الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الموت المؤجل»!

1 فبراير 2012
نستخدم في حياتنا اليومية عشرات الأصناف من مواد التنظيف ومستحضرات التجميل والعطور والروائح والكريمات والصابون و»الشامبو»، ومزيلات العرق، ومعطرات السيارات والجو والغرف والأثاث وغيرها، وتحمل مسميات وماركات، وفي عبوات وأشكال يصعب حصرها، وكثير منها يخلو من نشرة تتضمن تركيبته الكيميائية، ونسب التركيز، وإن وجدت لوجدنا مسميات واصطلاحات علمية، أو اختصارات أشبه باللوغاريتمات غير المفهومة، وأن توفرت، يجهل الكثيرون تأثيراتها الجانبية الضارة أو الخطرة على صحة الإنسان في معظم الأحوال. ما من شك أن هذه المركبات تحتوي على عشرات العناصر الكيميائية التي تحتوي بدورها على عنصر أو مركب نجهل تأثيره، أو على الأقل في الوقت الراهن، ولعلنا نتذكر التحذيرات الطبية التي ارتفعت لتحذر من استخدامات وسائل مقاومة الحشرات الطائرة كالبعوض في المنازل وغرف النوم، و»بخاخات» المبيدات الحشرية التي تخفي سمومها وراء الروائح العطرية النفاذة، ولا سيما على الأطفال ومرضى الصدر والربو وغيرها. حتى «الشامبو»، الذي يعتمد عليه كثيرون بصفة يومية في غسيل الشعر والرأس، بل يعد المنظف الأول الذي تعتمد عليه الفتيات للحصول على شعر نظيف ولامع و»صحي»- على حد قول دعاية هذه المنتجات - لكن من الواضح أن هذه المقولة ستصدم القارئ بعد أن أكدت أحدث البحوث العلمية الأميركية احتواء «الشامبو» على مركبات تعمل على تدمير خلايا الذاكرة بالمخ. فالبحوث التي أجراها باحثون بجامعة كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة على فئران التجارب أظهرت وجود تأثير سلبي لمركب «دياثانولامين» الذي يحتويه «الشامبو» على وظائف خلايا الذاكرة بالمخ في الوقت الذي يؤثر فيه على نمو هذه الخلايا على أجنة الفئران. وأكد الباحثون أن هذا المركب يعمل على وقف قدرة المخ على امتصاص مادة «كولاين» التي تلعب دوراً مهماً في قدرة وآلية عمل خلايا الذاكرة في المخ، مما دفع الدوائر الصحية الرسمية إلى كتابة عبارة: « افحص المكونات المكتوبة على قارورة «الشامبو» الذي تستخدمه، وتأكد من عدم وجود مادة «سلفات لوريث الصوديوم Sodium Laureth Sulfate أو قد تكتب اختصارا بالحروف الإنجليزية sls ، حيث أتضح أن هذه المادة تدخل في تركيب أغلب أنواع «الشامبو» لأنها تنتج قدرا كبيرا من الرغوة إضافة إلى قلة تكلفتها ورخص ثمنها. لكن من الحقائق المذهلة عنها أنها تستخدم في شطف الجراحات والأرضيات، وهي مادة قوية المفعول! كما اثبت بعض العلماء في الولايات المتحدة أنها يمكن أن تسبب مرض السرطان على المدى الطويل. كثير من المنتجات الرغوية تحتوي على مادة تتسبب في الإصابة بالسرطان، ولقد أثبتت نتائج البحث العلمي في الثمانينات أن نسبة الإصابة بالسرطان بين مستخدمي مثل تلك المركبات والمنتجات كانت واحد في كل ثمانية آلاف شخص، أما في التسعينات فصارت النسبة واحد إلى ثلاثة آلاف شخص، وهي نسبة خطيرة للغاية، إذا أضيف إليها المسببات البيئية والغذائية والوراثية الأخرى. أظن أن الأمر بات في حاجة إلى إعادة النظر في ثقافتنا الاستهلاكية، والاهتمام بنوعية المنتجات التجارية ومصادرها، وضرورة وضع ضوابط جادة لمراقبة نشرات التعريف بتلك المنتجات، ومكوناتها، والتعريف بالأضرار الجانبية لها، على غرار نشرات الدواء والعقاقير الطبية، فالمصائب تكمن في أن النتائج لا تظهر فورياً، وإنما يقبع الخطر في الموت المؤجل! وسلامتك! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©