الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا.. الاقتصاد التقليدي ووادي السيليكون

12 فبراير 2018 22:35
وجد رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو نفسه موزعاً بين نمطين من الاقتصاد أثناء زيارته إلى سان فرانسيسكو يوم الخميس الماضي. فقد حضر الزعيم الكندي سلسلة من الاجتماعات المتعلقة بالتكنولوجيا في المدينة، وأشاد بفوائد المهاجرين للصناعة المتعطشة للمواهب، وتحدث مع جيف بيزوس رئيس شركة أمازون وروّج لمدينة تورنتو كي تصبح ثاني أكبر مقر لتجارة التجزئة، وحصل على استثمارات من شركتي Salesfore.com وAppDirect. وهذا يتسق مع طموح ترودو بأن يجعل من كندا دولة رائدة في مجال التكنولوجيا على مستوى العالم. ولكن ترودو جاء مهموماً ببعض المشكلات الآنية للغاية بالنسبة لاقتصاد كندا. وتتضمن هذه المشكلات الخلافات بشأن خط لأنابيب النفط، وأسئلة تتعلق بالمحادثات الجارية بشأن اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية «نافتا». وفيما يتعلق بـ«نافتا»، تبدو خلافات الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بشأن الصناعات القديمة مثل المصانع التقليدية ومزارع الإنتاج الزراعي بعيدة للغاية عن وادي السيليكون. وقد دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التهديد بالانسحاب من «نافتا» ما لم يحصل على ما يرضيه فيها. وهاجم ترودو بطريقة مستترة أمازون حين قال إنه سيدافع عن متاجر البيع بالتجزئة التقليدية في غمرة مطالبات من البنك المركزي الكندي بأن يقيّد سلطات شركات التكنولوجيا الأبرز. وكل هذا يوضح الصراعات المحورية التي يعيشها ترودو حيث يحاول تحفيز اقتصاد حديث بينما يدافع عن الاقتصاد القديم. وقال ترودو يوم الخميس: «تركيزنا لا ينصب إلى حد كبير على أن يكون الاقتصاد جيداً الأسبوع المقبل، بل ضمان أنه سيكون جيداً لعقد من الآن وللجيل المقبل». واقتصاد كندا كان منتعشاً ويتصدر مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في النمو في عام 2017 ولكن من المتوقع أن ينحدر إلى المرتبة الثالثة هذا العام مع تصاعد المخاطر التي تتضمن بطئاً في الإنفاق من مستهلكي البلاد الذين يرزحون تحت وطأة ديون طائلة، وكفاح البلاد لكي تقيم بنية تحتية لنقل نفطها إلى السوق. كما اندلعت هذا الأسبوع أيضاً حرب تجارية بين اثنتين من مقاطعات كندا بشأن خط أنابيب تعهد ترودو بأن يقيمه بينما يحاول في المقابل تقليص الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري دون الإضرار بقطاع النفط المربح الذي كان له فضل كبير في النمو الاقتصادي الكندي في العقود القليلة الماضية. وفي المقابل لقي ترودو إشادة ودية من زعماء وادي السيليكون الذين يعارضون ترامب بسبب خلافات سياسية. واستضاف مارك بينوف رئيس وكبير المديرين التنفيذيين لشركة Salesfore.com ترودو في حلقة نقاشية مع قيادات الشركة بشأن أهمية التنوع والمساواة في مقر الشركة في أطول مبنى في سان فرانسيسكو. وأعلنت الشركة ضخ استثمارات في كندا بقيمة ملياري دولار، وهو تعهد أعلن ترودو أنه سيخلق آلافاً من فرص العمل. وخاطب بينوف ترودو قائلًا «إنك صديق حقيقي لسان فرانسيسكو. إنها مدينة تحب الناس ونحن نرتبط بقيمكم ونحن مثلكم، إننا مدينة تحتفي بالتنوع والجودة وبالابتكار أيضاً». وشارك في الحلقة النقاشية أيضاً برنارد تايسون رئيس وكبير المديرين التنفيذيين لشركة «كايزر بيرماننت» للتأمين الصحي، ودان شولمان كبير المديرين التنفيذيين لشركة «باي بول» لنظم الدفع عبر الإنترنت، وجيشا وليامز كبيرة المديرين التنفيذيين لشركة «باسيفيك جاس آند إليكتريك» للغاز والكهرباء، وديان جرين كبيرة المديرين التنفيذيين لـ«غوغل كلاود» التابعة لشركة غوغل. واجتمع ترودو أيضاً مع دانيال ساكس المدير التنفيذي في شركة AppDirect الذي أعلن أن الشركة ستوظف 300 عامل آخر في كندا. وصرح ترودو قائلًا إن الاستثمار «سيعزز اقتصادنا ويحسن وضع بلادنا باعتبارها رائدة عالمياً في التكنولوجيا». وعبر ترودو عن أمله في أن تفوز تورونتو بالسباق لإقامة المقر الثاني لأمازون قائلًا إنه سيكون «خيراً كبيراً لأي مدينة تحصل عليه». ولكن، صحيح أن ترودو صديق للتكنولوجيا إلا أن لديه أيضاً قيوداً حين يتعلق الأمر باستيعاب صناعة التكنولوجيا. فقد سئل عن مسعى أميركي لدفع كندا إلى رفع الحد الأدنى الواجب تحصيل ضرائب عليه مما يسمح بعدم فرض ضرائب على عمليات أكثر من الشحن عبر الإنترنت وهو إجراء يساعد أمازون، ولم يصدر عن ترودو تصريح يدل على أنه سيذعن لذلك. ورد ترودو قائلاً: «يمكنني أن أطمئن الكنديين على أنني سأدافع دوماً عن مصالحهم بما في ذلك دعم المشروعات الاقتصادية الصغيرة». * صحفيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©