الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء الجنس الواحد··· يتشابهون في العموميات ويختلفون في التفاصيل!

أبناء الجنس الواحد··· يتشابهون في العموميات ويختلفون في التفاصيل!
8 ابريل 2007 01:48
تحقيق - فداء طه: يعتقد محمد ''أبو علي''، أن هناك صفات كثيرة مشتركة بين الرجال تميزهم عن النساء، وخاصة الرجل العراقي، الذي يتميز بالغيرة الشديدة والعصبية، بينما تتشابه العراقيات في الإخلاص والصبر على الرجل والظروف الحياتية الصعبة، وهذه التشابهات سببها العادات والتقاليد والبيئة· سمات مشتركة ويوافقه صديقه أحمد عبيد الذي يرى أن الرجال يتشابهون في حب السيادة والسلطة على بيته، وأن يكونوا مركز الاهتمـــام والدلال، وحبهم للطعام حيث تصح مقولة: ''إن معدة الرجل هي أقرب طريق إلى قلبه''، أما النساء فيتشابهن في التفكير البسيط وعدم استشراف المستقبل كالرجل· وتقول رشا مصطفى، متزوجة منذ عام ونصف: ''قبل الزواج كنت أعتقد أن الرجال مختلفين، لكنني وجدت بعد تجربتي القصيرة في الزواج وحديثي مع صديقاتي، أنهم يتشابهون كثيراً؛ نفس الطلبات والأوامر، نفس المشاكل الزوجية، حب الطعام، الغيرة الشديدة، وفقدان الرومانسية بعد الزواج· في حين أن النساء لسن متشابهات فهناك المادية والطماعة والرومانسية··· إلخ· المرأة هي المرأة محمد محافظة يعترف أن النساء يختلفن في الإنجاز والتعليم والثقافة، إلا أنه يعتقد أنهن متشابهات في الانطلاق من قاعدة تفكير واحدة، على رأسها الاهتمام بالمظاهر وحب الثرثرة· ويدلل على كلامه بمجموعة من المهندسات التقين في موقع العمل فبدأت كل واحدة تسأل الأخرى عن لباسها من أين؟ وكم ثمنه؟ مما جعله يؤمن بأن المرأة هي المرأة مهما بلغ تعليمها ووظيفتها، فهي تهتم بالشكل والمظهر والذهب والإكسسوارات، وتحب الإطراء حتى لو كان غير صحيح أو غير نابع من القلب· فروق واضحة ولا يوافق نصار حيدر، أبو غسان، على مقولة تشابه النساء، ويرى فروقات كبيرة بينهن في الثقافة والوعي والتربية والسلوك ومعاملة الزوج، ويعزو هذا الاختلاف إلى البيئة والتربية ومدى تديُّن المرأة وإيمانها· وتؤيده زوجته أم غسان، فيما راح إليه مؤكدة أن النساء أنواع؛ فثمة امرأة مادية وطماعة وأخرى قنوعة وصابرة، وكذلك الحال مع الرجال، منهم العصبي والهادئ، ومنهم البخيل والكريم، الصادق والكذاب، وهكذا، وما ينطبق على رجل قد لا ينطبق على الآخر· ميسون نصار لا تجزم بأن كل النساء مثل بعضهن البعض، فقد يتشابهن في أشياء ويختلفن في أخرى، فهن يتشابهن في الغيرة، لكنهن يختلفن في أسلوب التعاطي معها، ويتشابهن في الميل إلى الثرثرة والنميمة لكنهن يختلفن أيضاً في هذا الطبع· تشابه واختلاف من جانبها تعتقد رولا رفاعي أن وجود صفات عامة مشتركة عند أفراد الجنس الواحد لا يعني تعميمها على الجميع· فالنساء يتشابهن في صفات كالاهتمام بالمظهر والغيرة لكن هناك الكثير من السيدات الواعيات والمثقفات اللواتي لا يلقين بالاً لهذا· وبالمقابل ليس كل الرجال واحد؛ فالغالبية تتصف بالأنانية وحب السيطرة والحصول على الحب والدلال والتهرب من المسؤولية، ومع هذا نجد رجالا لا تنطبق عليهم القاعدة فهم يتحملون المسؤولية ويؤثرون نساءهم وعائلاتهم على أنفسهم، ومن هنا نجد أن أفراد الجنس الواحد يتشابهون في الصفات العامة ويختلفون في التفاصيل والتصرفات· بين العام والخاص تقول لبنى أبو زيد، أخصائية تربوية: ''تشير الدراسات والبحوث إلى وجود شبه عام بين أفراد الجنس الواحد، سواء الرجال أو النساء، حيث يتشابهون في التركيب البنائي العام، فالنساء عموما يتشابهن في الميل للأمومة وحب الزينة على سبيل المثال، لكن كل واحدة منهن تتميز بخصوصية على مستوى الصفات· وربما يعود هذا في بعضه إلى الجينات الوراثية وبعضه الآخر إلى البيئة المحيطة· الأمر نفسه ينطبق على الرجال أيضاً حيث يميلون كلهم للتميز في الرجولة وفي الوظيفة والحاجة إلى الحب والدلال ويختلفون في الصفات· هذه هي القاعدة العامة لكل جنس وإذا وجدنا أحدا لا يتصف بهذه الصفات العامة فهو شاذ عن القاعدة· عوامل وأسباب وينفي اختصاصي الطب النفسي، أحمد عيد، أن يكون كل الرجال أو كل النساء متشابهين، نظراً لوجود الفروق الفردية التي تجعل كل إنسان يختلف عن الآخر، بل أن الإنسان يختلف عن نفسه أيضاً حسب الهوى والمزاج، فيختلف سلوكه في حالة الفرح عنه في حالة الحزن، وإذا كان على خلاف مع زوجته وشكا إلى صديقه منها، وتصادف أن الصديق (على خلاف) مع زوجته سيتفقان على أن (كل النساء مثل بعضهن)، بينما لو كان الصديق (متصالحاً) مع زوجته سيرد بأن (زوجته مختلفة)، وهكذا، تبدو الأمور مزاجية وغير موضوعية· والواقع، والحديث لعيد، أن العادات والتقاليد والوازع الديني والمستوى الثقافي والبيئة والتقليد والوراثة كلها عوامل تلعب دورا في تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكه، ورغم وجود تشابه بين أفراد الجنس الواحد في الخصائص البيولوجية والفسيولوجية والعضوية، إلا أن السلوك يختلف من شخص لآخر من ناحية التعبير عن الحب والمشاعر والأداء· صورة نمطية أما وجود بعض السمات المشتركة بين أفراد الجنس الواحد فيعود إلى الصورة النمطية التي رسمها ورسخها المجتمع لنموذج الرجل ونموذج المرأة، بحيث يوصف الرجل الذي لا يتصف بالغيرة والخشونة بـ ''ليس رجلاً''، والمرأة التي لا تتصف بالنعومة والأنوثة بـ ''مسترجلة''، هذه النمذجة هي التي خلقت التشابه بين أفراد الجنس الواحد· من جهة أخرى ساعدت الأمثال السائدة على ترسيخ التشابه والتقليد مثل: ''طب الجرة على فمها، تطلع البنت لأمها'' و''هذا الشبل من ذاك الأسد'' أو ''من شابه أباه فما ظلم''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©