الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حديقة المنزل» سوق مصغر يوفر الخضراوات والفاكهة للأسرة

«حديقة المنزل» سوق مصغر يوفر الخضراوات والفاكهة للأسرة
18 نوفمبر 2013 19:21
هناء الحمادي (أبوظبي) - لا يخلو منزل، اليوم من وجود الحدائق المنزلية التي أصبحت مكلمة للمشهد البديع للحديقة، والاهتمام بها فن يدل على مدى ذوق أفراد العائلة، خاصة حين يقضى الجميع أوقاتاً جميلة وممتعة تجمع أفراد العائلة لتناول الشاي والقهوة وسط نسمات الهواء العليل، والأجواء الرائعة التي تضفيها الخضرة على المكان وتجعل منها لوحة من الطبيعة. يعد الاهتمام بالحديقة المنزلية وبأشجارها وبزهورها من المسائل المهمة في البيوت الملحق بها حديقة، ومن المهمات الرئيسية لرب الأسرة أو ربة الأسرة على وجه الخصوص، خاصة مع اعتدال الجو وبدء موسم زراعة بعض النباتات المنزلية، حيث يسعى الجميع إلى زراعة بعض الأشجار المثمرة والورود والمحاصيل الشتوية التي من شأنها تأمين احتياجات البيت، مع الاعتناء بها من حيث ريها ومتابعتها باستمرار ومعرفة كل مستلزماتها للاستفادة منها والاستغناء عن شرائها. زراعة منزلية يعشق منظر الحديقة التي تزين منزله، لم يبخل عليها بالاهتمام والاعتناء بها، في مقابل ذلك يقضى الخمسيني خلفان عيسى وقته بين الزراعة وشتلات الخضراوات التي يجد فيها سعادته حين يقوم بمتابعتها ويراها تنمو. ويضيف الخمسيني: «كثيرا ما أجد متعة كبيرة حين أعتني بحديقة منزلي، فرغم كبر مساحتها إلا أنني تعودت عليها وأصبحت جزءا مني، والعناية بالحديقة ورؤية الخضرة الجميلة تشعرني براحة منزلية، خاصة في الوقت الحالي، فمع اعتدال الطقس قمت بزراعة بعض الخضراوات المنزلية التي يمكن لأفراد أسرتي من تناولها، مثل الطماطم والبصل والفجل، والبقدونس والكزبرة، وكل تلك النباتات بالطبع تحتاج إلى متابعة يومية واعتناء بقص الزوائد وريها وتقليمها. ولا يقتصر الخمسيني على زراعة تلك النباتات، بل يستعين أيضا بمهندس زراعي، بهدف الاستشارة باستمرار فيما يخص طرق الزراعة وتقليم الأشجار والعناية بالورود، والنباتات التي تصلح زراعتها في الحديقة المنزلية. سفرة ملوكية ونظرا لبعد المسافة بين منزل راشد المطروشي «رب أسرة»، وبين سوق الخضراوات، وجد راشد أن زراعة بعض الخضراوات الورقية التي توضع بشكل يومي في وجبات الطعام في المنزل أفضل من شرائها من البقالة أو السوق. مبينا أن أسعار تلك الخضراوات في تزايد، كما أن تأمين تلك الخضراوات تفي بتأمين متطلبات المنزل، فوجود الطماطم والبقدونس والشبث والخيار تحقق الاكتفاء الذاتي للمنزل، كما أنها منتج زراعي نظيف ومضمون خالٍ من الكيماويات والسموم. ويضيف بالقول «إن زراعة الحدائق المنزلية بالخضراوات الضرورية يساهم في تخفيض أسعارها في الأسواق، ولتلبية حاجات المنزل واختصار بعض التكاليف، وبالنهاية ما أجمل أن نقطف ثمار عملنا ونأكل مما نزرع». لا شك أن الحديقة المنزلية التي يملكها رب الأسرة في منزله، تقيه الحاجة وتعينه على الاستهلاك اليومي للخضار بدلاً من شرائها من الأسواق، هكذا عبر رضوان الجابري، الذي تنوعت حديقته ما بين الورود ذات الألوان الزاهية والخضراوات الشتوية التي تمتاز بالمذاق الطيب واللون والرائحة المنعشة. قائلاً «الكثير من المنازل تتملك حدائق منزلية جميلة والجميع أصبح اليوم يستغلها في زراعة بعض الخضراوات والنباتات التي يمكن الاستفادة منها في طهي الطعام، حيث تجعل ربة البيت لا تفكر كثيراً بما سوف يطبخ اليوم، فمن المتوفر فيها يستلهم عشرات الأفكار وتكون سفرة ملوكية بنكهة لذيذة ونقية بامتياز. سوق مصغر تعد الحديقة المنزلية «سوقاً مصغرا»، لإمداد الأسرة بالخضراوات الطازجة، كما أنها مجال مناسب لإشباع هواية ممارسة الزراعة التجريبية بين أفراد الأسرة، بحسب المهندس الزراعي شريف مصطفي، الذي يرى أن للحديقة المنزلية فوائد عدة، فهي تمد الأسرة بمعظم احتياجاتها اليومية الغذائية من خضراوات وفواكه بأقل كلفة، إذا اعتني بها جيدا. ومع موسم زراعة الخضراوات الشتوية في الوقت الحالي، ينصح شريف مصطفى بأهمية تقليم أشجار الحدائق المنزلية سواء المثمرة أو أشجار الزينة، ويجب أن يتم تقليم النباتات والأشجار بطريقة ماهرة، إذ إن التقليم الخاطئ يؤدي إلى عدم الحصول على الإنتاج في موسمه. لافتا في السياق ذاته، إلى أن نجاح أي محصول زراعي منزلي لابد أن يكون لدى من يقوم بالزراعة خبرة كافية في ذلك، ولنجاح أي خطوة لابد من تقليب الأرض جيداً، التي تقسم إلى أحواض تنثر فيها البذور بكميات قليلة ثم تغطى بطبقة رقيقة من التربة، لتروى بالماء ولابد هنا أن يكون الماء ضعيفاً حتى لا تنجرف البذور وتترك حتى تتشبع بالماء، وخلال أيام قليلة تنبت البذور، لذلك خلال هذه الفترة لابد من الحرص عند الري أن تترك حتى تنمو الأوراق بالحجم المطلوب، ثم تقطع الأوراق من دون نزع الجذور من الأرض وتترك تنمو مرة أخرى مع الانتظام في الري حسب حالة الطقس. إنتاج وفير ويضيف شريف مصطفى: «يمكن زراعة الخضراوات باختلاف أنواعها، كما يفضل التركيز على المحاصيل التي تعطي إنتاجاً عالياً ووفيراً في وحدة المساحة مثل «الطماطم والكرنب والبنجر والجزر والفجل»، والخضراوات ذات دورة الحياة القصيرة مثل «السبانخ والخس»، حتى لا تشغل الأرض فترة طويلة، مبينا الخطوات الصحية التي يجب مراعاتها أثناء الزراعة وهي الحرص على أن يكون الموقع بعيداً قدر الإمكان عن جدران المباني والأسوار والأشجار، وأن تتوافر إضاءة جيدة في النهار لمدة 8 ساعات يومياً على الأقل. كذلك أن يتوفر مصدر المياه المناسب. ويضيف أن تكون الأرض مستوية «قدر الإمكان» والتربة صالحة للزراعة، وأن يكون شكل الأرض مستطيلاً لتسهيل إقامة الخطوط وخدمتها. وبعد تحديد المساحة التي ستزرعها يجب أن يتم حرثها بالمسحاة وذلك بهدف تقليب التربة حيث يفضل أن تحفر الأرض وتقلب بعمق 30 سم أو أكثر قليلاً، مع إبقائها في مكانها «أي لا تزاح التربة وإنما تقلب». ولا ننسى إبعاد الحصى الكبير أو أي بقايا لنباتات أو جذور أو أوساخ كلما مر عليك منها شيء أثناء الحرث. مع إضافة ما مقداره 3 كجم من السماد المركب لكل متر مربع بأرض الحديقة التي يراد زراعتها ويمكن الحصول على هذه الأسمدة من محلات بيع المواد الزراعية». تقسيم الحديقة يقول المهندس الزراعي شريف مصطفى: لابد من «تقليب» التربة بالفأس بعمق 15 سم لتهويتها وقتل بيض الحشرات وإزالة الأعشاب، ومن ثم يضاف السماد، ويخلط جيدا بالتربة ثم تمشط التربة بالمشط الخاص وتسوى التربة وتكسر الكتل الترابية «الحصى الصغير» وتخطط التربة للأحواض. وتقسم الحديقة لقسم لزراعة الخضراوات مثل «الخيار، الفلفل، البطاطا، البصل، والثوم»، للحصول على الرؤوس. أما القسم الثاني فيأتي لزراعة الخضراوات التي تزرع بالأحواض مثل «البقدونس، السبانخ، الجزر، الكزبرة، الفجل، والملوخية»، للحصول على الأوراق الخضراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©