رؤية

المهمة الصعبة يعترف الكثير من الخبراء أن قيادة السيارة أصعب وأعقد من قيادة الطائرة على الرغم من أن الأمر يبدو معاكساً للحقيقة من الوهلة الأولى· ويأتي هذا الحكم من كثرة ما يتعرض له قائد السيارة من مفاجآت أثناء القيادة على الطرق فيما يندر أن يتعرض قائد الطائرة لمثل هذه المفاجآت· وتأتي الحساسية الكبيرة في قيادة السيارة إلى ضيق الهامش الزمني الذي ينبغي على السائق التصرف خلاله لتجنب وقوع حادث خطير· فالسيارة التي تسير بسرعة 120 كيلومتراً في الساعة، تقطع 33 متراً في الثانية، وهذا يعني أن الإغفال عن القيادة لفترة ثلث ثانية يمكن أن يؤدي إلى اصطدام السيارة بحاجز أو سيارة أخرى أو عابر طريق يقع على بعد 11 متراً· وربما كانت هذه الحقيقة من أكثر أسباب حوادث السيارات على الإطلاق، ولهذا فإن خبراء حوادث السيارات يحذرون من أخطار غفلة القيادة التي تعود لأسباب كثيرة ومتنوعة· ومن أهم هذه الأسباب الانشغال عن القيادة بنشاطات أخرى كاستخدام الموبايل أو تناول الطعام أو مداعبة الأطفال أو التمتع بالمناظر الطبيعية، وهناك أسباب عضوية مختلفة كالمرض والعجز الناتج عن الإعاقة أو التقدم في العمر· وحذرت منظمة السيارات النمساوية في تصريح وزعته أمس الأول على وسائل الإعلام من أن الأنظمة الغذائية الصارمة (الحمية الغذائية) يمكن أن تقلل مستويات التركيز ورد الفعل بشكل ملحوظ أثناء قيادة السيارة· ونقلت المنظمة عن الطبيب رايموند سام قوله إن مستويات سكر الدم المنخفضة ونقص السوائل التي يحصل عليها الجسم تسبب الإعياء وفي بعض الأحيان ضعف الرؤية والتركيز· وقالت المنظمة إنه يجب عدم الاستهانة بتأثير أقراص تقليل الشهية لأنها تتسبب في تأخر السائق زمنا أطول لرد الفعل· ويجب توخي الحذر بشدة أثناء القيادة في المرحلة الأولى من اتباع علاج لإنقاص الوزن· ويوصي الطبيب سام السائقين بتناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والسوائل الكافية وأقراص الجلوكوز لتنشيط خلايا المخ أثناء القيادة·· كل هذا يؤكد مدى صعوبة القيادة وضرورة التركيز أثناء ممارستها· عدنان عضيمة