الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جينداي فريزر :سنتدخل عسكرياً في السودان والصومال إذا هددتا أمن واشنطن

9 ابريل 2007 01:46
القاهرة - حمدي رزق: ربما لا تعرف جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية أن السودانيين يشبّهونها بأمّ جميل بنت حرب المعروفة ''بحمّالة الحطب'' التي كانت تشعل الفتن في عصر النبوة، وهي تعتقد أنها تطفىء الحرائق في أفريقيا من دارفور في غرب السودان إلى مقديشو في جنوب الصومال، وأنها لاتحمل حطباً قابلاً للاشتعال، بل تحمل ماء السلام إلى القارة السمراء بلون بشرتها· تجوب جينداي فريزر القارة السمراء بحثاً عن حلول لمشكلاتها التي باتت مستعصية· ونجحت في رواندا وتتمنى النجاح في الصومال، وتبحث عن أنسب الحلول لحلحلة أزمة دارفور السودانية، وفي كل الأحوال هي سعيدة وراضية بالملف الأكثر سخونة من جملة ملفات ''الخارجية الأميركية''· سألتها: ألا تتألمين من كثرة التطعيمات من الأوبئة والأمراض التي تنتشر في القارة السمراء؟ فأجابت ''ضاحكة'': لقد توقفت عن أخذ هذه التطعيمات تماماً· ؟ تتعاملون مع المشكلة الصومالية من خلال دول بالوكالة، كيف يتم وضع الخطط الأميركية في هذا الإطار؟· ؟؟ لم يكن لنا وجود دبلوماسي في الصومال منذ فترة، ونسعى لتحقيق هذا الوجود وهذا لم يمنعنا من الوجود بصور أخرى، فلدينا أساليب عديدة لنعرف ما الذي يدور في الصومال ولجمع المعلومات هناك، ولدينا سبل اتصال مع جالية صومالية كبيرة في الولايات المتحدة· ؟ بعض الناس يتصور أن الرؤية الأميركية للصومال توقفت عند عام 1993 وأن ما جرى لبعض الجنود الأميركيين في الصومال خلق نوعاً من الغصة أدت إلى رغبة في الثأر؟· ؟؟ لا نسعى للثأر، وإذا كان هناك نوع من الثأر فقد كان هذا في فترة الرئيس كلينتون، حينما رفضنا إرسال جنود إلى الصومال، وتعلمنا من هذا الدرس جيداً في الصومال وفي كل أفريقيا· ومنذ ذلك الوقت حرص الرئيس بوش على أن نتعاون بشكل فعال مع كل دول أفريقيا بما في ذلك القوات الأميركية التي ذهبت إلى ليبيريا وغيرها من الأمثلة التي تؤكد أننا نتعامل مع أفريقيا بشكل إيجابي· وبالنسبة للصومال فإننا نعمل مع كل أعضاء الاتحاد الأفريقي ودول ''الإيجاد'' والجامعة العربية وندعم مبادراتهم، فقد دعمنا مفاوضات الخرطوم التي رعتها الجامعة العربية، ودعمنا دعوة الاتحاد الأفريقي لإرسال قوة أفريقية إلى الصومال، وعملنا مع ''إيجاد'' لجمع هؤلاء الأعضاء معاً لبحث الأوضاع في الصومال· ويمكنني القول إن إدارة بوش تعاملت بإيجابية مع هذه القضايا خلافاً لإدارة كلينتون· ؟ يقولون إن إثيوبيا تدخلت في الصومال بالوكالة عن الولايات المتحدة؟· ؟؟ إثيوبيا لا تقوم بدور بالوكالة عن الولايات المتحدة، بل تشعر بالقلق على أمنها الوطني من الصومال، الذي ظل ملجأً آمناً للإرهاب، ومصدر تهديد للإقليم وبشكل خاص لكينيا وإثيوبيا وجيبوتي· أيضاً كانت هناك هجمات إرهابية خرجت من الصومال وتمت في كينيا ودار السلام وتنزانيا، بالإضافة إلى دعم بعض المتمردين في إثيوبيا، لذلك شعرت إثيوبيا بالقلق على أمنها، وبعض هذه الحالات تهمنا فنحن نشعر بالقلق تجاه هذه الأنشطة الإرهابية، ولكن ليس لدينا سلطة السيطرة على صانعي القرار في إثيوبيا، فالحكومة الإثيوبية لها صلاحية اتخاذ ما تشاء من قرارات ولكنها بالتأكيد لا تعمل بالوكالة عنا· استنساخ عراقي ؟ هل ما يجري في الصومال استنساخ للمشهد العراقي؟· ؟؟ هذا خطأ، ويؤسفني أن يتم تفسير الموقف على هذا النحو، فالصومال هي الصومال، وهناك من يقول إنها دولة عربية أو أفريقية ولكنها ليست كذلك فالصوماليون لهم هويتهم المستقلة والمتفردة، ولذا فإن وضع الأحداث في إطار عربي أو أفريقي أشبه بإنكار هذه الاستقلالية والتفرد· ونحن نعرف أن الوضع في الصومال يتمثل في وجود قوى أجنبية استدعاها مجلس المحاكم الإسلامية، وهناك جهاديون أوروبيون وأميركيون وعرب وأفارقة، بينما استدعت الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال القوات الإثيوبية لمساعدتها، ولم نكن نؤيد دخول القوات الإثيوبية ولكنهم رأوا ضرورة القيام بذلك خاصة حينما هاجمت قوات ''مليشيا الشباب'' الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وأصبح ذلك دليلاً على وجود تهديد· وبناء على دعوة الحكومة الفيدرالية الصومالية جاءت القوات الإثيوبية، هذا هو الوضع ولا علاقة له بالعراق أو بأي مكان آخر في العالم· ؟ الوجود الإثيوبي في الصومال احتلال، فلماذا تدعمون الاحتلال؟· ؟؟ نريد أن تغادر القوات الإثيوبية الصومال وإثيوبيا نفسها تريد الخروج من الصومال، ويجب أن نخلق ظروفاً تساعد على تحقيق ذلك، ولكن الجميع يشعرون بالخطر من نشوء فراغ أمني هناك، ونأمل أن تشارك الدول الإسلامية والعربية في القوات الموجودة هناك ضمن القوات الإفريقية التي ستتحول إلى دولية، ونأمل أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، لكن المتمردين الصوماليين هم السبب في تأخير خروج القوات الإثيوبية من هناك· ؟ هل تسمين الوجود الإثيوبي احتلالاً؟· ؟ ؟ لا أسميه احتلالاً· ؟ لماذا؟ ؟؟ القوات الإثيوبية ليست لديها نية أن تظل في الصومال، وتريد أن تغادر في أسرع وقت، فضلاً عن أنها جاءت بناء على دعوة من الحكومة الانتقالية الصومالية التي تعد الحكومة الشرعية للصومال· ؟ فكرة استنساخ المشهد العراقي في الصومال بنيت على أساس أنه عندما دخلت القوات الأميركية العراق قالت إنها تبحث عن أسلحة دمار شامل ولكنها لم تجدها، والأميركيون يقولون إن هناك عناصر للقاعدة في الصومال ولم نشاهد على شاشات التليفزيون عناصر من القاعدة تم القبض عليها في الصومال؟· ؟؟ هناك كثير من المعلومات والأدلة على أن مجلس المحاكم فتح الباب للعديد من الإرهابيين، ولكن المسألة التي يدركها كثيرون أن أعضاء المجلس ليسوا متجانسين في مواقفهم، فهناك من أرادوا أن يتفاوضوا في الخرطوم وفقاً لاتفاقيات الوساطة التي قامت بها الجامعة العربية ووفقاً لإعلان الخرطوم وهناك من أرادوا مواصلة الهجمات على الحكومة الفيدرالية الانتقالية كما هو الحال مع ميليشيا الشباب· ؟ هل الصومال في الفترة التي حكمت فيها المحاكم الإسلامية كانت أكثر استقراراً؟· ؟؟ الناس يخلطون بين الصومال ومقديشو، فالصومال أكبر كثيراً من مقديشو، لقد كانت مقديشو أكثر هدوءاً تحت حكم المحاكم الإسلامية ولكن كانت هناك حالات إعدام علنية وقتل للناس، ولم يكن باقي الصومال يتمتع بالهدوء والاستقرار، حيث كانت ميليشيا الشباب تتقدم عسكرياً، و فرّ كثيرون إلى كينيا وكانت هناك هجمات على القصر الرئاسي وسيارات مفخخة في بيدوا، والوضع الآن أصبح معكوساً فمعظم أنحاء الصومال بها سلام واستقرار باستثناء مقديشو، ومن العدل أن نقول إن الصومال بصفة عامة صارت أكثر استقراراً مقارنة بما كان عليه الوضع أثناء وجود المحاكم الإسلامية في السلطة· المحاكم الاشتراكية ؟ من باب الفكاهة·· لو كانت المحاكم الإسلامية تسمى المحاكم الشيوعية أو الاشتراكية أو اليمينية أو المسيحية فهل كانت أميركا ستتخذ موقفاً مختلفاً؟· ؟؟ بل الموقف نفسه إذا تصرفوا بالطريقة ذاتها، فحينما تفاوضت المحاكم الإسلامية في إعلان الخرطوم وأقروا بشرعية السلطة الفيدرالية الانتقالية أيدنا ذلك ولم تكن لدينا مشكلة معهم، ولكن المشكلات بدأت عندما بدأوا مهاجمة الحكومة الفيدرالية ودعوا الجهاديين، فالمشكلة في الهجمات العسكرية سواء كانت تحت اسم الإسلامية أو الشيوعية أو غيرها، فلا مكان للتطرف والعنف في الصومال، ولا مجال للتركيز على أنها إسلامية؛ فالموقف يتعلق بسلوك ميليشيا الشباب· ؟ الإرهابيون في العالم يشكرون أسامة بن لادن لأنه حول اهتمام الإدارة الأميركية عن مطاردة كل هؤلاء الإرهابيين إلى مكافحة لإرهاب الإسلامي فقط؟· ؟؟ لا نركز فقط على الإرهاب الإسلامي أو على وجه التحديد والدقة ''الإرهاب تحت اسم الإسلام''، نحن نحارب الإرهاب في أي صورة وشكل، وقد عانينا الإرهاب بأشكال مختلفة في أميركا فبعضهم هاجم المباني الفيدرالية في أوكلاهوما وركزنا عليهم مثلما نركز على جميع الجماعات التي تستخدم أساليب إرهابية وتستهدف المدنيين، والإرهاب ظاهرة عالمية وعلينا جميعاً مواجهتها بكل صورها· ؟ هناك أخبار عن تأجيل مؤتمر المصالحة الصومالية لمدة شهر·· فهل نترك الصومال لكل هذا القصف شهراً أم هناك خطة أميركية تستبق المصالحة؟· ؟؟ لا توجد خطة، ولكننا نتشاور مع جميع الأطراف والجهات ولذا عقدنا اجتماعاً لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال هنا في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، ونركز حالياً على إنجاح مؤتمر المصالحة، فتأجيل المؤتمر لشهر ليس أمراً سيئاً؛ لأن هناك مشاورات موسعة يجب إجراؤها والأمم المتحدة تقوم بدور ريادي في هذا الشأن من خلال برنامج التنمية التابع لها وعقدوا اجتماعاً في نيروبي في التاسع من إبريل الحالي· وإلى حين انعقاد هذا المؤتمر فإننا نشجع الجميع على مواصلة الحوار والمحادثات بين قبيلة الهوية والحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية وطالبنا جميع القوات والمليشيات بالتوقف عن القصف العشوائي واستهداف المدنيين، والمحادثات المباشرة بين الهوية والحكومة الانتقالية سيكون لها دور كبير في وقف الأعمال العدائية تمهيداً لمؤتمر المصالحة· ؟ كيف ترين طلب قبيلة الهوية من الأمين العام للأمم المتحد بأن يرسل لجنة تقصي حقائق إلى الصومال؟· ؟؟ على قبيلة الهوية أن تتحلى ببعض المسؤولية لخلق ظروف تساعد على وصول لجنة تقصي الحقائق، فقد انضم المتطرفون إلى أعضاء من القبيلة في محاربة القوات الإثيوبية، وعلى كبار القبيلة أن يسيطروا على أتباعهم لوقف هذا القتال في الوقت الذي نطلب فيه من الإثيوبيين وقف القتال بما يساعد على تهدئة الأجواء والسماح بوصول قوات ومساعدات دولية ودبلوماسيين دوليين لدعم السلام في الصومال، فمن حقهم أن يدعوا إلى لجنة تقصي حقائق ولكن عليهم أن يخلقوا ظروفاً مناسبة كي نتمكن من الرد على دعوتهم· الوحل الصومالي ؟ حينما نتحدث عن إحلال القوات الأفريقية في الصومال مكان القوات الإثيوبية فإن بعض الدول تعترض، فالرئيس الإريتري أسياس أفورقي يتساءل: لماذا يخرج ميليس زيناوى من الوحل ؟ والرئيس الجيبوتى عمر جيليه يعترض على وجود القوات الإثيوبية في الصومال، كيف يتم زرع القوات الأفريقية في حقل ملغوم بهذه الطريقة؟· ؟؟ تحدثت إلى الرئيس جيليه في أديس أبابا أثناء القمة الأفريقية ويرحب بفكرة القوات الأفريقية، وهذه أيضاً فكرة الاتحاد الأفريقي التي ينادي بها منذ عامين، وحينما جئت كمساعدة وزيرة خارجية دعمنا جهود المفاوضات التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي، وللأسف اتخذ أفورقي موقفاً مختلفاً عن الآخرين وغير متناسق مع القادة الأفارقة الآخرين أو حتى مع دول الخليج أو اليمن أو مصر، وهناك توافق عام على دعم هذه القوات الأفريقية لتتحول إلى قوات دولية، وقد قالت الولايات المتحدة صراحة إننا نرحب بشكل خاص بمشاركة دول شمال أفريقيا في هذه القوات الأفريقية وبمشاركة الدول العربية في القوات الدولية لأنه من المهم أن يشارك مسلمون في العملية في الصومال لأننا نعتقد أن مشاركة دول تتمتع بثقافة وتاريخ مشترك أمر مهم لتحقيق النجاح· ؟ هل هناك سيناريو أميركي قادم للصومال؟· ؟؟ نعم هناك سيناريو قادم، ونعتقد أن هناك فرصة للشعب الصومالي بالكامل لإنهاء هذه الحالة من الفشل وفرصة لإقامة عملية انتقالية تؤدي إلى حكومة منتخبة تعبر عن إرادة الشعب الصومالي، فالحكومة الانتقالية سينتهي وضعها الشرعي في عام 2009 وهذا ليس بعيداً، وعلينا تمهيد الطريق لحكومة منتخبة، وفي ليبيريا كانت هناك حكومة انتقالية ولكن كانت هناك مشكلات وكنا حريصين على أن يركز الشعب على بناء المؤسسات التي تساعد على وجود حكومة منتخبة والوضع مماثل في الصومال· فلنغتنم هذه الفرصة للوصول إلى عام 2009 ونستفيد من هذه الفترة الانتقالية لبناء مؤسسات تساعد على الاستقرار· ؟ ما موقع المحاكم الإسلامية من السيناريو القادم؟· ؟؟ لديهم دور كبير في مستقبل المصالحة الصومالية، ومؤتمر المصالحة هو المكان المناسب للجماعات الدينية للتعبير عن رؤيتها لمستقبل الصومال بالمشاركة مع جماعات المرأة ومجتمع الأعمال والقبائل المختلفة وجميع الصوماليين· ؟ ما الذي تسعين لتحقيقه في القاهرة؟· ؟؟ أنا دبلوماسية ولذلك أقوم بكلا الدورين، فقد جئت لأستمع لرؤية المصريين وأستفيد منها ولأقنعهم بوجهة نظرنا لنصل إلى نقاط مشتركة حول كيفية التحرك مستقبلاً والتعاون، وأفكارنا عن الصومال ليست متباعدة، فنحن متفقون على ضرورة وجود عملية لتحقيق الاستقرار وعلى أهمية انسحاب الإثيوبيين لتحل القوات الأفريقية محلها ثم القوات الدولية، وعلى أنه يجب أن تخدم الحكومة الانتقالية المصلحة الوطنية لا مصلحة قبائل معينة ومتفقون على أهمية المساعدات الإنسانية للشعب الصومالي تمهيداً لإعادة بناء الاقتصاد تحت حكومة مستقرة، وبصفة عامة لدينا تفاهم مشترك حول المستقبل هناك· كما أن المصريين يشاركوننا الرأي في أننا لا نريد إرهاباً يخرج من الصومال، ولا أعتقد أنه كانت هناك حاجة لإقناع طرف ما بوجهة نظر الطرف الآخر بل نحن نحتاج إلى استمرار التعاون لتحقيق هذه الرؤى المشتركة· ؟ بعض الناس يتصور أن مهمتك في الصومال هي إطفاء الحرائق، ولكنّ بعضاً آخر يتصور أنها تزيدها اشتعالاً؟· ؟؟ نساعد الشعب الصومالي على إطفاء حرائقه بنفسه، فهناك قتال وخلافات بين العديد من الأطراف هناك، والشعب سئم القتال ويجب أن يتحدوا معاً، وبإمكاننا أن نساعدهم على إنهاء هذه الحالة التي استمرت نحو 16 عاماً· في الأوقات التي تصاعدت فيها الأمور كما حدث في الأسابيع الماضية حاولت الولايات المتحدة مع الآخرين إطفاء الحرائق وساعدنا على ذلك ولكنّ المتطرفين يعيقون وصول المجتمع الدولي إلى الصومال سواء كان ذلك من خلال الاتحاد الأفريقي أو المساعدات الإنسانية أو الدبلوماسيين· فهم مصرون على منعنا من الوصول إلى هناك ونحن نُصّر على الوصول إلى هناك ومساعدة الشعب الصومال الذي يدعونا إلى ذلك· مشروع مارشال ؟ أولى خطوات إطفاء الحريق منع إمداده بأسباب الاشتعال ومنها كف يد الجيران عن الصومال؟· ؟؟ هذه هي الرسالة الرئيسية للولايات المتحدة في اجتماع مجموعة الاتصال هنا في القاهرة وهي أن نقول للجيران إن عليكم وقف مساعدة المتطرفين الذين يتسببون في هذا الوضع السيئ، نحن نعلم أن هناك دعماً خارجياً يصل إليهم من إريتريا، وأسلحة وتمويل من دول عديدة وعلينا أن نعمل جميعاً على تجفيف موارد دعمهم، وأن يتحول الدعم إلى الاتحاد الأفريقي الذي يحتاج إلى تمويل ودعم لوجيستي، وقد قامت الجزائر وأوغندا بدور كبير في هذا الاتجاه، نحن في حاجة إلى إعادة توجيه الموارد، وعلى الدول في المنطقة أن تمارس ضغوطاً على إريتريا وأن يقولوا لها إنه ليس من مصلحتها أن تدعم الإرهاب وإن من مصلحة الإقليم بالكامل أن يكون هناك استقرار وإن نزاعاتكم مع إثيوبيا يجب ألا تتسبب في معاناة الشعب الصومالي، فهذه هي الرسالة الأساسية التي جئنا بها لمجموعة الاتصال لتجفيف الدعم لهذه الكيانات والأفراد التي تتسبب في العنف· ؟ لماذا لا تمد الولايات المتحدة يدها للمنطقة بمشروع يشبه مشروع مارشال؟· ؟؟ نقوم بذلك فعلاً، ففي جانب المعونات الإنسانية أنفقنا العام الماضي 90 مليون دولار للصومال وطلبنا من ''الكونجرس'' 100 مليون دولار لدعم استقرار وسلام الصومال، وأملنا في أن يقر ''الكونجرس'' ذلك، وموقفنا يتسم بالمسؤولية، وفي سابقة هي الأولى من نوعها مولنا قوات الاتحاد الأفريقي، كما اننا من كبار ممولي برنامج الغذاء العالمي، ونقوم بذلك بشكل ثنائي أو خلال أطراف متعددة، وبالتالي لدينا مساعدات عديدة إذا كان هذا ما تعنيه بمشروع مارشال· ؟ هناك من يرى أنّ الأميركيين لا يمكن أن يتدخلوا عسكرياً في الصومال أو السودان فهل هناك تفكير آخر؟ هل يمكن الاستعانة بـ''الناتو'' مثلاً؟· ؟؟ الولايات المتحدة لا ترغب في نشر جنودها كجزء من قوات حفظ سلام دولية سواء في الصومال أو السودان، هذا ليس في نيتنا، ولكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لن تتخذ إجراءً عسكرياً إذا كان هناك ما يمثل خرقاً لأمنها القومي في أي من المكانين خاصة في الصومال في ظل وجود إرهابيين قاموا بعمليات في كينيا وتنزانيا وتآمروا لشن هجمات ضدنا في جيبوتي وأماكن أخرى، ولذا لا يمكنك القول إن هذا الخيار غير مطروح على الطاولة ولكننا في الوقت ذاته لن نكون ضمن قوة حفظ سلام دولية في الصومال أو السودان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©