مؤتمر «القيادة المتميزة» يستعرض أفضل الممارسات لإيجاد العناصر المبدعة

سعيد الصوافي (أبوظبي) ـ استعرض الخبراء المشاركون في اليوم الأول لمؤتمر القيادة المتميزة الذي انطلق صباح أمس في أبوظبي في دورته الرابعة أفضل الممارسات الدولية التي يمكن اتباعها لإيجاد العناصر المبدعة والمتميزة، واستكشاف الكوادر القيادية المتفوقة. وأكد اللواء الركن الدكتور عبيد الكتبي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي اهتمام ورعاية القيادة العليا بتعزيز التعاون البناء والارتقاء بمنظومة العمل التدريبي الأمني؛ لمواكبة المستجدات العلمية، وتعزيز العمل الشرطي وتزويده بالإمكانيات كافة للمحافظة على مظلة الأمن والاستقرار التي تنعم بها دولتنا. جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال المؤتمر الذي يقام برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تحت عنوان “القيادة المتميزة” وتنظمه إدارة التدريب بالإدارة العامة للموارد البشرية بشرطة أبوظبي. وقال في كلمته الافتتاحية التي رحب فيها بالقادة والضباط من القيادة العامة للشرطة بأبوظبي، والخبراء الدوليين المشاركين: إن المؤتمر يركز على بناء الفكر القيادي المبدع، وتأثيره على المؤسسة والمجتمع، لافتاً إلى أن الوزارة وضعت مبدأ الأمن والأمان ضمن استراتيجيتها، وجعلت تحقيقه هدفاً سامياً لتحقيق نمو ورفاهية المجتمع. كما نقل لهم تحيات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح. وأضاف: إن هذا المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات حول أفضل الممارسات الدولية التي يمكن اتباعها لإيجاد العناصر المبدعة والمتميزة، واستكشاف الكوادر القيادية المتفوقة وتهيئتهم للتفاعل بإيجابية مع بيئة عملهم؛ على نحو يمكّنهم من حمل الأمانة، وأن يصبحوا قادة مبدعين في المستقبل. وقال: “إننا ندرك أهمية القيادة المتميزة ودورها البارز في إعداد وتأهيل الجيل الثاني من القياديين، وتعزيز مفهوم القيادة ورفع مستواها، وترسيخ مفهوم الإبداع والابتكار والتميز”، مشيراً إلى أن القيادات الشرطية لعبت دوراً محورياً في إكساب قيادات الصف الثاني الخبرات والمهارات القيادية، وثمّن عالياً جهود المرأة الإماراتية في مسيرة النهضة والبناء التي تشهدها دولتنا، ودورها الشرطي لتعزيز جهود التطوير والإبداع والتميز. وأعرب عن أمله في أن يحقق هذا المؤتمر التطلعات التي نصبو إليها جميعاً وشكر القائمين على تنظيم هذا المؤتمر. محاضرات بعد ذلك بدأت أعمال المؤتمر، حيث قدم الخبير العالمي جون ماكسويل من الولايات المتحدة الأميركية محاضرة، تناول فيها موضوع القائد وخصائصه، والتحليل العلمي لشخصيته، وأساليب تطوير الاستعداد والمقدرة القيادية، وبناء الفكر القيادي المبدع، وألقى الضوء على المستويات الخمسة للقيادة المبدعة التي يجب على القائد اتباعها، ليكون مميزاً، منها التمتع بعلاقة جيدة مع القاعدة، وأن يلعب دوراً مهماً في حل المشكلات، وأن يتمتع بقدر عال من الحماس حتى يتأثروا به. وأشار إلى أن المستوى الثاني للقيادة يرتكز على الصلاحيات القيادية التي تدفع الآخرين لاتباعه، فيما يتوجب على القائد خلال المستوى الثالث، أن يكون فعالاً ومثالاً للآخرين، وأن تكون لديه نتائج وصفات تقود الأشخاص إلى التطوير وإعادة الإنتاج، أما المستوى الرابع للقيادة فيجب أن يطور القدرات الخاصة للأشخاص العاملين معه؛ إضافة إلى تنمية قدراته ومهاراته، وبالنسبة للمستوى الخامس فقد ركز على بناء الفكر القيادي المبدع. إدارة التغيير وألقى الخبير مارشال جولد سميت، من الولايات المتحدة الأميركية، محاضرة حول دور القائد في إدارة التغيير، وأسرار القيادة، وفن وممارسة التدريب على القيادة، وإعداد جيل واعد من القادة، وأكد خلالها أهمية منح الفرص للأشخاص لطرح أفكارهم ومقترحاتهم لتطوير العمل، لافتاً إلى أن هذه المقترحات والأفكار عندما تصدر من المديرين تتحول إلى أوامر يجب على الأشخاص تنفيذها، متطرقاً إلى كيفية ترشيد الميزانية المالية لإحداث تغيير كبير في سلوك الأشخاص. القيادة التنفيذية وتناول المحاضر بيل براتون من الولايات المتحدة الأمريكية موضوع القيادة التنفيذية، ونظرية القضاء على الجريمة قبل وقوعها، والوصول إلى أبعد مدى عبر الشبكات العالمية، والتحول والقيادة الإدارية، لافتاً إلى أن العمل الشرطي من منظور أميركي يعتبر عنصر الشرطة الخطوة الأولى في هذه المنظومة. وأكد أن الجريمة في أميركا انخفضت بنسبة 65% بفضل الممارسات التي تم تطبيقها للحد من الجريمة، مما يؤكد أن الشرطة كمؤسسة لا غنى عنها في الحد من الجريمة وتوفير الأمن والاستقرار للمجتمع، موضحاً أن الإمارات والولايات المتحدة الأميركية لديهما قناعة تامة بتطبيق هذه الممارسات، مما يجعلهم فخورين بكونهم رجال شرطة محترفين. الإبداع والابتكار واستعرض الخبير البريطاني شارلز ليديبتر موضوع الإبداع والابتكار وأساليبه الشاملة، وعناصر ومستويات الإبداع، وتأثيره في المجتمع، والابتكار الشامل، لافتا إلى أن الإبداع في مواجهة التحدي ليس في تقليل الخسائر، بل في منع وقوع الحادث، وبالاستجابة الشرطية الأفضل والأسرع في الاستجابة للأزمات. وذكر أن هناك نوعين من الإبداع، هما المستديم الذي يساعدك على الاستمرار، والإبداع المعيق الذي يواجه بعض التحديات، إضافة إلى أن هناك أيضاً إبداعاً داخل وخارج المؤسسة، ولكن لا تستطيع المؤسسة أن تحسن من أدائها من خلال الإبداع دون معرفة المحاور الأربعة للإبداع ودون دمج ومزج هذه المحاور مع الأشخاص. حضور الافتتاح حضر الافتتاح اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية المساعد للموارد والخدمات المساندة، واللواء محمد بن العُوضي المنهالي، مدير عام الموارد البشرية بشرطة أبوظبي، واللواء خليل داوود بدران، مدير عام المالية والخدمات، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، مدير عام العمليات المركزية، وناصر سالم البطاشي، الوزير المفوض بسفارة سلطنة عُمان الشقيقة، والمديرون العامون ومديرو الإدارات وعدد كبير من الضباط بوزارة الداخلية.