الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن أبوظبي» يستقطب المبدعين ويغير جغرافية الفنون والثقافة العالمية المعاصرة

«فن أبوظبي» يستقطب المبدعين ويغير جغرافية الفنون والثقافة العالمية المعاصرة
9 نوفمبر 2012
بات “فن أبوظبي” نموذجاً جديداً للتغير الجذري الذي شهدته جغرافية عالم الفن اليوم، وأصبح بحق منصة جديدة ومبتكرة للفن الحديث والمعاصر، بل يعد أحد أبرز الأحداث العالمية في مجال الفنون الذي يزاوج بين الفن القديم والمعاصر، ويهدف إلى إرساء وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة والمتنوعة من خلال استقطابه أبرز المعنيين في الأعمال الفنية ومشاركة معارض فنية جديدة من مختلف أرجاء العالم، ويجمع تحت سقفه مجموعة مختارة من صالات العرض الفنية العالمية المرموقة، من دون أن يغفل صالات العرض الفنية المبتكرة والصاعدة. إلى جانب برامجه الغنية بالكثير من الفعاليات والأحداث الثقافية المختلفة التي تتضمن معارض خاصة ونشاطات تستهدف العامة لغني بالكثير من الفعاليات والأحداث الثقافية المختلفة التي تتضمن معارض فنية خاصة وجلسات نقاش وفقرات العروض الحية ونشاطات تستهدف العامة. هذا إلى جانب عدد من المبادرات المتميزة ، كمبادرتي “إمضاء” و “آفاق”، واحتفالية “فن وحوارات” حيث يلتقي فيها فنانون وموسيقيون وممثلون وشعراء ومفكرون، في مزيج تجريبي من الإبداع المعاصر بجميع أشكاله. (أبوظبي) ـ شهدت انطلاقة فعاليات مهرجان “فن أبوظبي” 2012، في دورته الرابعة أمس الأول، إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وفتح المعرض أبوابه للجمهور الذي جاء ليشاهد مشاركة أهم خمسين صالة عالمية من صالات العرض الفنية تمثل 400 من كبار الفنانين العالميين، إلى جانب باقة متنوعة من البرامج الجديدة والتصاميم العصرية والتقنيات الحرفية احتفاءً بالمهارات التقليدية والابداعية ، كما يتضمن أعمالا وتصاميم إماراتية مستوحاة من فن الخوص “سَعَف النخيل” والتطريز التي تم تصميمها بمشاركة عدد من الحرفيات الإماراتيات. وشهد برنامج في اليوم الأول ضمن سلسلة حوارات الفنون، حوار جوجنهايم، وسط حضور جماهيري كبير اكتظ به مسرح السعديات، وأعقبه جلسة نقاش حول رؤية المتحف المستقبلي وتصميمه المعماري، ثم أقيمت ورشة عمل “فن وحوارات” لليافعين، حيث يستفاد من مجموعة من التقنيات الفنية لصنع مجسمات فريدة من نوعها باستخدام “الكتب”. كما استمتع الجمهور بفكرة وكيفية تصميم “كراسي أبوظبي” للفنان الياباني تاداشي كاواماتا، كما شاهدوا من خلال عرض مستوحى من قصص الحرفيين وصناعاتهم الرائعة للفنانة هلا علي. وشارك الفنان ادوارد تايلر ناهيم في حلقة نقاش أيضاً بردهة الفن مع أبرز الفنانين وأصحاب صالات العرض المشاركين. من جانب آخر شارك الجمهور في حلقة نقاش موسعة مع كل من: كاميل مينور، وسنى رهبار، وثاديوس روباك، وأمدريه صفير زملر، وزكي أنور نسيبة، حول الأهمية المتنامية لدولة الإمارات والشرق الأوسط في سوق الفن العالمي”، أعقبها أيضاً سلسلة حوارات الفنون في المنطقة الثقافية بالسعديات للفنانين المعماريين جان نوفيل، وفرانك جيري. لعبة الحياة استمتعت الجماهير في اليوم الأول أيضاً بالعرض الافتتاحي لمعرض” فن وحوارات: جزيرة الحياة.. لعبة الحياة” في منارة السعديات، من تنسيق الفنان فابريس بوستو، وحيث تمثل الجزيرة عاماً خيالياً تتحرر فيه ملكات الإبداع والابتكار من القيود لتصل إلى حدودها القصوى. و«الجزيرة : لعبة حياة» تتناول الأقاليم التخيلية والسماء الغريبة وغرابة الكون، حيث تمزج بين العروض الأدائية الحية والأعمال التركيبية المجسمة لابتكار رحلة استكشافية حسية عبر الفنون الجميلة بتجلياتها المختلفة من خلال أعمال فنانين معاصرين من أمثال أنيش كابور، تيم نوبل، سو وبستر، كميل زكريا، فابريس هايبر، سوبود جوبتا وغيرهم. فالعمل المشوق يعكس أكثر من جانب، فأي جزيرة في العالم هناك شواطئ موحشة وخطيرة يصعب الوصول إليها شكلتها الرياح وأمواج البحر على مر السنين كما أن هناك جزرا هادئة، وهو ما يعكسه الجانبان الأبيض والأسود. وهناك عمل «رمل - مراوح» ، وهو بقعة مربعة يتجمع وسطها كومة من الرمال نتيجة عمل أربع مراوح من كل ركن مروحة، وبفعل حركة الهواء تتجمع الرمال مكونة “تل صغير” من الرمال هو أشبه ما يكون في الطبيعة حيث تتكون كثبان وسلاسل الرمال في الصحراء، العمل للفنانة الأميركة أليس أيكوك، ـ ومن وجهة نظرهاـ فإن من الجزيرة الرملية نمضي لجزيرة أخرى ترتبط بالانعزال والوحدة والابتكار. مختبر «الإبداعي» في معرض طلبة وطالبات الجامعة، وأعمال مختبر “الإبداعي” إقبال كبير من الجماهير المحبة للفن التشكيلي ولاسيما طلاب المدارس والجامعات. الفنانة ميثاء دوميثان المشاركة بأكثر من لوحة، تقول: “تنبثق أفكاري ومشاعري من العالم الذي أعيش فيه، والإيمان الذي أتمسك به والشعب الذي أنتمي إليه وأعيش بينه، وأحاول أن أعيش كل لحظة من حياتي كما هي، وباهتمام كامل وأحرص أن تعكس أعمالي الفنية تلك الأفكار والمشاعر، وغالباً ما نجد تشكيل أعمالي الفنية تجسيداً لمشاعري وتجاربي الشخصية، فأنا حالياً أستكشف العالم من خلال ماسح ضوئي، ولعل هذه الطريقة عادية، لكنها تشكل نوعاً من أشكال التوثيق خاصة مع غياب عمق المجال والتشكيل ثلاثي الأبعاد، وعادة ما يستخدم الماسح الضوئي المسطح لاستنساخ صور أو توثيق ثنائية الأبعاد، أو للحصول على نسخ طبق الأصل، فأنا أقوم من خلال أعمالي الفنية بتشكيل أجزاء من الصور المتساوية بما لا يقل عن 50 جزءا ومن ثم تجميع الصور رقمياً في كيان واحد”. أما الفنان حمدان بطي الشامسي “يشارك بأربع لوحات”، فيقول: “من خلال أعمالي هذه أتطرق لموضوع الحكم على الآخرين، ففي أغلب الأحيان نميل إلى أن نصدر أحكامنا على الآخرين استناداً إلى المظهر العام فقط من شكل وملبس وطريقة المشي والتحدث إلخ. وغالباً ما تكون أسباب واهية ويتم إصدارها من دون سابق معرفة أو تعامل. فنحن لم نبذل مجهوداً أكثر للتعرف على ما هو أكثر في هؤلاء الأشخاص وما هي مكنونات ذواتهم التي خلقت في تلك الأجساد”. «جاليري كونتينيوا».. مشاهد وانطباعات بكل اللغات والألوان في صالة العرض m 19، تعرض أعمال الفنان آنيش كابور، الذي يركز في أعماله على أشكال الأنماط البدائية أو النماذج الأصلية التي تعيدنا إلى الأبعاد الروحية القوية. لقد واجهت أعمال كابور في مرحلة متأخرة ديناميكيات المنظور البصري من خلال استخدام الأشكال البسيطة، ينمي الفنان بحثه في جذب اهتمام المشاهد من خلال استعادة الذكريات الخاصة بالأحاجي والغموض والسحر الذي يصنعه السطح العاكس للعمل الفني الذي يتلاعب بفكرة الازدواجية المتمثلة في النور والظلام وما هو مرئي وغير مرئي والذكر والأنثى والوعي واللاوعي. يقول كابور: “لا أريد أن أجعل فن النحت متمحوراً حول الشكل، بل أريده أن يكون تصديقاً واعتقاداً وشغفاً وتجربة خارجية بعيدة عن المشاكل الحسية المادية” أما في اللوحات الزيتية المسماة “المنظر الطبيعي أو المشهد” يلون باسكال مارثين تايو - برمزية - اللوحة الزيتية الخشبية بالمواد الأولية والقهوة والشوكولاتة، وهي الموارد الواقعية للقارات الجديدة حتى لو أصبحت تلك المواد تمثل جنسيات أخرى مثل سويسرا بالنسبة للشوكولاتة وإيطاليا بالنسبة للقهوة، يثبت الفنان الأحجار الكريمة وقطع الطباشير الملون في الخشب لتتكلم بلغة الفن عن ثراء أفريقيا بالمعادن أو عن تاريخ القارة الحديث والغابر. يقول مارثين تايو: “إن الأشياء هي القاسم والصفة المشتركة لعملي الوجودي، المادة هي كل شيء أستطيع أن أجده في طريقي وأتسلى بزرع روح فيه، تماثيل الكريستال هي من وحي أو إلهام قَبلي، وهذا الوحي هو في الأساس أفريقي، صنع الأساس من الكريستال، لكن التماثيل ترتدي أشياء معاصرة مأخوذة من القتشية الحديثة، كان الأسلاف لينحتوا قطعة خشب في الغابة ويأخذوا ريش ببغاوين اثنين ليضعوه على الرأس، أنا أصب الكريستال في جبال توسكاني، وبدلاً من استخدام الريش للرأس، ربما أستخدم بعض الثياب من الباعة المتجولين المحليين، أنا في بحث دائم عن الشفافية، لكنني أكتشف في النهاية أننا دائماً في العتمة”. ويضيف: “الطباشير” عمل فني عبارة عن لوحة من قطع الطباشير المتعددة الألوان وأقلام التلوين المتراصفة في صفوف أفقية تتحد لتكون نسيجاً مليئاً بالزيغ اللوني، دون أدنى شك، إنها طريقة تأليف أو تركيب مستوحاة من التقاليد، ولكنها أيضاً لوحة من الأشياء التي نستخدمها عادة في تلوين شيء آخر، يمكننا الطباشير من رسم علامات سريعة الزوال، ويصبح أيضاً أداة تربوية. كرر معتز نصر ثماني مرات كلمة “اقرأ”، تقنية أعواد الثقاب على الخشب تسلط الضوء على الجمال المرهف والدقيق ورقة تاريخ مصر. كذلك يستخدم سيرس الجرافيت على الورق لشرح الطبيعة والضوء في أي مظهر مهما كان صغيراً، موصلاً التفاصيل إلى حدها الأقصى، تصنع الانعكاسات على الماء أشكالاً هندسية تميل إلى التجريد، يلامس النور سطح الماء صانعاً ألعاباً غامضة ودقيقة من الطبقات والظل التي من خلالها يظهر الفنان كيف أننا فقدنا القدرة على تمييز اللوحة، كما لو أننا خُدعنا بالحضور المستمر للصورة الفوتوغرافية، إن العالم الذي ينبثق من أعمال سيرس - السحب الضبابية ودوامات معقدة والصخور والجبال الهائلة والانعكاس على الماس وهندسة معمارية مليئة بالألعاب البصرية - يخلق عالماً كبيراً وضخماً مستكشفاً من خلال نفس النظرة الرومانسية والموسوسة شديدة التدقيق. هذه الأشكال لتأكل نسيجها وتحولها إلى شيء آخر، هذا الحضور التطفلي الأجنبي غير المتوقع خلق خريطة للعالم حدودها متعذرة التعريف، السجادة في حد ذاتها كمؤشر على الاستقرار المنزلي أو الأسري تدعو الأجنبي وعابر السبيل إلى الأمن المنزلي. الأعمال الإماراتية تتصدر المشهد التوأمة بين التراث وروح العصر تتجسد على أرض الواقع تعلق الفنانة علياء زعل لوتاه عن لوحاتها “خارج نافذتي” وتقول: “أعمالي مجموعة من اللوحات تعكس المشهد من مكان بعيد. وهذا المكان يقع خارج عالمنا الخاص. لقد وجدت الجمال في النظر إلى الداخل والخارج معاً، الخاص والعام في آن واحد، مما آثار اهتمامي كيفية تشاطر الناس لذات المنظر من خارج نوافذهم، في حين ينظر كل منهم بمنظره بعيون مختلفة. إن الفضاء العام هو مكان يتشاركه الجميع، لكن الفضاء الخاص هو ساحة تعود لشخص معين، أو عدد معين من الأشخاص الذين يشاركونه، وتتراكم الذكريات والقصص ضمن الفضاء الخاص، فهو يبني روابطه مع الأشخاص الذين يعيشون في داخله، ومن هذا المنطلق تلتقط لوحاتي لحظات التأمل، حيث أغرق في بحر المناظر المختلفة التي أراها من نوافذ فضاءاتي الخاصة”. منصة الإبداع يشارك مركز “مرايا للفنون”، الذي يتخذ من الشارقة مقراً له، بعدد من الأعمال الفنية الرائعة في معرض “فن أبوظبي”، حيث يعرض مجسماً فنياً من معرض “الحاضر، الفن الإماراتي المعاصر” الذي تُقام فعالياته حالياً في مركز مرايا للفنون، بالإضافة إلى خارطة توضح رؤية ورسالة مشروع حديقة مرايا للفنون وتقديم البرنامج المقرر الجديد في مركز مرايا الاجتماعي، كما يُتاح لزوار جناح مركز مرايا للفنون فرصة الإطلاع على أرشيف مرايا للفيديو، والتعرف على مركز مرايا للفنون ومؤسسة “بارجيل” للفنون من خلال وسائل التعريف المتوفرة في الجناح. ويستضيف الجناح عرضاً بصرياً إبداعياً يُبرز تسلسل الأحداث المهمة في مركز مرايا للفنون منذ انطلاقته في العام 2010، بما في ذلك المعارض التي استضافها المركز في السابق، والفنانون الذين تم الترويج لأعمالهم في المركز، وعدد من المبادرات التي أطلقها. يقول يوسف موسكاتيللو، مدير مركز مرايا للفنون، في معرض تعليقه حول مشاركة المركز في معرض “فن أبوظبي”، “نتطلع بتفاؤل إلى المشاركة الأولى لنا في معرض “فن أبوظبي” حيث استطعنا في مركز مرايا للفنون أن نثبت أقدامنا كمنصة للتجارب الإبداعية الفنية في المنطقة، ويتمثل هدفنا من هذه المشاركة كما هو على الدوام في السعي إلى ترويج وتشجيع الفنانين الإماراتيين، بالإضافة إلى إبراز قدراتنا ورغبتنا في تنمية الاهتمام في الفن المعاصر، والتركيز بعمق على ما نحن قادرون على القيام به”. سحر الصنعة بعد النجاح المذهل الذي حققه معرضها عام 2011، تعود “بولغري” من جديد راعياً رئيسياً لمعرض “فن أبوظبي”. وتعرض “بولغاري” في “فن أبوظبي”، أحدث إبداعاتها من تصاميم المجوهرات الفريدة التي كشفت عنها النقاب قبل شهر مضى في باريس خلال معرض “بينالي ديزونتيكير”. وتعبر الدار عن حسها المرهف بالجمال وشغفها بالأحجام البارز والألوان من خلال عمل تركيبي لا يقل بهاء عن التحف التي سيحتضنها جناح “بولغري” بجرأة وبهاء مستوحيين من صانع المجوهرات الإيطالي الشهير.ويتجسد الحلم في التوأمة بين التراث وروح العصر على أرض الواقع عبر العمل الإبداعي المذهل، ليمنح زوار المعرض فرصة فريدة لاكتشاف عالم من الأفكار والتصاميم المعبرة عن الإبداع متعدد الأوجه لدار “بولغري”. يقول نيكولا بولغري، نائب رئيس مجلس إدارة “بولغري” :” يوفر لنا معرض “فن أبوظبي” المناسبة المثلى للكشف عن مكنونات إبداعنا وسحر تصاميم مجوهراتنا الثمينة الفاخرة، لقد تم تصميم هذه القطع الفريدة لتعبر عن جمال خالص أبدي، بحيث تكون كل واحدة منها تحفة فنية خالدة، ونترجم شغفنا الكبير بالماضي إلى تصاميم معاصرة، لا بل ومستقبلية، وتمثل التصميم التي سنعرضها جوهر تصميم علامتنا التجارية التي ساهمت في صياغة تاريخ المجوهرات بأسلوب قوي ومبتكر، كما تجسد هذه التصاميم المعنى الحقيقي للخبرة والإتقان المقترنين بمفهوم “صنع في إيطاليا”. قوانين اللباس كما شهد معرض جامعة السوربون “قوانين اللباس أبوظبي”ـ “انستيتيوت فرانسيه”ـ للمصور الفرنسي ستيفان جيزار، إقبالاً جماهيرياً مكثفاً، حيث يضم المعرض صوراً لأشخاص غير منسقة ملابسهم، وتهدف إلى خلق حوار إماراتي فرنسي حول الوعي الذاتي وإدراك رموز الموضة، وقد أخذت هذه الصور في شوارع باريس وقاعات جامعة باريس - السوربون أبوظبي، التي كانت بمثابة المنصات المرتجلة للشباب لإعطاء لمحة عن أنماطهم الخاصة وشخصياتهم. يقول البروفيسور اريك فواش، نائب عميد جامعة باريس السوربون أبوظبي: “جامعة باريس السوربون أبوظبي هي من مروجي الفنون، تستمر في دعم الفن في أبوظبي، ولعب دور منبر للحديث والفن المعاصر والبرامج المفتوحة للجميع لتقديم مجموعة من المعارض الفنية الرائدة والفنانين من مختلف أنحاء العالم. وتعمل كل من هيئتي الشؤون الإدارية والأكاديمية والطلاب سوياً مع المؤسسات المحلية لتعزيز ازدهار الساحة الفنية المحلية وتعزيز المشهد الثقافي والوعي الفني”. ويشارك طلبة سوربون أبوظبي والذين يتميزون بالطموح والموهبة والحماس حول الفن يشاركون بنشاط في مجتمع أبوظبي الفنون، ولتأكيد هذا التقدير والالتزام والثقافة، تطوع طلاب جامعة باريس السوربون أبوظبي ليكونوا أبطال هذا المعرض، وكان جيزارد قد أنجز معرضه الأول “قوانين اللباس” في عام 2007. وأكد مدير الوكالة الثقافية الفرنسية دينيس دوفينو أنه “من ضمن أولويات انستيتيوت فرانسيه هو عرض وترويج الإبداعات الفنية الفرنسية ودعم التبادلات الثقافية والفنون بين جمهورية فرنسا ودولة الإمارات مع التركيز على سبيل الأولوية الأولى على الشباب، وهذا هو بالضبط ما يهدف إليه “قواعد اللباس أبوظبي، صور لجيل”. جيليك يقدم «أبواب الإدارة تركت مفتوحة» الفنان الإيرلندي الشهير ليام جيليك استهل مشاركته في “فنون أبوظبي 2012” بالقول: إنه لمن دواعي سرورنا أن نعلن مشاركتنا في معرض “أبوظبي للفنون - 2012” عبر معرض منفرد خاص للفنان ليام جيليك. يقدم جيليك عملاً كبيراً وجوهرياً جديداً خاصاً بمعرض أبوظبي للفنون 2012 بعنوان “تيار التقدم” بنية الإنتاج المبتدعة (أبواب بناء الإدارة قد تركت مفتوحة) وهو عمل يتألف من ثلاثة عناصر أو مكونات متميزة، منحوتتان كبيرتان، أما الأولى فهي بيضاء ومصنوعة باستخدام الألمنيوم المغلف بمسحوق أبيض والبلكسي غلاس الملون، وأما الثانية والتي تعادلها في الحجم فقد صنعت من الألمنيوم المغلف بمسحوق ملون ونص عربي على جدار كبير من الفينيل. إنه عمل طموح يجمع بين العنصرين المهيمنين في أداء جيليك، استخدامه المغري والشاعري للغة يلتقي بالصرامة الرسمية ودقة وجمال البنيات الدنيا، المنحوتتان الكبيرتان من الألمنيوم والبلكسيغلاس تفعلان مسرحية من الضوء والانعكاس، إن الترتيب المنهجي للألوان والفضاء المستخدمان في هذا العمل يرجعان بلاشك إلى لون وضوء ومساحة خاصة جداً في الشرق الأوسط، في حين ان انفتاح وشفافية ونفاذية الهيكل الثاني تستجيب إلى العصر الحالي من الإنتاج الثقافي والعرض للبيانات التي لعبت دوراً محورياً في عمله منذ الثمانينات، مخطوطاً بالخط العربي العريض على الجدران وراء التماثيل، يشير النص إلى أن “محادثة” تجري بين الفنان والجمهور حول كيفية استمرار المواقع المسهبة للإنتاج الاقتصادي والثقافي في امتلاك القدرة على التجديد متى ما وجد انفتاح على احتضان أفكار وإمكانات جديدة، يبدو أنه من المناسب أن يستمر الحديث في دولة الإمارات التي هي في حد ذاتها موقع لإنتاج ونشر ثقافية جديدة، هذا هو العمل الأول باستخدام اللغة العربية. يعرف أن ليام جيليك صمم مؤخراً المحتوى الداخلي لمطعم رايت لمتحف غوغنهايم في نيويورك الحائز على الجائزة، اختير لتمثيل ألمانيا في معرض بينالي الثالث والخمسين بالبندقية في عام 2009، يكمن العمل الناتج في المجموعة الدائمة جوجنهايم بلباو، ومتحف هيسيل للفنون، كلية بارد الولايات المتحدة الأميركية عام 2012، متحف ستزوكي، متحف لودز بولندا 2011، مسح مدته 20 سنة “مشية طويلة واحدة رصيفان قصيران”، قاعة الفن والمعارض بألمانيا الفيدرالية، بون ، ألمانيا 2010 وعشرات الأعمال في أكثر من عاصمة أو مدينة أميركية وأوروبية، ورشح جيليك لجائزة تيرنر في عام 2002 وجائزة فنسنت في متحف ستيديليك في أمستردام عام 2008. كراسي أبوظبي .. أعشاش السنونو تستحوذ تحفة التصميم المتمثلة في “كراسي أبوظبي” للفنان الياباني تاداشي كاواماتا، اهتمام الزائرين وكافة الموجودين في المهرجان، العمل جديد من نوعه، وعامة ما تتصف أعمال تاداشي كاواماتا بهشاشة ظاهرية ومضللة أحياناً، فحين تكون معلقة كأعشاش السنونو على سفح مركز جورج بومبيدو في باريس كما في “أكواخ شجرية 2010”،أو منصبة كشلال من الأقفاص الخشبية من سقف ماريشالية فرنسا، تبدو وكأنها في توازن عشوائي قد تسقطها نسمة ريح في لحظة واحدة، ويجب فهم كلمة هشاشة أيضاً من الوجهة الاجتماعية، أي أن الأعمال ومنها مجموعة فيلد ووركس مستوحاة من المساكن البدائية والهشة التي تعيش فيها الفئات المهمشة التي تحاول أن تنجو في فجوات المدن. والجانب هذا يعطي طابعاً عالمياً لمنحوتات كاواماتا، إذ أن ملاجئ المشردين المصورة في فيلد ووركس هي ذاتها التي توجد في المدن الكبيرة من فافيلاس ريو دي جانيرو إلى أكواخ التنك في مومباي، كما أن أكواخ الشجر وهي بيوت خشبية صغيرة معلقة على الأغصان، تعيدنا إلى خيال الطفل الذي لا حدود له، ولا يمكن إنكار شعرية ورمزية منحوتات الفنان، وقد تطور هذا القسم من أعمال بشكل ملموس خلال السنوات العشرة الأخيرة، يؤكد ذلك عمله “تحت المياه” وهو عبارة عن سقف كبير مصنوع من المهملات الخشبية يذكر بتراجع البحر المغطى بالحطام بعد التدمير الذي أحدثه التسونامي على سواحل اليابان عام 2011. “كراسي لأبوظبي” الذي أنجز بمناسبة دورة 2012 لفن أبوظبي، يجمع تلك الميزات بأجمعها فهو عمل هش وعالمي ورمزي في آن معاً، يبدو في شكل برج عال مخروطي جدره مؤلفة بالكامل من أثاث مكدس بجرأة، جمعت كراسيها وأركانها العديدة من مراكز أماوس في ضاحية باريس حيث تأتي الفئات ذات الدخل المحدود لشراء قطع الأثاث المستعملة والرخيصة. من ناحية أكثر رمزية يوحي العمل “كراسي لأبوظبي” الفكرة التالية: إن كانت للأشياء غير الحية نفس فلابد أن يتضمن العمل بعضاً من الأجساد التي جلست على كراسي القش المتعب، ربما على مدى أجيال، واستعارة النسيج التي يوحيه تشابك العناصر تأتي بصورة أناس عديدين من أصول ثقافية ودينية كثيرة التنوع ربما، نسجت في هذا العمل كأسماء المجهولين المحفورة في حجر نصب تذكاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©