الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران: «الماضي النووي» ومصير الاتفاق مع الغرب

19 نوفمبر 2015 22:31
من المنتظر أن يجد معارضو اتفاق إيران النووي سواء في واشنطن أو طهران فرصتهم التالية عندما تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً في 15 ديسمبر بشأن التحقيق في أنشطة سابقة تتعلق بمساعي طهران نحو التسلح النووي، ومن المتوقع أن يقوم الأميركيون المعارضون بإعادة فتح نقاش حول ما إذا كانت الوكالة الدولية ستنفذ إجراءات تحقق صارمة، لتقدم ذخيرة جديدة لمرشحي الرئاسة «الجمهوريين» الذين قالوا إنهم سيمزقون الاتفاق. وبالنسبة لـ«المحافظين» الإيرانيين، فإن التقرير يفتح الفرصة لتأجيل إنهاء العقوبات الاقتصادية. وسيساعد التأجيل على تقويض الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي من المتوقع أن يستفيد أنصاره من رفع العقوبات، وذلك خلال انتخابات البرلمان الإيراني، المقرر إجراؤها في 26 فبراير2016. هؤلاء المعارضون للاتفاق لديهم حافز إضافي لأن الناخبين سيختارون أيضاً 86 عضواً في مجلس الخبراء، وهو الهيئة الوحيدة التي تستطيع إقالة المرشد الأعلى أو اختيار خليفة للمرشد الحالي آية الله على خامئيني، 76 عاماً. وبموجب هذا الترتيب الجانبي لخطة العمل الشاملة المشتركة، المتفق عليها في 14 يوليو من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وإيران، فإن تقرير الوكالة الدولية بشأن قضية الأبعاد العسكرية المحتملة لن يكشف، كما طالب بعض النقاد الأميركيين، مدى ما توصلت إليه إيران في تطوير سلاح، كما أنه لن يؤيد مزاعم قادة إيران بأنها كانت دائماً لديها برنامج نووي سلمي. وبدلاً من ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية «يوكيا أمانو» يوم الأربعاء الماضي خلال مؤتمر الاتحاد الأوروبي لحظر الانتشار النووي إن «هدف منظمتنا ليس التحقق من نوايا» إيران لأنه «ليس من الممكن التحقق من النوايا في الماضي وفي المستقبل. هذه ليست مهمتنا». وذكر إن عمل الوكالة الدولية هو «الوقوف على الحقائق قدر المستطاع» وكتابة تقرير يقدم «التقييم النهائي بشأن جميع المسائل المعلقة في الماضي والحاضر». وأضاف أمانو إن الأمر متروك للدول الأعضاء بالوكالة الدولية «لتحديد الرد المناسب»، غير أن النقاد الأميركيين للاتفاق يريدون المزيد. في شهر مارس، قامت مجموعة من الحزبين تتألف من 367 من أعضاء مجلس النواب بكتابة رسالة للرئيس أوباما مفادها: «ما لم نحصل على فهم كامل لبرنامج إيراني الماضي سيكون من المستحيل للمجتمع الدولي أن يحكم بيقين على اختراق إيران القادم». وذكر «ديفيد ألبرايت»، رئيس معهد غير ربحي للعلوم والأمن الدولي، إن الوكالة الدولية تحتاج إلى معرفة «متى سعت إيران إلى الحصول على أسلحة نووية، وما الذي حصلت عليه وما الأنواع التي سعت إلى تطويرها وكيف وأين قامت بهذا العمل». وتساءل: «هل كانت قدرة هذه الأسلحة محفوظة وفي انتظار إعادة تشغيلها بسرعة؟» وسيجعل التقرير النقاد يتساءلون مرة أخرى لماذا سمحت الوكالة الدولية للإيرانيين بتنفيذ عملية أخذ العينات من مبنى في بارشين، وهي منشأة عسكرية إيرانية تتضمن غرفة كبيرة من الصلب وتجري بها الاختبارات المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية منذ سنوات. وكانت إيران لسنوات تضع حدوداً على دخول المبنى. وفي الآونة الأخيرة، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن العمل قد تم إنجازه بها وفي المناطق المحيطة. وفي طهران، أظهر الإيرانيون المعارضون للاتفاق كيف أن التقرير بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة سيُستخدم لإبطاء العملية. في 22 أكتوبر الماضي، كتب خامئيني لروحاني: إنه إلى أن تحسم الوكالة الدولية قضية الأبعاد العسكرية المحتملة، لا ينبغي على إيران القيام بالخطوات المطلوبة للإعداد لتنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك الحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب والاستعداد لتدشين مفاعل «آراك» للمياه الثقيلة للحد من إنتاج طهران من البلوتونيوم، وكتب خامئيني أن مثل هذه الأعمال «ستتم بعد إغلاق ملف الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي. والتر بينوكس* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©