قال الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر، إن التبادل التجاري بين الإمارات والسعودية هو الأكبر خليجيا، حيث وصل خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري إلى 70 مليار درهم تميل الكفة فيه لصالح الإمارات، مشيرا إلى أن السعوديين سعيدون بهذا لأن الإمارات تعد بلدهم الثاني. وأضاف أن التبادل التجاري بين البلدين كان يزداد سنويا طوال العقد الماضي.
وأرجع الدكتور البشر هذا الحجم الكبير من استثمارات السعوديين في الإمارات إلى أسباب عدة أولها الأمن والأمان والاستقرار، إضافة إلى مرونة القوانين والمحبة التي يكنها السعوديون للإمارات وقيادتها وشعبها، والتي تظهر بوضوح في حسن الاستقبال وكرم ضيافة إخوانهم الإماراتيين. وحول السياحة، قال البشر إن عدد السياح السعوديين الذين زاروا الإمارات خلال الـ12 شهرا الماضية وصل إلى 1,5 مليون سائح، بينما لم يصل عدد من زاروا المملكة المغربية، الوجهة السياحية الرئيسية للسعوديين، خلال الفترة ذاتها إلى 100 ألف سائح، مشيرا إلى وجود نحو 85 ألف سعودي يقيمون في وطنهم الثاني الإمارات.
العلاقات الثنائية
وفي رد على سؤال عن العلاقات الثنائية، أعرب السفير السعودي عن سعادته البالغة للتطورات الإيجابية الكبيرة التي تشهدها العلاقات الإماراتية –السعودية. وقال إن البلدين يرتبطان بعلاقات أزلية قديمة قدم منطقة الخليج نفسها، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك. وأضاف أنه «ليس في إمكان أحد التعبير عن العلاقات الإماراتية ــ السعودية بالشكل اللائق بها لأنها استثنائية تنبع من تلاحم أخوي أسري قبلي عبر التاريخ، مضيفا أن «الإماراتيين والسعوديين في الواقع عائلة واحدة ذات مصير واحد». واعتبر في رده على سؤال «أن اليوم الوطني الإماراتي هو يوم وطني عند السعوديين يحتفون به بالمشاعر الوطنية نفسها»، وأضاف أن «الفضل في النهضة الكبيرة التي حققتها الإمارات يعود بالدرجة الأولى إلى شيخ الحنكة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، الذي تمكن من بناء هذا الاتحاد الشامخ». وأضاف أن الإمارات أصبحت حاليا محجة للعالم في الاقتصاد والتبادل الثقافي والتجاري والسياحة، وهذا مدعاة لكل عربي أن يفخر ويشعر بالاعتزاز.
التعاون الخليجي
قال السفير السعودي في رده على سؤال إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسير بخطى حثيثة واثقة، معربا عن أمانيه في أن تؤتي قمة دول مجلس التعاون التي ستعقد في الدوحة غدا الثلاثاء بثمار جميلة سيقطفها أبناء دول الخليج والمنطقة العربية.
وشدد في معرض إجابة له على أن البيت الخليجي واحد مهما اعترته من اختلافات في وجهات النظر، مضيفا «أن الاختلافات في وجهات النظر بين الأخوة التي سادت في الفترة الأخيرة لم تكن سوى موجة بسيطة تجاوزها الجميع وأصبحت خلف ظهور الخليجيين لتذهب إلى شأنها».
الاتحاد الخليجي
وحول ما إذا كان إقرار الشرطة الخليجية الموحدة ومقرها أبوظبي، وكذلك الحديث عن القيادة العسكرية الخليجية الموحدة، مؤشرين كبيرين على أن دول مجلس التعاون تتجه نحو إعلان الاتحاد، قال السفير السعودي إن كل دول مجلس التعاون ترغب بالاتحاد، وتدرك أن تحقيق هذا الهدف النبيل يحتاج إلى بعض الخطوات الإجرائية والترتيبات اللوجيستية الإدارية، مشيرا إلى أن كل ذلك يحتاج إلى جهد كبير ووقت زمني.
واستطرد «اعتقد أن تحقيق هذه الغاية النبيلة الكبيرة ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، لهذا كلما أخذت الوقت الكافي ستكون اكثر رسوخا وثباتا». وحول الدور الذي سيلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية بعد دوره البارز في لم الشمل الخليجي، قال السفير السعودي إن الملك عبد الله يرغب في جمع الناس ومحاربة الإرهاب وإظهار أن الإسلام بمنأى عن ثلة تعمل على تشويه ديننا السمح، معربا عن أسفه لإقدام بعض الإعلاميين والسياسيين في دول أخرى على تلقف ما تقدم عليه هذه الثلة وتكبير هذه الفقاعة وجعلها معولاً للإساءة للإسلام. وتابع أن «هناك مسؤولية كبيرة تقع على الدول الإسلامية بوضع استراتيجية إعلامية تخاطب الآخر بدلا من مخاطبة بعضنا البعض. وأضاف أنه «يجب أن تكون لدينا ذراع طويلة لمخاطبة الآخرين، ونحن جميعا في الدول الإسلامية مقصرون في هذا الجانب.
محمود خليل ( دبي)
كشف الدكتور محمد بن عبد الرحمن البشر سفير المملكة العربية السعودية لدى الإمارات أن قيمة الاستثمارات السعودية في الدولة بلغت 400 مليار درهم، وتركزت في قطاعات العقارات والصناعة والسياحة والإعلام. وقال في حوار مع «الاتحاد» إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري نحو 70 مليار درهم، مضيفا أن التقديرات الأكيدة تشير إلى أنه سيزداد مع انتهاء العام الجاري إلى ما يتراوح بين 90 إلى 100 مليار درهم.
عدد اليوم
