الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صحفيون وأدباء يتداولون شؤون وشجون الصفحات الثقافية ودورها المفقود

صحفيون وأدباء يتداولون شؤون وشجون الصفحات الثقافية ودورها المفقود
9 نوفمبر 2012
إبراهيم الملا (الشارقة) - احتضنت قاعة ملتقى الأدب بمركز أكسبو بالشارقة، مساء أمس الأول، ندوة حملت عنوان: “الصحافة الثقافية ـ الدور المفقود”، وذلك ضمن البرنامج الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الحادية والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب. شارك في الندوة التي حضرها لفيف من الإعلاميين والنقاد والأدباء والمهتمين كل من الكاتبة الإماراتية خيرية ربيع، والروائي والصحفي المصري ناصر عراق، والكاتب الباكستاني عرفان حسين، والمحررة الألمانية كريستين بيتر، وقدم للمشاركين في الندوة الصحفي والشاعر والفنان المسرحي الإماراتي مرعي الحليان. وتحدث الحليان في بداية الندوة عن التأثير القوي للصفحات الثقافية في السابق، والتي عملت على صياغة الحراك والتفاعل الأدبي في المكان، من خلال استقطاب المواهب الشابة والجديدة، وإتاحة مساحة مشجعة لها كي تعبر عن طاقاتها الإبداعية المتأججة والخلاقة، وضرب الحليان مثلاً بالصفحة الثقافية اليومية في جريدة البيان الإماراتية في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، والتي كان يشرف عليها الشاعر عارف الخاجة، حيث فتحت هذه الصفحة ـ كما أشار الحليان ـ أفقاً معرفياً جديداً أمامه هو شخصياً للتعرف إلى شعراء عالميين مثل رامبو وبودلير، والتواصل مع فضاءاتهم الشعرية المدهشة والمفاجئة له في ذلك الوقت المبكر من خوضه مغامرة الكتابة المختلفة عن السائد. الصحافة الورقية أما الروائي والصحفي المصري ناصر عراق الذي أدار لفترة طويلة من حياته المهنية العديد من الإصدارات الثقافية، ومن أهمها مجلة دبي الثقافية، فأشار إلى أن أزمة الصحافة الثقافية هي جزء من أزمة عامة تعانيها الصحافة بمجملها، وتتمثل هذه الأزمة في اضمحلال وضمور الصحافة الورقية وحتى الإلكترونية أمام الغزو البصري المتمثل في القنوات الفضائية، والتي وصل عددها في الوطن العربي ـ كما أشار ـ إلى ما يزيد على 600 قناة، يغلب عليها طابع الترفيه والتسطيح، والتقليل من قيمة الثقافة والفكر والفنون الجادة والمعمّقة. وأضاف: “ما يثير الشفقة والاستغراب بالنسبة للصفحة الثقافية في عالمنا العربي، أنها أول صفحة يتم الإطاحة بها، إذا ظهر إعلان في اللحظة الأخيرة قبل طباعة الصحيفة، وإذا كان هناك خبر مهم ولم تكن هناك صفحات كافية لاستيعابه، فإن أول صفحة يتم التضحية بها هي الصفحة الثقافية”. تجربة طويلة بدورها أشارت الإعلامية خيرية ربيع التي تملك تجربة طويلة وممتدة مع الشأن الثقافي في الصحافة المحلية، إلى أن الصفحات الثقافية لا تعاني من دور مفقود، نظراً لوجود العديد من المجلات والملاحق الثقافية المتخصصة في الدولة، ولكن الإشكالية المتمثلة في هذه الصفحات ـ كما أوضحت - هي في تكريسها للأسماء المعروفة أو نجوم الساحة الثقافية، ولم تساهم في احتضان واكتشاف الأسماء الجديدة، ما خلق ـ حسب قولها ـ هوة كبيرة وقطيعة واضحة بين الأجيال الثقافية، حيث لم تبادر هذه الصفحات إلى إحداث فعل التراكم والتكامل فيما يخص المنجز الثقافي الإماراتي. وتطرقت خيرية ربيع للفترة الذهبية التي مرت بها الصحافة الثقافية في الإمارات ابتداء من أواخر السبعينات وحتى منتصف التسعينات، حيث كانت الصفحات الثقافية في تلك الفترة ـ كما قالت ـ ملأى بالأصوات الواعدة والمتحمسة التي صنعت ملامح ولبنات المشهد الثقافي في المكان، وعندما تحولت هذه المواهب الجديدة إلى نجوم وأسماء مكرسة ـ كما أوضحت ـ اطمأنت إلى المرحلة التي قطعتها ولم تضف جديداً، ولم تحاول أيضا أن تخلق مساحة للتنافس والتواصل مع الأجيال الجديدة اللاحقة، والتي عصفت بها التغيرات والتحولات والنوازع الاستهلاكية في الأزمنة الراهنة. حدود مانعة أما الكاتب والصحفي الباكستاني عرفان حسين الذي عمل لفترة من حياته المهنية في العاصمة البريطانية لندن فأشار إلى أنه، ومن خلال عمله في بريطانيا، لاحظ أن الثقافة هي جزء ونسيج من الحياة اليومية التي يتعاطى معها الإنجليز، وأكد أنه لم يشعر بوجود حدود مانعة وقاطعة بين الثقافة وبين السياسة أو الاقتصاد أو حتى الرياضة على سبيل المثال، فكل هذه الاتجاهات ـ كما أشار ـ متداخلة، وكثير من الأفراد هناك يحبون المطالعة ومراجعة الكتب والروايات الصادرة حديثاً، وقال إن الصفحات الثقافية تحتضن الكثير من المحاور المتعلقة بالسينما والفنون المعاصرة والأدب والفلسفة، وغيرها، مما يخلق بيئة جاذبة للقراء، ويجعل من الصفحات الثقافية حقلاً مفتوحاً للمتعة البصرية والمعرفة الذهنية في الوقت ذاته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©