لندن، طهران- وكالات الأنباء: كشفت صحيفة ''الجارديان'' البريطانية أمس عن أن الولايات المتحدة اقترحت على بريطانيا أن تقوم طائرات حربية بالتحليق فوق قواعد حرس الثورة الإيراني أثناء الأزمة حول البحارة البريطانيين، لكن الحكومة البريطانية رفضت الاقتراح· في وقت طلبت فيه إيران من بريطانيا القيام ببادرة حسن نية بعد إفراجها عن البحارة، وذلك من خلال مساعدتها في الإفراج عن الإيرانيين الخمسة المحتجزين في العراق ونسبت إلى السكرتير الثاني في السفارة الإيرانية في بغداد جلال شرفي الذي أفرج عنه الأسبوع الماضي اتهامه القوات الأميركية بتعذيبه وهو في الأسر·
وقالت ''الجارديان'' نقلاً عن مصادر دبلوماسية لم تكشفها: ''إن وزارة الدفاع الأميركية قدمت خلال أزمة البحارة سلسلة من الخيارات العسكرية، لكن الحكومة البريطانية طلبت منها البقاء خارج القضية وتقليص نشاطات قواتها المسلحة في الخليج''، وأضافت في صفحتها الأولى أن بين الخيارات التي عرضتها ''البنتاجون'' تحليق طائرات حربية فوق قواعد إيرانية للبرهنة على مدى خطورة الحادث· لكن بريطانيا طلبت من الولايات المتحدة الامتناع عن الإدلاء بتصريحات شديدة اللهجة، في وقت غيرت فيه مجموعتان بحريتان أميركيتان تضمان أربعين سفينة نوع مناوراتهما في الخليج لتكون أقل استفزازاً·
وقال مصدر بريطاني قريب من القضية: ''برأي الحادث كان محلياً وأصبح دولياً''، فيما قال مصدر قريب من حرس الثورة الإيراني: ''إنه لو وقع الحادث بين جنود إيرانيين وأميركيين لأدى ربما إلى حرب عرضية''، مشيراً إلى أن القوات البريطانية دخلت المياه الإقليمية الإيرانية ثلاث مرات خلال شهر مما أدى إلى احتجاز البحارة بأمر من قائد في المنطقة·
جاء ذلك، في وقت عبرت فيه إيران عن أملها في مبادرة حسن نية من بريطانيا بعد إفراجها عن البحارة، وقال السفير الإيراني في لندن رسول موحديان في مقابلة مع ''فايننشال تايمز'' نشرت أمس: ''إن إيران ترغب في أن تساعدها بريطانيا في الإفراج عن الإيرانيين الخمسة المحتجزين في العراق، وتخفيف المخاوف الدولية حول البرنامج النووي''، وأضاف: ''منذ بدء الأزمة لعبنا دورنا وأبدينا حسن النوايا، وعلى الحكومة البريطانية أن تتصرف بصورة إيجابية·· إن طهران تأمل في الحصول على مساعدة من لندن إزاء مسألة إطلاق سراح خمسة إيرانيين معتقلين على أيدي جنود أميركيين في مدينة أربيل شمال العراق منذ يناير الماضي وترحب بإقدام الحكومة البريطانية على استخدام نفوذها في هذا الصدد ·· حان الوقت لبريطانيا للتحرك بشكل إيجابي''، غير أنه استطرد قائلاً: ''إن إطلاق سراح البحارة البريطانيين ليس له علاقة بهذا الأمر''·
وقال موحديان: ''سنرحب بأي خطوات يمكن أن تساعد على نزع فتيل التوتر في المنطقة·· نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لتؤكد الحكومة البريطانية استعدادها لإقامة خطوط اتصال معقولة مع إيران·· إن هذه مهمة متبادلة تشارك فيها القوى العالمية لجني ثمار قرار إيران الإفراج عن البحارة''، وأضاف: ''ان بلاده سترحب باعتراف الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بحق الجمهورية الإيرانية في تخصيب اليورانيوم''، وقال: ''هذه هي المسألة الرئيسية بالنسبة لإيران، وأعتقد أن ذلك يمكن أن يساعد على وضع أسس جديدة لعلاقاتنا المستقبلية مع الدول الغربية''·
لكن وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء نقلت عن مسؤول إيراني في بغداد قوله: ''إن إيران لم تتلق بعد رداً على طلب بزيارة الإيرانيين الخمسة المحتجزين لدى القوات الأميركية''، كما لم تعلن بعد ما إذا كان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيجري محادثات مباشرة بشأن العراق مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال مؤتمر الأمن المقرر عقده في مايو· فيما قال مسؤول عسكري أميركي: ''إن فريقاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر زار الإيرانيين المحتجزين مرتين''·
وقالت وكالة ''فارس'' الإيرانية للأنباء أمس: ''إن السكرتير الثاني للسفارة الإيرانية في بغداد جلال شرفي الذي أفرج عنه الأسبوع المنصرم بعد أسبوعين من خطفه في العراق، قال إن القوات الأميركية عذبته وهو في الأسر''· وقال شرفي في مقابلة مع الوكالة: ''تم نقلي إلى قاعدة بالقرب من مطار بغداد بعدما قام عملاء عراقيون يعملون تحت سيطرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية باختطافي في منطقة الكرادة وسط بغداد''، وأضاف: ''ان أسئلة عملاء الاستخبارات كانت تتعلق في المقام الأول بوجود إيران ونفوذها في العراق·· لقد قاموا بتعذيبي بقسوة عندما تلقوا إجاباتي عن علاقات إيران الرسمية مع الحكومة العراقية''·
عدد اليوم
