أحبطت شرطة دبي في عملية نوعية على مستوى المنطقة أطلقت عليها اسم “الحاوية الحائرة” لمحاولة تهريب 130 كيلوجرام هيروين قدرت قيمتها بسعر الجملة بـ10 ملايين درهم وبسعر التجزئة 65 مليون درهم، كانت في طريقها الى احدى الدول الاوروبية بعد ان جابت على مدى ثلاثة اشهر العديد من الموانئ الخليجية والافريقية ومن ثم عادت الى ميناء جبل علي.
وقال اللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مبنى مكافحة المخدرات، ان كمية الهيروين المضبوطة تعد الأكبر التي يتم ضبطها خلال العام الجاري.
وكشف عن ان عصابة دولية تقف وراء تهريب هذه الكمية التي كانت معدة للاسواق الاوروبية حيث تم ضبط حاوية مماثلة في اسبانيا، لافتا الى ان شرطة دبي خاطبت السلطات الباكستانية المختصة لالقاء القبض على افراد هذه العصابة بعد ان زودتهم بكافة المعلومات والبيانات المطلوبة دون ان يدلي بالمزيد من التفاصيل، لكنه اعرب عن امال لديه ان يتم القبض على افراد العصابة بالقريب العاجل. وقال “نحن ننتظر الرد من السلطات الباكستانية في هذا الجانب”.
وتابع اللواء العسماوي، ان العصابة تمكنت من اخفاء كمية الهيروين الكبيرة بطريقة يصعب من خلالها التوصل اليها سواء من خلال عمليات المسح الضوئي او عن طريق الكلاب البوليسية، مبينا ان العصابة تعمدت ارفاق كمية الهيروين هذه مع حمولة كبيرة من “برادة الحديد” التي تتسبب بايجاد نوع من الكثافة خلال عملية المسح الضوئي فيما تخلق صعوبات امام الكلاب البوليسية التي يصعب عليها اشتمام المخدرات والتعرف الى مكانها.
وحول تفاصيل مسار الشحنة اوضح اللواء العسماوي ان ادارة المكافحة الدولية التابعة لادارته تلقت معلومات استخبارية اكيدة من مصادر موثوقة تفيد بوجود حاوية محددة على متن احدى البواخر في ميناء جبل علي تحتوي على كمية كبية من المخدرات. وبين انه وبإخضاع هذه المعلومات ومراجعتها من قبل الجهات المختصة في كل من ادارة المكافحة الدولية وادارة المعلومات المركزية والتأكد من صحتها تم تشكيل فريق عمل للعملية اعقبه انتقال سريع من رجال الفريق الى موقع الهدف واتخذت بعد ذلك سلسلة من الخطوات والاجراءات التي من شأنها ان توفر مستوى عاليا من التنسيق المحكم بين عناصر الفريق والجهات المختصة في الميناء.
وتابع ان بيانات الباخرة والحاوية المشبوهة تم اخضاعها من قبل رجال الفريق، حيث كانت جميع المعطيات المتوافرة عنها صحيحة وتؤكد خلو الحاوية من اية مواد ممنوعة.
وبين ان رجال الفريق اخضعوا الحمولة كاملة لعمليات المسح الضوئي، فضلا عن الاستعانة بالكلاب البوليسية الا انهم لم يعثروا على اي شيء يشير الى وجود كميات من المخدرات.
واضاف ان رجال المكافحة الذين كانوا متأكدين من معلوماتهم باشروا بعد ذلك تفتيش الحمولة بالطريقة اليدوية واستعانوا من خلالها بعمال، حيث بدأوا بتفريغ كامل الحمولة ليعثروا بعد ذلك على كمية المخدرات بداخل ارجل القواعد الخشبية التي كانت تحمل اكياس “برادة الحديد”.
وبين ان افراد العصابة وزعوا كمية المخدرات المضبوطة على ارجل القواعد عبر تجويفها من الداخل وحشو كل واحدة منها بـ500 - 700 جرام من الهيروين.
وقال في معرض رده على سؤال ان الشحنة خرجت من ميناء “قاسم” الباكستاني بتاريخ 23 يوليو الماضي، متوجهة الى ميناء صلالة في سلطنة عمان، ثم ذهبت الى طنجة بالمغرب، وبعد ذلك توجهت الى ميناء تينكان في نيجيريا، وعادت في بداية اكتوبر الماضي الى ميناء جبل علي لتعود من جديد الى الميناء الباكستاني.
واعرب مدير مكافحة المخدرات بدبي عن اعتقاده بان افراد العصابة لجاوا الى تغيير مسار الشحنة ومحاولة اعادتها من جدي الى باكستان بعد ان ساورتهم الشكوك بامكانية اكتشافها، وقال ان الشركة المصدرة الحت بطريقة كبيرة على ضرورة اعادة الشحنة برمتها.
وتقدم اللواء العسماوي بالشكر والتقديره لمعالي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي ونائبه اللواء خميس مطر المزينة، فيما هنأ جميع افراد فريق العمل على نجاحهم باحباط العملية، وقال ان هذه العملية اضافة جديدة لما انجزته شرطة دبي في مجال مكافحة المخدرات خلال العام الجاري.
عدد اليوم
