السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ركن الفن» مساحة إبداع واسعة لاحتضان الصغار وعائلاتهم

«ركن الفن» مساحة إبداع واسعة لاحتضان الصغار وعائلاتهم
21 نوفمبر 2011 21:24
أتاح «فن أبوظبي 2011» للأطفال وعائلاتهم مساحة واسعة للاستمتاع بالعديد من الأنشطة الفنية، وأفسح لهم المجال للمساهمة في خلق أعمال شخصية مستوحاة من أعمال عالمية يحتفظ بها المعرض ليخلق منها أعمالا ضخمة، أو يتم الاحتفاظ بها من طرف الزائر لتظل ذكرى، تشكل نقطة انطلاقة لخلق أعمال فنية شخصية أخرى. وخصص مكاناً للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 14 سنة، مساحة للمرة الأولى في المعرض ضمن دورته الثالثة تحت عنوان «ركن الفن»، وهي زاوية فنية فسيحة للمشاركة في فعاليات صناعة العمل الفني، تمتاز ببيئة ملهمة ومحفزة لروادها. يمر زائر «فن أبوظبي» بممر طويل تعرض فيه صور ولوحات وتتجه صوب ركن الفن، حيث يستقبل العاملون فيه العائلات وأطفالهم بترحاب كبير، ويسجلون الجميع ويخصصون لعربات الرضع أيضا جانباً أمام القاعة الفسيحة ويكتب عليها أسماء أصحابها، بينما يسجل الأطفال وتعلق أسماؤهم في رقابهم. ويدلف الصغار والرضع المكان، لتستقبلهم متخصصات في الفن يجيدون العناية بهم، ويوزعونهم حسب السن على ورشات العمل ويعاملون على أنهم فنانون كبار، يحررون مشاعرهم ويفصحون عن مواهبهم، بينما يقبل آخرون اختياريا على قسم اليوجا، حيث تعمل متخصصة لمساعدتهم على الاسترخاء والتنفيس عن طاقاتهم، ولم يغفل هذا الركن الرضع، إذ كانت لهم عناية كبيرة من طرف المشرفات، يفرشن لهم الأرض بأنواع من الألوان والألعاب بهدف مشاركتهم في هذه المساحة الفنية. عمل تفاعلي تقسم منطقة «ركن الفن» حيث يمكن للأهل ترك أولادهم أو البقاء معهم لاستكشاف مفاهيم الفن والمشاركة في الفعاليات لابتكار أعمال فنية، ويقدم البرنامج فعاليات تم تصميمها بأسلوب متفرد ضمن بيئة آمنة وممتعة، وصديقة للأطفال والعائلات لتمكينهم من المشاركة والاستكشاف والإبداع، وتقسم إلى أركان حسب السن. إلى ذلك، تقول فيلوفر نجمي مشرفة بركن الفن: نعلم فئة الصغار من سن 6 إلى 9 سنوات الرسم على القماش والملابس أن هذه الورشة مستوحاة من أعمال فنية معروفة، وهي تحاكي أعمالاً تركية في الرسم على القماش، والملابس. وتضيف فيلوفر أنها تقوم بالعملية الأصلية نفسها على الورق، بحيث تتبع الخطوات نفسها، وتتيح للصغار القيام بذلك بأنفسهم، حيث يقوم الطفل بنسخ شكل معين على ورقة ثم يبعثرها، ويلونها بألوان مائية لتظهر في الأخير علامات النقش، ويمرر عليها الشمع، مشيرة إلى أن الأدوات المستعملة في تنفيذ هذا العمل أوراق وألوان مائية وشمع، وإلى أن الفلسفة من هذا العمل هي تعويد الصغار على الخلق والإبداع وإتاحة الفرصة لهم للتعرف على أعمال فنانين كبار بطرق سهلة وبسيطة، وتنفيذها بحرية دون تقييد مع توجيهات فنية مرنة. فن سريالي من جهتها، قالت فيجيدا موري المشرفة على ورشة تعتمد على مادة الصلصال في تكوين أشكال مختلفة: نحاول تعليم الأطفال تكوين أشكال بشرية مختلفة، وذلك على شكل منحوتات، ضمن أعمال سريالية مستوحاة من أعمال فنان عالمي، وهي أشكال ثلاثية الأبعاد، تعتمد على مواد من الصلصال الأبيض، حيث يتدرب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات على تكوين تفاصيل الجسد، وطريقة حركاته، وتعلق في النهاية على جدارية الورشة، على أساس يحتفظ بها المشترك كذكرى من «فن أبوظبي»، وله الخيار في ذلك إن أراد تركها للمعرض. وتضيف فيجيدا أن هذه المهارة ستساعد الأطفال على قراءة بعض الأشكال، وتسمح لهم بتتبع خطوات تعلموها من خلال التدريب، إن أرادوا تكوين أخرى بأنفسهم، بحيث أعطتهم الورشة أساسيات بسيطة لإنجاز عمل ما، معربة عن إعجابها بمهارة بعض الأطفال الذين أبدوا تفوقا في التعاطي مع مادة الصلصال، وطريقة تشكيل هذه المادة وتطويعها. مهارات الرسم أما بسنت نبراوي المشرفة على ورشة الرسم المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات فتقول إنها استقبلت مجموعة من الأطفال على مدار مدة المعرض، وأعجبت بأداء بعضهم، مشيرة إلى أن هناك أطفالا أبانوا عن مهارات كبيرة جدا، ومنهم من تردد على ركن الفن أكثر من ثلاث مرات وعلى هذه الورشة الخاصة بها. وتضيف: لا نقيد الأطفال برسومات معينة، بقدر ما نوجههم، ونعلمهم بعض الأساسيات البسيطة، حيث يرتكز عملنا على رسم بعض الأشكال، حسب كل يوم، فمثلا يوجد نموذج نظهره للأطفال ونشرح لهم طريقة محاكاته، منها مثلا خطوط أو مربعات أو دوائر، لكن للطفل الخيار إن أراد الخروج عن الأشكال الهندسية ولم يلتزم بها، فإننا نحترم رغبته،أما عن المواد المستعملة فتقول إنها تتشكل من الألوان والفرش. فن ثلاثي الأبعاد ويسمح للأطفال المنخرطين في هذه الورشات المخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 9 سنوات الوقوف على أعمال فنانين كبار في أكثر من ورشة، وهم غير مقيدين بوقت معين، ويسمح لهم بعد أن يلبسوا ما يحفظ ملابسهم من رشات الأصباغ، وينخرطون في أعمال فنية على غرار الفنانين الكبار، ليساهمون في إنجازات تحاكي إنجازات الفنانين العالميين المعروضة في جزيرة السعديات، حيث يخوضون تجارب فنية على شكل دورات فنية مكثفة. في هذا الصدد، تقول سوزان كراونتر المشرفة على ورشة تحاكي أعمال الفنان بيكاسو، وهي ورشة تعتمد على التلوين والكولاج والقص واللصق: إننا نعمل على تشكيل لوحات فنية من أوراق الجرائد مع الأطفال ونحصل بذلك على أشكال ثلاثية الأبعاد بعد أن يتم طيها وتقطيعها على شكل معين، ثم إلصاقها بلوحة أخرى بيضاء ثم تلوينها، ويمكن للطفل الاحتفاظ بها، عقب تعريفه أنه عمل يساعده على فهم الأبعاد الهندسية. تدريبات فردية ويتيح «فن أبوظبي» للأطفال الأصغر سناً فرصة للتدريب على أعمال فنية تتماشى مع أعمارهم الصغيرة، حيث يفتح المجال للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات مساحات للتعليم الفني، وتخصص لذلك أدوات فنية جيدة، منها الأوراق والأصباغ بجميع أنواعها، والصلصال، وغيرها من الأدوات التي يحتاجونها في تكوين لوحات فنية. واعتمدت الورشة على تدريب فردي بحيث تشرف أكثر من مدربة على مجموعة صغيرة من الأطفال الذين أبدوا رغبتهم في التعلم، بل استطاعوا تشكيل لوحات من أدوات بسيطة كالاسفنج المقطع على أشكال مختلف، بتغطيسه في الصبغ ثم يستعمل في إنجاز لوحات فنية مستوحاة من الطبيعة، كما يستعمل الصلصال بألوان مختلفة في تكوين لوحات فنية بمختلف الألوان، كما تشرف المدربات على الأطفال على تكوين أعمال فنية تعتمد فيها على القص واللصق، والتلوين، وفي هذا الصدد تم تصنيع عمل تحت عنوان «السجادة السحرية” وهو عمل مستوحى من السجاد العربي، اعتمد على الشمع والورق والتلوين. ومن الأعمال التي نالت إعجاب الزوار هو عمل ضخم سيتم الاحتفاظ به في رواق فن أبوظبي، حيث لون الأطفال خلاله بعض الرسومات ليتم ترتيبها وتعليقها على لوحة كبيرة يصل حجمها إلى 4 أمتار مربعة لتشكل عملًا متجانساً، أنجزه أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات. يوجا وشكل ركن الفن مساحة للترويح عن النفس، بحيث استطاعت هيلي لوو مدربة يوجا أن تجمع حولها زوار الركن من الأطفال، لينخرطوا معها في حركات إيقاعية حينا، وصامته حيناً آخر، ويتفاعلوا بشكل كبير مع ما تقدمه لهم للتنفيس عن طاقاتهم، بحيث تجعلهم يصرخون بأعلى أصواتهم. إلى ذلك، تقول هيلي: الهدف من هذه الورشة هو التنفيس عن الأطفال، لإخراجهم من الضغط النفسي، وكذا هي فرصة لتعليمهم مهارات جديدة يمكنهم أن يستعملوها في بيوتهم، كما أن مردود هذه الرياضة كبير جدا على سلوك الكبار والصغار. حظ الرضع من جهتها، قالت ليلى الصغير أم رضيع إن ركن الرضع منحنا فرصة التجول في أركان معرض فن أبوظبي، وترك أطفالنا في ركن الفن دون الخوف عليهم، حيث تركت طفلي في هذه المساحة التي تشرف عليها متخصصات، ولاحظت العناية الكبيرة التي توليها للصغار، حيث توجد أكثر من خمس أو ست متخصصات للعناية بالأطفال تلاعبهم وتعتني بهم وتبسط أمامهم أنواعاً كثيرة من الألعاب الملونة. مهارة الأطفال تقول شازية ظافر مشرفة في ورشة مخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات: نعلم الأطفال أشكال مختلفة باستعمال مجموعة من الألوان، ويمكن للطفل الاحتفاظ برسوماته. وأشارت إلى أن الورشة تعكس مهارة الأطفال وتزودهم بمهارات إضافية في التعامل مع مواد الرسم، وأن هذا سيكون لها مردود إيجابي على الأطفال، وربما تكون نقطة انطلاقة لرسام موهوب في عالم الفن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©