عواصم (وكالات)
مني «داعش» بأكبر خسائر بشرية خلال 24 ساعة في كوباني منذ بداية اعتدائه عليها قبل نحو 3 أشهر، بمقتل 50 مسلحاً له بالاشتباكات مع الأكراد وضربات التحالف الدولي الذي استهدف أيضاً مواقع التنظيم الإرهابي في الرقة بـ30 غارة السبت مركزاً على منطقة «الفرقة 17 التي انتزعها المتطرفون من الجيش السوري النظامي في يوليو الماضي. بالتوازي، تواصلت المعارك وعمليات القصف الجوي التي يشنها سلاح الطيران التابع للنظام السوري، الذي ارتكب أمس مجزرة جديدة باستهدافه بالبراميل المتفجرة مدينة جاسم بريف درعا مما أدى إلى استشهاد 19 مدنياً بينهم طفلان و7 نساء. من جهته، أفاد المرصد الحقوقي أن سيدة وأبناءها الثلاثة قضوا بقذيفة صاروخية أطلقها مقاتلو ما يعرف بـ«لواء شهداء بدر» المعارض على منزل الأسرة في حي الأشرفية الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد في حلب. ووسط تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهة الجنوبية، كثفت مقاتلات الجيش النظامي هجومها على مناطق درعا، حيث طال القصف بالبراميل المتفجرة مدن وبلدات نوى وطفس وانخل والشيخ مسكين وكفرناسج ودرعا البلد وتل الشهاب.
وذكر المرصد في بريد إلكتروني أمس، أن ما لا يقل عن 50 عنصراً من «داعش» لقوا مصرعهم في كوباني المعروفة أيضاً بعين العرب، جراء ضربات التحالف العربي الدولي وخلال الاشتباكات مع «وحدات حماية الشعب» الكردي والكتائب المقاتلة الأخرى. وهذه إحدى أكبر خسائر الجماعة الإرهابية التي تحاول الاستيلاء على المدينة السورية الحدودية مع تركيا منذ 3 أشهر. ودارت أمس الأول، معارك عنيفة في كوباني بين المسلحين المتطرفين والمقاتلين الأكراد المدعومين بمسلحي البيشمركة العراقية ووحدات من الجيش السوري الحر المعارض، شملت للمرة الأولى منطقة معبر مرشد بينار الوحيد الذي يصل المدينة الكردية بتركيا، حيث وقعت 3 تفجيرات انتحارية نفذها مقاتلون «داعش». وقال مسؤولون محليون أكراد والمرصد الحقوقي إن الانتحاريين عبروا من الجانب التركي للحدود، لكن أنقرة نفت أن يكون هؤلاء اجتازوا الحدود من أراضيها. ورأى مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن «المتطرفين أرادوا مفاجأة المقاتلين الأكراد، لكنهم فشلوا في ذلك»، حيث إنهم لم ينجحوا في السيطرة على المعبر إثر الاشتباكات العنيفة التي أعقبت الهجمات الانتحارية.
وخاض المتشددون مواجهات، استمرت لعدة ساعات، ضد وحدات الحماية الكردية وفصائل من المعارضة السورية، مدعومين بغطاء جوي من غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
بالمقابل، أسفرت الاشتباكات، عن مقتل 12 عنصراً من المعارضة المسلحة و11 مسلحاً من القوات الكردية، بحسب ما ذكر المرصد نفسه. كما نفذت طائرات التحالف 30 ضربة على الأقل استهدفت مراكز «داعش» في مدينة الرقة ومحيطها شمال البلاد، التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي وتشكل المقر الرئيسي له. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «لم نر منذ زمن بعيد عدداً مماثلًا من الضربات الجوية في فترة زمنية قصيرة»، مبيناً أن الضربات استهدفت تمركزات «داعش» في منطقة الفروسية عند الأطراف الشمالية للرقة، ومنطقة الفرقة 17 في شمال المدينة أيضاً، وأشار إلى معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر تنظيم الإرهابي. وفي الرقة نفسها، مقتل 7 أشخاص جراء قصف شنه طيران النظام على منطقة بالقرب من مسجد الإمام النووي في المدينة.
وأمس، لقي 17 مدنيا على الأقل حتفهم بينهم طفلة وخمس نساء، وأصيب العشرات بقصف للطيران الحربي السوري على بلدة جاسم في محافظة درعا الجنوبية.
وذكر المرصد أن المجزرة نجمت عن غارتين نفذهما الطيران الحربي للنظام، مستخدماً البراميل المتفجرة، وأوقعتا أيضاً عشرات الجرحى، إضافة إلى عدد من المفقودين. كما قصف الطيران المروحي بعدة براميل متفجرة، مناطق في بلدة كفرناسج وبلدة الفقيع، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، تزامناً مع تجدد قصف الطيران المروحي لمدينة أنخل ببرميلين متفجرين.
وأضاف المرصد أن مناطق في الحي الشرقي بمدينة بصرى الشام، ومناطق أخرى في محيط منطقة الغرايا بريف درعا تعرضت لقصف بقذائف الهاون والمدفعية من قبل قوات النظام.
كما قتلت سيدة سورية وأبناؤها الثلاثة في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، بقذيفة أطلقها مسلحو المعارضة على حي الأشرفية الموالي للنظام في حلب.
وأوضح المرصد أن «اشتباكات دارت بعد منتصف ليل السبت الأحد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية وكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط الليرمون ترافق مع قصف لقوات النظام على أطراف حي الأشرفية». ويقول المرصد إن القذائف يدوية الصنع التي يطلقها مسلحو المعارضة تسبب أضراراً أكبر من قذائف الهاون التي يطلقونها عادة على الأحياء الموالية للنظام رداً على قصفهم من قبله ببراميل المتفجرات.
عدد اليوم
