إبراهيم سليم (أبوظبي) - انطلقت في أبوظبي، أمس، فعاليات “مؤتمر الإمارات للأورام السرطانية”، بمشاركة 74 خبيراً دولياً في مجالات العلاج والرعاية والبحوث حول الأورام السرطانية، وبحضور 700 من الجراحين والأطباء والممرضين والمتخصصين في مجالات الرعاية الصحية الأخرى من دولة الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط.
ويناقش المؤتمر أحدث التطورات في هذا المجال، من خلال طرح 150 ورقة عمل ومحاضرة، يتم الكشف خلالها عن استخدام أنواع جديدة في العلاج، واستخدام الخلايا الجذعية فيه، ومدى تقبل المريض للعلاج الإشعاعي، ومستخلصات الأحياء البحرية.
وعبر سيف بدر القبيسي رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سيف فاضل الهاملي مدير العمليات بالشركة، عن تقديره لاستضافة أبوظبي هذا المؤتمر الدولي، مؤكدا أنه يعد من المؤتمرات البارزة التي تحرص “صحة” على تنظيمها للاستفادة من خبرات وتجارب المختصين في مختلف أنحاء العالم، وتسخير خلاصتها في تقديم الرعاية الصحية اللازمة لمرضى السرطان في دولة الإمارات، مشيدا باهتمام القيادة الرشيدة برفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة لأفراد المجتمع دون استثناء.
وقال إن التطور الذي يشهده الحقل الطبي يعتمد على جهود الكثير من العلماء في مراكز الأبحاث الموزعة حول العالم، الذين يقومون بدراسة السرطان بشكل تفصيلي عن طريق إجراء التجارب باستعمال أجهزة دقيقة ومتطورة، بهدف الحصول على فهم أعمق لطبيعة المرض الذي يتخذ أشكالاً عديدة ويصيب مختلف أعضاء جسم الإنسان، لافتا إلى أن أبحاث السرطان تعد الوسيلة الأفضل والأسرع لكشف الإصابة السرطانية والبدء بالعلاج في مراحل مبكرة، ما يضمن نسبة أعلى من الشفاء.
وأشار إلى أن تراكم نتائج مراكز الأبحاث يساهم في فتح آفاق جديدة وتطوير أساليب حديثة في العلاج، مثل تحسين فعالية الأدوية المتوفرة أو اختراع أدوية جديدة ذات فعالية أقوى وتأثيرات جانبية أقل، مؤكدا أن المؤتمر، الذي تلتقي فيه نخبة من الخبراء والمختصين في مجال السرطان يعد إحدى السبل الكفيلة بالتوصل إلى نتائج إيجابية تخدم المرضى.
وقال، إن دولة الإمارات تنبهت لمخاطر مرض السرطان وأعدت العدة لمواجهته، من خلال إنشاء مراكز مختصة ورائدة لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى الذين يعانون منه، حيث حرصت شركة “صحة” ومستشفى توام بالتعاون مع “جونز هوبكنز الطبية” على توفير الخبراء والمختصين في هذا المجال، وعلى التعاقد مع المؤسسات الطبية والعلمية العالمية للاستفادة من خبراتها في علاج هذا المرض.
وأكد حرص إمارة أبوظبي، متمثلة بهيئة الصحة وشركة “صحة” والمستشفيات الخاصة وغيرها من الجهات، على تنظيم الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات وورش العمل ذات الصلة بمرض السرطان، بهدف توعية أفراد المجتمع بهذا المرض وسبل الوقاية منه، وكيفية التعايش معه، وعلى توفير أفضل الأدوية المتوفرة عالمياً لعلاجه، وخاصة سرطان الثدي الذي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً في الإمارات حسب إحصائيات وزارة الصحة، فضلاً عن كونه أكثر أنواع الأورام شيوعاً بين النساء، إذ يشكل ما نسبته 8ر22% من إجمالي حالات الإصابة بالمرض.
واستعرضت العديد من أوراق العمل التي قدمت في المؤتمر، مستجدات علاج وجراحة الأورام، حيث أثبتت الأوراق المقدمة إمكانية الشفاء تماما من الأورام الخبيثة، في حالة اكتشاف السرطان بمختلف أنواعه في مرحلة مبكرة.
وقال الدكتور محمد جالودي رئيس المؤتمر، إن مستشفى توام استقبل خلال عام 2011 الماضي، 1500 حالة جديدة للإصابة بالسرطان، منها 400 حالة مصابة بسرطان الثدي الذي يعد أكثر أنواع السرطانات شيوعا، و110 بسرطان القولون، و80 حالة مصابة بسرطان الرئتين، مؤكدا أن البحث العلمي يحمل كل يوم جديدا في علاج السرطان وأن العلماء والباحثين لا يتوقفون عن البحث في المعامل والمختبرات.
ولفت إلى أن كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، ستقدم خلال المؤتمر 9 بحوث علمية.
وقال، إن علم الأورام يشهد تقدماً وتطوراً لم يكن بالإمكان تصور حدوثه في العقود القليلة الماضية، الأمر الذي تطلب استقطاب رواد المعرفة والعلم في هذا المجال إلى المنطقة، مشيرا إلى أن مستشفى توام يشهد نشاطاً بحثياً متزايداً في هذا المجال، تقدم نتائجه فهماً عميقاً حول الطريقة التي تمكن المختصين من تشجيع المرضى على المشاركة في برامج الفحص.
من جانبه قال الدكتور هيثم نبيل الصلاحات رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى “توام”، إن العلاج الكيميائي للسرطان لا ينفصل عن العلاج الجراحي وغيره من أنواع العلاج، حيث إن علاج المصاب بالورم يعتمد على المشاركة والتشاور بين الأطباء، وليس على استئصال الورم أو أخذ جرعات الأشعة أو العلاج الكيماوي فقط، لافتا إلى أن اختيار الأبحاث وأوراق العمل التي ستعرض في المؤتمر تم وفق آليات محددة وبمشاركة مختصين يتمتعون بخبرات طويلة، حيث تم استخلاص 44 ورقة من بين أكثر من 60، وسيتم اختيار 5 أوراق للفوز بجوائز المؤتمر.
ويتضمن المؤتمر العديد من الندوات تناقش مجموعة من المواضيع الطبية المهمة، مثل سرطان الثدي، والرعاية التلطيفية، والأورام المعدية المعوية، والأورام النسائية، والمسالك البولية، وأمراض الدم، والأورام الرئوية، وعلاج سرطان الأطفال، إلى جانب ندوة لصندوق تيري فوكس الخيري، ومعهد أبحاث السرطان بجامعة الإمارات. وقال جراجوري شافر المدير التنفيذي لـ “مستشفى توام”، إن المستشفى يعتبر مركزاً وطنياً لعلاج الأورام، ومركزاً إقليمياً يستقبل المرضى الباحثين عن العلاج، لافتا إلى أن المؤتمر يجمع على مدى أيامه الثلاثة، خبراء العالم الرواد في مجال علاج الأورام، بهدف المساعدة على تحسين الرعاية المقدمة وعلاج السرطان منذ الفحص والتشخيص وحتى المراجعة.
عدد اليوم
