صحف إسبانيا: هزيمة كرة القدم.. والأمن آخر من يعلم !

محمد حامد (دبي) تأكيداً على مأساوية حادث مصرع مشجع ديبورتيفو لاكورونيا على يد ألتراس أتلتيكو مدريد، تحررت الصحف الإسبانية من قبضة الأرقام القياسية وصراع الكرة الذهبية، والفوز المتأخر للبارسا على فالنسيا بهدف نظيف في الدقيقة 93، ورصدت أحداث العنف التي سبقت مباراة أتلتيكو مع ديبورتيفو التي أقيمت ظهر الأحد في فيسينتي كالديرون معقل الروخيبلانكوس، وشهدت تشابكاً وأحداث عنف بين ألتراس أتلتيكو، ونظيره القادم خلف فريق ديبورتيفو. صحيفة «ماركا» قالت: «كفى اعذاراً.. يجب القضاء على مثيري الشغب، ومنعهم من دخول الملاعب الإسبانية» وتابعت :«مقتل مشجع ديبورتيفو في أحداث عنف مرعبة بين ألتراس أتلتيكو وديبورتيفو»، وأشارت إلى القبض على 21 شخصاً، من بين 200 مشجع تورطوا في أحداث العنف قبل المباراة». وأشارت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية كريستينا سيفيونتس إلى أن الشرطة لم يكن لديها أي معلومات مسبقة بإمكانية حدوث هذه المصادمات، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع هذه الأحداث دون تدخل أمني عاجل، وأضاف تقرير صحيفة «ماركا»: »لم تكن هناك معلومات، أو تحذيرات مسبقة من أي جهة تتنبأ بوقوع هذه الأحداث، لقد أتى ألتراس من خارج مدريد وأشعلوا هذه الأحداث، وفي حال كانت هناك معلومات متوافرة للشرطة لكانت حرصت على الحضور مسبقاً بأعداد كبيرة للسيطرة على الموقف«. أما صحيفة «آس» فصاغت العنوان الأقوى والأكثر تعبيراً حيث قالت :«هزيمة كرة القدم» في إشارة إلى أن الساحرة هي الأكثر تضرراً من أحداث العنف، وتابعت :«الألتراس اتفقوا على المعركة قبل وقوعها، ومحيط فيسينتي كالديرون كان ساحتها«، وكشف عن شخصية المشجع القتيل، فقالت:«هو فرانسيسكو روميرو البالغ 43 عاماً، متزوج ولديه طفل يبلغ 9 سنوات وآخر لم يتجاوز الرابعة». وكشفت الصحف الإسبانية عن أن روميرو تم العثور عليه في نهر مانزاناريس، ولا أحد يعلم على وجه التحديد كيف وقع أو تم الإلقاء به إلى النهر، وباءت كافة محاولات إنقاذه بالفشل، بعد دخوله غرفة العناية الفائقة بمستشفى سان كارلوس. وأشار الكاتب الإسباني ألفريدو ريلانو عبر صفحات «آس» المدريدية إلى أن ظاهرة الألتراس التي اجتاحت العالم خلال السنوات الماضية، أصبحت عصية على الفهم، في ظل قدرتهم على خلق أجواء البهجة في المدرجات بأساليب التشجيع المبتكرة، ولكنهم في الوقت ذاته أصبحوا مصدراً للعنف والموت، وحسم ريلانو موقفه من ظاهرة الألتراس فقال: «وجود الألتراس ليس ضرورياً لتحقيق الفوز، ولم كان الأمر كذلك فإننا لسنا على استعداد لدفع الثمن الباهظ». أكد أن مدرجات البريميرليج مبهجة بدون شرطة أنشيلوتي: جمهور الملاعب الإنجليزية أكثر رقياً دبي (الاتحاد) تخلى كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد عن دبلوماسيته المعتادة، وتفاعل مع أحداث العنف التي وقعت في محيط ستاد فيسنتي كالديرون قبل مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه ديبورتيفو لاكورونيا، وأدت إلى مقتل أحد مشجعي الأخير، وأكد أنه لم يتعرض لأي هتافات مسيئة ولم يشاهد أي إشارات للعنف في إنجلترا، خلال تجربة قيادته لفريق تشيلسي في البريميرليج، على العكس مما يشاهده في الملاعب الإسبانية. ونقلت «ماركا» عن أنشيلوتي قوله: «في إنجلترا لا يوجد عنف في الملاعب، ولا توجد شرطة في الملعب أو حوله، لديهم عائلات وأطفال في المدرجات، مما يعني أنهم يحرصون على عدم توجيه أي إهانات أو إشارات عنف تجاه أي أحد، لم أستمع إلى أي إهانات من أي مشجع طوال فترات وجودي في إنجلترا، ولكن هنا في إسبانيا تعرضت منذ 15 يوماً لشتائم مستمرة من أحد المشجعين طوال المباراة، الأمر يتعلق بالثقافة السائدة، أعتقد أن إسبانيا أقرب في التشجيع إلى الثقافة اللاتينية». وأضاف المدرب الإيطالي :«إنه يوم حزين بلا شك، نحن جميعاً نتمنى ألا يتكرر في ملاعب كرة القدم، لقد نجحوا الإنجليز في القضاء كلياً على ظاهرة العنف في الملاعب، يجب الاستفادة من هذه التجربة، لقد قضوا على الهوليجانز، ويجب على الجميع دراسة وتطبيق هذه التجربة الرائدة في إزالة العنف من الملاعب» واختتم أنشيلوتي: «لقد عملت إدارات الريال في سنوات سابقة بكل جدية حتى تمكنت من إقصاء العناصر التي تتسبب في العنف، وسبق لبرشلونة خوض تجربة ناجحة مماثلة، وفي فرنسا يسير العمل على قدم وساق من أجل إنجاز المهمة، أعتقد أنه حان الوقت للتخلص من كل مشجع ينتهج العنف أسلوباً في التشجيع».