السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة الإرهاب.. والداخل الأوروبي

20 نوفمبر 2015 22:02
هل هي الحرب؟ هذا ما يقوله لنا قادتنا، فهجمات يوم الجمعة كانت «عملاً حربياً»، بحسب ما أعلن الرئيس فرانسوا أولاند، واصفاً العدو، «داعش»، لأول مرة بأنه «عدو إرهابي» و«جيش من المجاهدين». وفي مساء الجمعة، قامت 10 طائرات فرنسية مقاتلة بقصف أهداف في مدينة الرقة، المقر السوري لـ«داعش»، وبالرغم من أن سلاح الجو الفرنسي شارك في عمليات التحالف في العراق منذ أكثر من عام، وفي سوريا منذ سبتمبر الماضي، فإن هذه تعد أعنف ضربات تشنها فرنسا على الإطلاق، وأشارت وزارة الدفاع إلى أن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديجول» كانت تبحر في المنطقة، لتضيف نحو 20 طائرة حربية إلى القوى العسكرية التي تحارب «داعش». لقد شاركت القوات المسلحة الفرنسية في عمليات قتالية ضد الجماعات الإسلامية الراديكالية في شمال مالي لما يقرب من ثلاث سنوات. وأظهرت استطلاعات الرأي تأييداً شعبياً قوياً لهذه العمليات الخارجية. وفي الواقع، فإن هذه واحدة من قضايا قليلة عليها إجماع سياسي داخلي. وعلى العكس من جيرانهم البريطانيين، فإن الفرنسيين لا يحملون أي صدمات من حرب العراق، بعد أن رفضوا المشاركة فيها، لسبب وجيه اتضح فيما بعد، وفي حين أن بعض السياسيين الفرنسيين يدعون الحكومة الآن لمراجعة إستراتيجيتها في الشرق الأوسط، لم يقترح أحد أن تنهي فرنسا مشاركتها العسكرية في المنطقة. بيد أن قتال «جيش إرهابي» داخل الوطن هو نوع آخر من الحرب، إن الإرهاب ليس بالأمر الجديد بالنسبة للفرنسيين، ومشهد الدوريات العسكرية في الشوارع والمطارات ومحطات السكك الحديدية، كان مألوفاً لبعض الوقت، لكن الجميع يدركون الآن أن «الطبيعي» ليس ما كان من قبل، وحتى أقل من العادي، مقارنةً بما كان عليه في الأيام التي أعقبت حادثة «شارلي إبدو» في يناير الماضي. لقد عاش الأميركيون تلك التجربة، لكن العدو الذي حاربوه في 11 سبتمبر كان أجنبياً، أما في أوروبا فيكون الإرهابيون الذين نواجههم في أغلب الأحيان ممن ولدوا ونشأوا في مجتمعاتنا. وفي مقابلة تلفزيونية الأحد الماضي، ذكر «برنارد كازنوف»، وزير الداخلية الفرنسي، أن «جماعة في سوريا توجه أشخاصاً فرنسيين في بلجيكا لتنفيذ هجمات في فرنسا». لقد كان الانتحاريون ظاهرة شرق أوسطية، والآن فإن الحرب في الشرق الأوسط انتشرت لتصل إلى أراضينا. وحتى إذا كانت هذه حرباً، فإنها ستتطلب أدوات مختلفة، والجميع يعرفون ما إذا كان الفرنسيون مهيأون للعواقب والتكلفة. وبالنسبة لمعظم الأوروبيين، كانت الحرب عبارة عن صراع بين الدول التي لديها إما مطالب إقليمية أو أيديولوجية، وكانت الجيوش النظامية هي التي تخوض هذه الحروب، كما كان لها تاريخ للبدء وتاريخ للانتهاء، لقد كانت تنتمي إلى القرون السابقة. وفي كتابه الصادر مؤخراً بعنوان «انتقام العواطف»، كتب الفيلسوف السياسي «بيير هاسنر»، أن الحرب في الوقت الحاضر «أعيد إضفاء الشرعية عليها كشكل من أشكال الجهاد، أو كحرب عالمية على الإرهاب، أو بهدف تعزيز الديمقراطية». إن الحرب المطلوب منا خوضها هي ضد أشخاص غامضين كانوا في البداية يستهدفون رسام الكاريكاتير، ثم اليهود، وأخيراً ملعب كرة القدم والمقاهي وحفلات الموسيقى والأشخاص المقيمين في «عاصمة الفواحش والفساد»، كما وصفت «داعش» العاصمة الفرنسية في بيان لها عقب هجمات الجمعة! وأضافت تحذيراً تقشعر له الأبدان: «هذا الهجوم هو الأول في عاصفة من الهجمات». إذن، كيف يمكننا مواجهة العاصفة؟ لقد ذكر الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي، الأحد الماضي، عقب لقاء طويل مع الرئيس أولاند، أن «الحرب ليست كلمة تستخدم ببساطة». ودعا للعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل الحرب الأهلية في سوريا، وعلى الجبهة الداخلية، اقترح وضع نحو 11 ألف شخص، معروفون بأنهم متطرفون خطرون تحت الإقامة الجبرية ووضع أساور إلكترونية في يد كل منهم. *سيلفي كوفمان* *كاتبة ومحللة سياسية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©