عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
بقيت الأسهم المحلية للجلسة الثانية على التوالي أمس، تحت وطأة بيع عشوائي غير مبرر على عدد من الأسهم من قبل مستثمرين متخوفين من تأثيرات سلبية لتراجع أسعار النفط، لتتكبد الأسواق خسائر جديدة بقيمة 7,8 مليار درهم، ترفع إجمالي خسائرها خلال جلستين إلى 29,5 مليار درهم.
وحال تداول سهم إعمار صاحب الوزن الثقيل بعد خصم استحقاق الأرباح بالحد الأقصى هبوطاً 10% منذ بداية الجلسة وحتى نهايتها من دون طلب لأول مرة في تاريخ السهم، دون ارتداد سوق دبي المالي، وإن تمكن السوق في النهاية من تقليص خسائره، فيما تماسك سوق أبوظبي للأوراق المالية، بدعم من إرتداد أثقل سهمين هما أبوظبي الوطني، والدار العقارية.
وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1%، محصلة تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 0,19%، وسوق دبي المالي بنسبة 2,2% الذي سيواجه اختباراً في جلسة الخميس المقبل عند مستوى 4100 نقطة، قبل الاختبار النفسي الأهم عند 4000 نقطة.
وخيبت الأسواق المالية آمال مستثمريها، بعدما عجزت عن اللحاق بارتداد السوق السعودي الذي افتتح على هبوط سرعان ما تحول إلى ارتفاعات قوية تصاعدت وتيرتها، رغم أنه الأكثر تأثراً بتراجع أسعار النفط، حيث يضم شركات قيادية في قطاع البتروكيماويات على رأسها شركة سابك.
وعزا محللون ماليون ووسطاء، استمرار موجة الهبوط القاسية في الأسواق المحلية إلى ارتفاع معامل التذبذب في سوق دبي المالي دون بقية أسواق المنطقة، مما يجعله يتفرد بميزة الارتفاعات القياسية والانخفاضات الحادة، بيد أنهم أجمعوا على أن جلسة الخميس المقبل بعد إنتهاء إجازة اليوم الوطني، ستكون مفصلية في الحكم على مسار الأسواق لشهر ديسمبر الحالي، وفقا لما قاله المحلل المالي وضاح الطه.
وأضاف: إن نجاح أسهم نشطة في الارتداد الصعودي قرب الإغلاق، يعطي مؤشراً على قدرة الأسواق على الارتداد السريع في الجلسة المقبلة، شريطة تماسك سهم إعمار وعدم الانزلاق بنسبة كبيرة، حيث يتوقع أن تستمر الضغوط البيعية على السهم.
وأوضح أن تداول سهم إعمار من دون أحقية الأرباح وبانخفاض بالحد الأقصى طيلة الجلسة من دون شراء، أثر بالسلب على بقية الأسهم المتداولة، وإن تمكنت الأسهم القيادية الأخرى من التحرر من الخوف، وتقليص خسائر السوق.
وأفاد بأن الانخفاض القاسي الذي شهدته الأسواق غير مدعوم بأحجام تداولات كبيرة، الأمر الذي لا يعد انخفاضاَ يبعث على القلق، وهو ما يجعل أي ارتداد مقبل سريعاً.
وبين أن الأسواق تظل تحت رحمة التحليل الفني، الذي صار يهيمن على قرارات المستثمرين الذين يتخوفون من الدخول بالشراء في المرحلة الحالية، رغم الفرص الاستثمارية الجيدة التي توفرها الانخفاضات المتتالية، غير أن توالي الانخفاضات وكسر نقاط دعم مهمة يبقي القلق مسيطراً على المستثمرين، خصوصاً وأن احتمالية كسر سوق دبي مستوى 4000 نقطة أمر وارد.
وأضاف الطه: «الأسواق ستظل محكومة بحالة القلق وأسيرة للتحليل الفني، مما يجعل المستثمر الذي لديه سيولة متخوفاً من استمرار الهبوط، ويفضل تأجيل قرار الشراء إلى أن يرى تماسكاً في الأسواق». وأكد أن المعطيات الإيجابية تظل داعمة لأسواق الإمارات، خصوصاً وأننا على بعد أيام من الدخول في الربع الأول، حيث نتائج الشركات وتوزيعات أرباحها على المساهمين، إضافة إلى متانة وقوة القطاع المصرفي في الدولة غير المتأثر بتراجع أسعار النفط، وكلها عوامل يفترض أن يوليها المستثمرون اهتماماً أكبر.
وشدد على أهمية دخول الاستثمار المؤسسي المحلي لدعم الأسواق المالية في المرحلة الحالية، وإشاعة نوع من الاستقرار، حيث لا توجد معطيات تبرر السلوك الفردي العاطفي في البيع العشوائي.
وعودة إلى الأداء، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 4836,75 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية إلى 763,14 مليار درهم.
وبلغت قيمة التداولات 950 مليون درهم من تداول 550 مليون سهم من خلال 9045 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 61 شركة من أصل 125 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 24 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 25 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
و جاء سهم «إشراق العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، بتداولات قيمتها 224,99 مليون درهم موزعة على 241,63 مليون سهم من خلال 1837 صفقة.
وجاء سهم «أرابتك القابضة» في المركز الثاني بتداولات قيمتها 106,3 مليون درهم موزعة على 29 مليون سهم من خلال 923 صفقة.
وحقق سهم «أمانات القابضة» أكبر نسبة ارتفاع سعري بنسبة 11,3%، في ثاني أيام تداوله ليصل إلى 0,98 درهم من خلال تداول 39,12 مليون سهم بقيمة 36,44 مليون درهم.
وجاء في المركز الثاني سهم «ماركة» بنسبة 5,6% إلى 1,32 درهم من خلال تداول 120 ألف سهم بقيمة 151,25 ألف درهم.
وسجل سهم «إعمار العقارية» أكبر انخفاض سعري بالحد الأقصى 10% إلى 9,54 درهم من خلال تداول 8,37 مليون سهم بقيمة 79,89 مليون درهم، تلاه سهم «العين للتأمين» بنسبة 10% إلى 38,75 درهم من خلال تداول 2500 سهم بقيمة 96,88 ألف درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الإرتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 12,12%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 495 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 53 شركة من أصل 125 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 58 شركة.
عدد اليوم
