الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تقديم الفنانين لبرامج تلفزيونية يثير جدلاً في مصر

تقديم الفنانين لبرامج تلفزيونية يثير جدلاً في مصر
20 نوفمبر 2015 17:40

انتشرت ظاهرة تقديم الفنانين للبرامج التلفزيونية بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، واتسع نطاقها لدرجة جعلت عين النقاد والمتخصصين تنظر للأمر بمنظور شديد القسوة.

واعتبر النقاد أن هذه الظاهرة حملت معها ظلماً كبيراً لوجوه إعلامية شابة موهوبة لا تجد فرصة على الشاشة لتثبت وجودها، نتيجة تكدس الشاشات بدخلاء على مهنة الإعلام وأكثرهم من الفنانين.

وفي التحقيق التالي، ترصد "الاتحاد"، الظاهرة بشكل معمق وتستمع لآراء المتخصصين حول أسباب الظاهرة وتقييمهم لمسارها:

يرى الدكتور ياسر عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن من أسباب الظاهرة  أولاً ضعف الحالة الفنية وتقلّص صناعة السينما والضغوط على صناعة المسرح والدراما وهو ما أدى إلى شعور بعض النجوم بأن فرص العمل المتاحة لهم فى مجالهم الأصلي تتراجع بحدة، وثانياً بسبب وجود زيادة كبيرة في عدد الفضائيات مع ميلها الكبير لصناعة الترفيه على حساب المادة ذات الطبيعة الإخبارية الجادة.

وأضاف عبد العزيز أن القائمين على هذه الفضائيات يحاولون استغلال نجومية الفنانين من أجل تقديم برامج يُمكن أن تحظى بمشاهدة عالية وتجلب المزيد من الإعلانات.

واعتبر أن الخاسر الرئيسي هو صناعة الإعلام نفسها والجمهور، مفسراً ذلك بقوله:  «تخسر الصناعة لأنهم ليسوا إعلاميين وغير مؤهلين، ويطردون كفاءات إعلامية كان من الممكن أن تستفيد وتُفيد عبر هذه البرامج، ويخسر الجمهور  لأنه  بالتأكيد يحصل على محتوى إعلامي لا يمكن الثقة فى درجة التزامه بالمعايير المهنية».

وأشار إلى أن بعض الفنانين دخلوا المجال وسببوا مشكلات وأزمات كبيرة مثل الفنانة انتصار، التي وصف تجربتها على الشاشة بأنها تجربة فيها خلط كبير بين شخص الفنان وبين المحتوى الذى يقدمه.

من جهتها، اعتبرت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، أن اتجاه الفنانين لتقديم البرامج التلفزيونية يخضع لأسباب مختلفة، فمنهم من كبر فى السن وفرص العمل الفني المتاحة له أصبحت ضعيفة، ومنهم من يبحث عن جمع المال، ومنهم من يحاول تعويض حالة الكساد الفني التي تعرضت لها مصر بعد الثورة.

وأكدت أنه لا يجوز فى كل الأحوال أن يكون تقديم البرامج «مهنة من لا مهنة له»، مشددة على أنه ليس كل شخص يصلح لتلك المهنة، ويجب على الفضائيات أن تخضع الفنان الذي سيقدم عبرها برنامجاً لدورات تدريبية في الإعلام قبل الإقدام  على تلك الخطوة.

ورأت عبدالمجيد أن نوعية البرامج المقدمة لابد أن تتفق مع طبيعة الفنان نفسه، ولابد أن يكون الإعداد نفسه جيداً فيما يلتزم الفنان بما يوجه به الإعداد لأنه أقدر منه على فهم طبيعة العمل، مشيرة إلى أن  الفكرة فى حد  ذاتها غير مقبولة لأن قليلاً جداً من الفنانين هم  من نجحت تجربتهم.

من جهته، أوضح الدكتور سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، أن الفكرة نفسها غير مرفوضة،  فهي سائدة في العالم، ومرحّب بها في مصر والعالم العربي شريطة أن يرتبط البرنامج بعمل الفنان، بمعنى أن تقدم الراقصة -مثلا- برنامجاً عن الرقص فقط.

وعاب الشريف على الفنانين تسخير برامجهم لآرائهم الشخصية والسياسية والدينية، معتبراً ذلك نوعاً من الانحراف الإعلامي وخروجاً عن مواثيق قيم وشرف الإعلام.

وأكد أن الإعلام أصبح مخترقاً، ويهدف لتحقيق الربح فقط حتى ولو على جثة المهنية، وأوجز الأمر بقوله: «المهم أن نعرف كيف نوظف الفنان أو الراقصة أو لاعب الكرة فى تقديم برامج تخص مجاله دون الحديث عن أي شئ آخر».

أما الدكتور فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام بجامعة مصر، فرآها ظاهرة متعلقة بالظروف، فعندما يسود الرواج الفني ينشغل الفنانون في فنّهم ولا يظهرون إلا كضيوف فى البرامج فقط، وعندما تتقلص العملية الفنية يلجأ الفنانون للبرامج.

ورأى أبو زيد أنه لا داعي للحديث عن التأهيل من عدمه لأن  كل المذيعين الموجودين أصلاً على الشاشة لم يكونوا مؤهلين فى البداية  و«تعملوا في الناس» إلى أن أصبحت لديهم درجة عالية من الكفاءة، وهكذا يسير نظام الدولة النامية بلا ضوابط، فلا مانع من عملهم فى الإعلام شريطة أن يتعلموا مبادئ التقديم الإعلامي.

رد الفنانين:

وجاء تعليق الفنان أشرف عبدالباقي على نقد أساتذة الإعلام بشكل مختصر، قائلاً: «أنا مطلوب لتقديم برامج لأني أثبت نجاحاً فيما أقدمه على الشاشة، ولأن الجمهور استحسن ما أعرضه عليه، ولو فشلت لما أعادت الفضائيات تجربتها معي، المسألة تحكمها معايير كثيرة بعيدة عن المعايير التى ذكرت».

من جهته، قال الفنان محمد صبحي إنه تقريباً لا ينام لأنه يصور أعمالاً فنية بشكل يومي من التاسعة صباحاً حتى منتصف الليل، ولا وقت لديه إلا للعمل فقط، وهو الرأي الذي يعكس إصراره على التخصص والتفرغ لمجاله الفني دون الانقسام بين أكثر من مجال.

وشنت الفنانة المثيرة للجدل انتصار، هجوماً كاسحاً على الأكاديميين وأساتذة الإعلام في الجامعات، لتؤكد (من وجهة نظرها) أن جميع من يدرّسون الإعلام في الجامعات ليست لديهم خبرة إعلامية ولا يصلحون لتقييم أداء الفنانين الإعلامي، ولا حتى أداء المذيعين أنفسهم، لأنهم لم  يقفوا يوماً أمام كاميرا ولا عملوا يوماً فى إعداد برامج.

وبررت رأيها ذلك بأن كل علاقتهم بالإعلام نظرية من خلال الكتب التى يدرّسونها للطلبة، لكنهم في النهاية بلا خبرة وبلا دراية بآليات العمل الإعلامي، إضافة إلى الغيرة الكبيرة لأنهم لم يتمكنوا من الظهور على الشاشات ولم يجدوا فرصة للظهور كإعلاميين.

واعتبرت أن الممثل أقوى من المذيع لأن الممثل قدم العديد من الأدوار وتقمص العديد من الشخصيات ولديه خبرة حياتية عامة وسرعة بديهة كبيرة وجرأة فى الاقتحام وثقة بالنفس اكتسبها من وجوده فى المحافل والمهرجانات والحفلات العامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©