الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كابريليس»... الأفر حظاً في منافسة شافيز

1 فبراير 2012
بعد اثني عشر عاماً قضاها في الإعداد لثورته البوليفارية -نسبة إلى "سيمون بوليفار"- يستعد الرئيس الفنزويلي "هوجو شافيز" في الوقت الراهن لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، التي ستجرى في أكتوبر المقبل، من أجل الفوز بفترة رئاسية رابعة جديدة في الحكم مدتها 6 سنوات. والجديد هذه المرة أن المعارضة المفككة عادة، قد نظمت صفوفها وبدأت في التعاون فيما بينها لخوض معركة حاسمة، من أجل هزيمة شافيز في الانتخابات الرئاسية القادمة. والقول بأن المدة التي قضاها شافيز في الحكم كانت حافلة بالأحداث، يعطيها أقل من حقها. فشافيز خلال تلك الفترة واجه أحداثاً مثيرة فقد نجا من محاولة انقلابية أدت للإطاحة به لمدة 48 ساعة، كما واجه إضراباً عن العمل في صناعة النفط أدى إلى توقف الإنتاج بالكامل لمدة شهرين، ثم هيأ له خياله أن يوجه مؤخراً اتهاماً لواشنطن بأنها قامت بمحاولات لقتله من خلال تسميمه بميكروب يؤدي لإصابته بالسرطان. كما فاز بمعركة دستورية لرفع أي قيود على عدد المدد الذي يمكن للرئيس أن يترشح للرئاسة فيها. ومن المعروف أن "شافيز" يعتمد على إيرادات تصدير النفط الهائلة في تمويل البرامج الاجتماعية التي تؤمن له رضاء الطبقات الفقيرة، كما يدين بالكثير في نجاحه لمهاراته الفائقة في العلاقات العامة التي تجد صداها في قاعدة دعمه من الفقراء، والتي راقت للطبقة الوسطى الفنزويلية في بدايات حكمه. ولكن نسبة التضخم التي وصلت لـ30 في المئة، وانقطاعات التيار الكهربائي وارتفاع معدلات جرائم القتل، التي تعد من أعلى المعدلات في العالم جعلت تلك الطبقة - المتوسطة - تضيق به ذرعاً تدريجياً. ومن المتوقع أن يخوض شافيز معركة انتخابية طاحنة في الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الذي سيتم اختياره من خلال الانتخابات التمهيدية التي ستعقد في الثاني عشر من فبراير الجاري. ومن المتوقع أن يكون حاكم الولاية الشاب "هينريك كابريليس" هو من سيتصدى لشافيز. و"كابريليس" غير معروف خارج فنزويلا بالقدر الذي كان عليه منافس شافيز السابق" ليبولدو لوبيز"، الذي كان يتقدم مرشحي المعارضة في الاستطلاعات العامة، إلى أن أصدرت الحكومة قراراً بحرمانه من تولي أي منصب رسمي بموجب قانون يقول النقاد إنه مصمم من أجل خنق أي شخصية يمكن أن تشكل تهديداً للرئيس. وعلى الرغم من ذلك ظل "لوبيز" يحتل مرتبة متقدمة في استطلاعات الرأي حتى آخر أسبوعين تقريباً، حين قرر الانسحاب من السباق، وتوجيه زخمه الانتخابي لمصلحة حملة كابريليس، الذي يُتوقع له من خلال هذه المعاونة القيمة من جانب "لوبيز"، للفوز في الانتخابات التمهيدية. ويختلف "كابريليس" عن "لوبيز" وغيره من وجوه المعارضة، الذين ينظر إليهم على أنهم أثرياء غرباء من قبل فقراء البلاد، في أنه يوجه خطابه لأحياء الفقراء في فنزويلا، وليس لغرف اجتماعات مجالس الوزارات في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يعني أنه يستهدف نفس قاعدة دعم شافيز الانتخابية. "إنه الوحيد الذي يستطيع اختراق طبقات الفقراء"... هذا ما قاله "كارلوس روميرو"، المحلل السياسي بجامعة فنزويلا المركزية. ويؤمن "كابريليس" أنه من الممكن اتباع نهج سياسي جديد، لا يتم بموجبه تهميش الفقراء، ويساعد في نفس الوقت على تنشيط الاقتصاد من خلال اجتذاب الاستثمارات الخارجية. وفي مقابلة صحفية أجريت معه مؤخراً في مقر قيادة حملته الانتخابية قال "كابريليس": "إنه في طور الإعداد لتغيير سياسي"، وأنه"لا يمثل المؤسسة القديمة". ومن المعروف أن الأزمات الاقتصادية، التي عانت منها فنزويلا في ثمانينيات القرن الماضي، والفساد الذي استشرى في استغلال الثروة النفطية خلال ذلك العقد، أدت إلى محاولتين انقلابيتين في بدايات التسعينيات - واحدة منهما من جانب شافيز نفسه- نتيجة لحالة السخط الهائلة السائدة ضد الحكومة. هناك مرشح آخر شاب، يُدعى "بابلو بيريز"، ولكن حظوظه ليست كبيرة بسبب ارتباطاته بتلك الفترة حيث كان يحظى بدعم من"حزب العمل الديمقراطي"، الذي كان في السلطة في ذلك الوقت، والذي يقول الكثيرون إنه لم يعد له من أهمية تذكر في الساحة السياسية. ويميل "كابريليس" العمدة السابق، والحاكم الحالي لثاني أكبر ولاية في فنزويلا من حيث عدد السكان وهي ولاية"ميراندا"، لتقليد زعماء أميركا اللاتينية الأكثر اعتدالاً مثل الرئيس البرازيلي السابق "لولا دا سيلفا"، الذي يعجب به "كابريليس" أشد الإعجاب، ولا يجد غضاضة في التصريح علناً بأنه"يتبع نموذجه بنسبة مئة في المئة" كما قال مؤخراً. ونموذج "كابريليس" يعبر عن تحول أوسع نطاقاً يتم في أرجاء القارة في الوقت الراهن، حيث تميل القيادات فيها إلى الابتعاد عن النموذج "اليساري" المتطرف الذي يمثله "فيديل كاسترو"، وإلى حد ما شافيز، نحو نمط جديد من القيادة أكثر قرباً من الولايات المتحدة، ويركز في الوقت نفسه على الدفع بالسياسات الاجتماعية من أجل سد هوة الفقر المدقع في القارة. وخلال حملته الانتخابية المحسوبة، والمتسقة، نادراً ما يذكر "كابريليس" اسم شافيز على لسانه، لإدراكه الحاد بأنه على رغم افتقار الرئيس للشعبية في الطبقات المتوسطة، فإن العديد في الأحياء الفقيرة كانوا - إنْ لم يكن ما يزالون حتى الآن- يقفون وراء"الكومندانتي"، وهو اللقب الذي يعرف به شافيز ويعني القائد. جيريش جوبتا - كاراكاس - فنزويلا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©