الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعدك ياوطن

1 ديسمبر 2014 22:48
السعادة قيمة ثمينة لا يستطيع المال شراءها ولا يتمكن من جلبها الجاه، هي مطلب إنساني وغاية يبتغيها البشر بل يبذلون في طريق تحقيقها ما يملكون، اجتهد الفلاسفة وعلماء الكلام في تعريفها عبر تاريخ الإنسانية متسابقين إلى الخروج بوصفة طبية تمكن الناس من الحصول عليها، واختلفوا في ترجمة تلك الوصفة كل حسب رؤيته ووفق وجهته. كما نختلف نحن البسطاء في رؤيتنا للسعادة وبلوغ مرادنا إليها، منا من يرى سعادته في شريك حياة طيب وآخر من يراها في منزل فاخر وثالث من يجزم بأن سعادته ستتحقق بجاه وسلطة يتمكن منهما، وثمة من يرى سعادته في توفير قوت يومه. لكننا كمسلمين حسم أمر السعادة لدينا في الرضا على إطلاقه، فرضا العبد بما قسم له المولى تعالى كنز من السعادة باهظة الثمن يصعب شراؤها إن لم يتوافر، والرضا بين الزوجين والتعبير عنه بابتسامة صادقة، رضا المسؤول عن مرؤوسيه ورضاهم عنه، رضا الوالدين عن ولديهما ورضاه عنهما، رضا ربة البيت عن خادمتها ورضا الخادمة عن مخدومتها، كل رضا سعادة تروي الراضي بما يحتاج من مشاعر السرور. وهو الأمر ذاته إذا طبق على المواطنين في أوطانهم يعود الرضا ليؤدي دوره في إسعاد المواطنين الذين أحبوا أوطانهم ورضوا عن حكوماتهم، ولا خلاف بين مواطني الدولة على وجود الرضا وترعرعه في أحضان العطاء المبذول والرعاية المكفولة منذ نشأة المواطن جنيناً وحتى آخر أنفاسه. ما هي بشعارات وهتافات جوفاء، إنها عين الحقيقة المشمسة المنيرة للقلوب المحبة لمعرفة الحق، بل كم هي عاجزة أقلامنا وألسنتنا عن قول الرضا الذي نشعره عن وطننا وحكومتنا التي ما فتئت تبتغي تقدم البلاد وسعادة أبنائها. إن الإمارات وحكومتها وشعبها منظومة متكاملة من الرضا المتبادل عبر مثلث الواجبات والحقوق، فكل من الثلاثة راض عن الآخر وسعيد بأداء دوره تجاه الاثنين. فهنيئاً لك ولنا سعدك إماراتنا بحكام وصلوا بك إلى المقدمة ولازالوا يسيرون. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©