت الراهن فإن الحكومة مستمرة في أداء مهامها كاملة لحين البت في الاستقالة. وأوضح المتحدث ان حكومة شرف إذ تستشعر المسؤولية السياسية، فإنها تعرب عن شديد اسفها تجاه هذه الأحداث المؤلمة، موضحا انه من منطلق هذا الشعور، فقد وضعت استقالتها تحت تصرف المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف أن “الحكومة تناشد المواطنين ضبط النفس والالتزام بالهدوء لاستعادة استقرار الأمور في البلاد تمهيدا لإجراء أولى مراحل الديمقراطية بإتمام الانتخابات البرلمانية في مصر”. إلا أن المجلس العسكري رفض استقالة حكومة شرف. ودخلت المواجهات بين مئات المتظاهرين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري وقوات الأمن أمس، يومها الثالث في ميدان التحرير في القاهرة بعدما أوقعت 23 قتيلا منذ السبت، بحسب مصادر طبية. وأعلن مسؤول في مشرحة القاهرة سقوط 23 قتيلا في المواجهات، جميعهم تقريبا في العاصمة. وقال المسؤول، الذي كان أشار سابقا إلى سقوط 33 قتيلا منذ السبت، “11 من الجثث التي وصلتنا لأشخاص قتلوا في ظروف لا علاقة لها بالمواجهات”. وقتل شاب السبت في الإسكندرية، في حين سقط القتلى الـ 22 الآخرين في القاهرة سواء جراء الإصابة بالرصاص الحي أو اختناقا بسبب القنابل المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات الشرطة بكثافة. وتواصلت المواجهات أمس بين رجال الشرطة الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع، ومئات المتظاهرين الذين كانوا موزعين في مجموعات صغيرة في ميدان التحرير ومحيطه. ورد المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة. ووقعت المواجهات الأعنف في محيط وزارة الداخلية قرب ميدان التحرير. وجرت تظاهرات أيضا في العريش في سيناء والإسماعيلية في قناة السويس، فيما وقعت صدامات في الإسكندرية. واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، للحيلولة دون وصول المتظاهرين الذين تزايد عددهم مساء أمس إلى مقر وزارة الداخلية. بينما شهد ميدان التحرير هدوءا حذرا مع تزايد أعداد المتظاهرين الوافدين آلية للانضمام للمعتصمين. ولا تزال الشوارع المحيطة بميدان التحرير تشهد تكدسا من المتظاهرين الذين يكررون محاولات الاقتراب من مقر وزارة الداخلية في عمليات كر وفر مستخدمين الحجارة والزجاجات الحارقة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة محمد الشربيني إنه تم تحويل جميع حالات الوفاة من المستشفيات إلى مشرحة زينهم، وهم تحت تصرف النيابة حاليا. وأوضح أن عدد المصابين أمس بلغ 72 مصابا تم إسعاف 3 حالات في مكان الحادث والباقي وعددهم 69 تم تحويله إلى المستشفيات ليصبح إجمالي عدد المصابين في الأحداث منذ “السبت الماضي” حتى أمس نحو 1900 مصاب من بينهم 24 ضابطا و81 شرطيا، بينهم أربعة أصيبوا بطلقات نارية وخرطوش. وأعلن مصدر أمني مسؤول إصابة قائد قوات الأمن المركزي اللواء ماجد مصطفى نوح مساء أمس بطلقات خرطوش في كتفيه الأيمن والأيسر أثناء تواجده ضمن قوات الأمن المركزي في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير. وقررت النيابة العامة أمس إخلاء سبيل 127 متهما من الذين كان قد إلقي القبض عليهم على مدى الأيام الماضية بتهمة المشاركة في أحداث الشغب بميدان التحرير وأمام مبنى وزارة الداخلية، فيما قررت حبس 5 متهمين لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بمعرفة النيابة التي نسبت إليهم تهم مقاومة السلطات وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وتخريب المنشآت العامة والخاصة وإتلاف معدات الشرطة والتجمهر. وأطلقت مجموعة من الأحزاب السياسية والائتلافات الثورية دعوة للتظاهر اليوم الثلاثاء في مليونية بميدان التحرير في الرابعة عصرا تحت شعار “الإنقاذ الوطني للثورة” وإلى مظاهرات موازية في جميع ميادين مصر مع رفع مجموعة من المطالب، أولها الإقالة الفورية لحكومة الدكتور عصام شرف وتشكيل حكومة إنقاذ وطني بصلاحيات كاملة تتولى إدارة ما تبقى من فترة انتقالية، على أن تنقل إليها جميع الصلاحيات السياسية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية لا يتجاوز أبريل 2012 والبدء في إعادة هيكلة تامة لوزارة الداخلية تتضمن حل قطاع الأمن المركزي وضمان محاكمة من تورطوا في إراقة دماء المصريين خلال أحداث التحرير. ومنع عدد من المعتصمين بميدان التحرير أمس مسيرة قوى سياسية كانت في طريقها إلى ميدان التحرير لتشكيل فاصل بين المتظاهرين وقوات الأمن في محاولة للتهدئة ووقف نزيف الخسائر بين الجانبين. وقال عدد من المتظاهرين إن أقصى ما تطمح إليه القوى السياسية هو إقالة وزير الداخلية، على عكس الثوار الذين يرون أن إقالة وزير الداخلية مجرد بادرة حسنة للتفاوض مع الحكومة التي يجب أن تتم إقالتها وتعتذر عما بدر منها تجاه المتظاهرين. ومنع المتظاهرون القيادي في حزب “الحرية والعدالة” الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي من دخول ميدان التحرير مساء أمس، حيث أوقفوه عند مدخل الميدان عندما كان يحاول تهدئة المتظاهرين المعتصمين في الميدان، تفاديا لحدوث المزيد من العنف والخسائر البشرية، مما دفعه إلى مغادرة المنطقة بأسرها. واتهم المتظاهرون البلتاجي بأن وجوده في الميدان لاعتبارات انتخابية ولمحاولة تبرير موقف حزبه وموقف جماعة الإخوان غير المشارك في هذه المظاهرات. وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية حكومة عصام شرف باتخاذ إجراءات عاجلة للوقوف على أسباب الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا والعمل على إنهائها ومنع تكرارها مستقبلا من خلال حوار إيجابي من كافة القوى والتيارات السياسية والائتلافات الشبابية، على أنه لا يسعى لإطالة الفترة الانتقالية ولن يسمح لأية جهة بعرقلة عملية التحول الديمقراطي وبناء مؤسسات الدولة في مصر. وأكد حرصه الشديد على تنفيذ خريطة الطريق التي سبق وتعهد بها أمام الشعب وتسليم مقاليد الدولة إلى سلطة مدنية منتخبة بطريقة ديمقراطية ونزيهة. وقال “إن الانتخابات البرلمانية المخطط إجراؤها الأسبوع المقبل هي أولى مراحل هذه العملية”. وأكد مساعد قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء سعيد عباس أن عناصر القوات المسلحة الموجودة في محيط وزارة الداخلية المصرية بوسط القاهرة منذ أمس الأول، جاءت بناء على طلب وزير الداخلية منصور عيسوي وتصديق القائد العام للقوات المسلحة لتأمين وزارة الداخلية، وليس لفض الاعتصام في ميدان التحرير. وقال إن القوات المسلحة لم تنزل إلى ميدان التحرير لتفض المتظاهرينر ولكنها جاءت لتأمين وزارة الداخلية كمؤسسة حيوية تمثيل هيبة الدولة، وفي حال رغب المتظاهرون بأي قوات لحمايتهم من مظاهر البلطجة فنحن على أتم الاستعداد لتأمينهم وحمايتهم وسوف يتم وضع قوات بلا تسليح هدفها فقط منع أي مخاطر يمكن أن يتعرض لها المتظاهرون. وأوضح اللواء سعيد عباس أن عناصر القوات المسلحة لم تخرج عن حدود تأمين مبنى وزارة الداخلية، مؤكدا عدم وجود أيه عناصر من الشرطة العسكرية في ميدان التحرير أثناء قيام قوات الأمن المركزي بالتصدي للمتظاهرين، وأن العناصر التي ظهرت من القوات المسلحة كانت موجودة في شارع الشيخ ريحان، وقد يكون بعضهم قد تعرض للاستفزاز نتيجة إلقاء الحجارة والمولوتوف عليهم، مما دفعهم إلى مطاردة من قام بالاعتداء عليهم. «الجامعة» تدعو إلى الهدوء القاهرة (د ب أ) - أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن بالغ القلق إزاء التوتر الذي شهدته الساحة السياسية المصرية خلال الأيام الماضية وعن مشاعر الحزن والأسى الشديدين لسقوط عدد من الضحايا الابرياء. ودعا العربي إلى ضرورة التحلي بأعلى درجات المسؤولية وضبط النفس، مؤكداً في الوقت ذاته حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي مع الحرص على حماية المنشآت والمصالح الحيوية للدولة. كما ناشد الأمين العام جميع القوى السياسية العمل على التهدئة والعودة إلى المسار السياسي والمضي قدما في عملية التحول الديمقراطي على أسس الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير الماضي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©