الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطوير الذات

17 مارس 2016 00:55
تطوى الأيام والفطن هو من لا تتشابه أيامه وأسابيعه وأشهره وسنينه، لهذا يجب على الإنسان أن يعمل على خلق التغيير والتطوير والتحديث، وهذا لا يكون بالراحة والدعة والسكون وقبول الأمر الواقع، كما هو بلا أدنى محاولة لتغييره، بل بالعمل الجاد ووجود الإرادة الحقيقية لذلك، فالإنسان المتحجر لا محل له في هذه الدنيا، ولا يصيبه إلا الراحة منها، ولن يؤثر نهائياً ولن يضيف شيئاً. ويجدر التنبيه إلى نقطة أساسية، وهي أن التغيير وتطوير الذات لا يهدف إلى جمع المال، فأولئك الذين لا يعرفون إلا مبدأ جمع المال من هذه الدنيا هم أناس أعطوا الحياة معنى آخر غير الذي وجدت لأجله، فتطوير الذات يهدف إلى تنمية القدرات وتوسيع المدارك والمعارف من أجل الاستمتاع بهذه الحياة عن طريق معرفة خفاياها وأسرارها ومحاولة الوصول إلى الصفات المطلقة الإلهية، عن طريق التقرب إلى الله بالأخلاق والعبادة والسعي إلى الكمال. هناك طرق عدة لتطوير الذات ولكن الأهم هو معرفة الذات ومعرفة موقعها ابتداءً، حتى يستطيع الإنسان التعامل معها وتطويرها بالشكل المناسب والملائم، فإذا ظن الإنسان أن له ذاتاً عظيمة، ثبَّط ذلك من عزيمته لأنه ظن أنه بلغ الغاية القصوى، وأنه ملم بالعلوم والمعارف والثقافة، ولا ينقصه شيء، أما إذا تواضع واستخف بما يمتلكه من قدرات ومهارات أهَّله ذلك ليسعى للتطوير والتحسين، وبالتالي التميز والارتقاء. يكون التطوير أولاً بالقراءة، فالقراءة هي المفتاح الأول من مفاتيح التطوير، وحسبما يوصي به المختصون فإن الإنسان يلزمه قراءة كتابين شهرياً على الأقل لا تقل عدد صفحات كل كتاب عن 200 صفحة، أحدهما في التخصص والآخر في أي مجال آخر، وذلك حتى يتمكن من اكتساب الثقافة والتسلح بالعلم والمعرفة اللذين يؤهلانه ويساعدانه على مواجهة ما يعترضه من عوائق وصعوبات عبر مسيرة حياته. إضافة إلى ذلك يجب على الإنسان الاهتمام بتخصصه وتطوير نفسه فيه واكتساب الخبرات العملية المناسبة. أيضاً يجب على الأشخاص الذين يسعون لتطوير ذواتهم عدم الجمود والوقوف عند الأفكار الشائعة والتقليدية والمسلَّمات الموجودة في المجتمع، بل يجب أيضاً السعي إلى الانفتاح وقبول كل الآراء، ومحاولة تجريب الجديد، وعدم الاستخفاف بأي شيء، فالتجريب هو أساس الإبداع، والثقافة السائدة في المجتمع هي المقبرة التي تُدفن فيها ذواتنا وشخصياتنا، فالمجتمع بعمومه لا يسعى إلى التغيير، بل هو حامل لبعض الموروثات التي تتعدد مصادرها ولا يسعى إلى تغييرها. فرح محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©