الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مزاينة بينونة» تظاهرة شعبية فريدة تنبض بالحياة وتعزز الأهداف التراثية والاجتماعية والاقتصادية

«مزاينة بينونة» تظاهرة شعبية فريدة تنبض بالحياة وتعزز الأهداف التراثية والاجتماعية والاقتصادية
18 نوفمبر 2013 08:57
تواصلت أمس فعاليات مزاينة بينونة للإبل التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسط مشاركات متميزة وإقبال جماهيري كبير من عشاق “مزايين الإبل” من الخليجيين والعرب والأجانب الذين حرصوا على متابعة المنافسات منذ انطلاق المسابقة، مما يعكس مدى نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه وتشجيع ملاك الإبل على المشاركة في المزاينة. وأشاد المشاركون في “مزاينة بينونة للإبل” بالمستوى المتميز الذي ظهرت به النسخة الأولى من المسابقة والتنظيم الجيد الذي حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على توفيره في المسابقة المحلية التي جذبت إليها الآلاف من عشاق “مزايين الإبل”. وقد حرصت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 21 نوفمبر الجاري على أرض مدينة زايد في المنطقة الغربية على تقديم كافة أنواع الدعم للمشاركين والزوار على حد سواء، حيث قامت بتوفير جميع المستلزمات الخدمية للمشاركين، وتقديم كل ما يلزم بغرض تحقيق فرص متساوية في الفوز للجميع، واختيار المحكمين من ذوي الخبرة والنزاهة المعروفين. وعندما تدخل مدينة زايد هذه الأيام، فهذا يعني أنك أمام لوحة تنبض بالحياة وتظاهرة تراثية تحظى باهتمام الإماراتيين عموما وأهالي المنطقة الغربية بشكل خاص، بما تمثله من تراث الآباء والأجداد وبشكل يتلاقى فيه الماضي بالحاضر. وفي قلب ميدان المنافسة يعبر الكثيرون في لقاءات صحفية عن اعتزازهم بهذا الحدث لما له من أهمية تراثية واجتماعية واقتصادية. موسم للتواصل الاجتماعي إلى الجانب التراثي والثقافي لمزاينات الإبل التي أصبحت الشغل الشاغل لفئة كبيرة من المواطنين، بما تسهم به في إحياء التراث وصونه والمحافظة عليه، فهناك جانب اقتصادي هام يركز عليه المشاركون والمتابعون من خلال عمليات البيع والشراء التي تصل في كثير من الأحيان إلى الملايين للناقة الواحدة، الأمر الذي ينعكس ماديا أيضا على المشاركين وكذلك هناك الجانب الاجتماعي حيث يعتبروه الكثيرون تجمعا موسميا يتم من خلاله التواصل بين المواطنين وتبادل العلاقات الاجتماعية. وتوجه صالح بن عيد المنهالي أحد المشاركين في المسابقة بالشكر إلى القيادة الرشيدة التي حرصت على دعم هذه التظاهرة التراثية التي استفاد منها جميع أبناء الشعب وليس المشاركين فقط سواء من خلال عرض الإبل وبيعها أوالمؤسسات والشركات العاملة في المهرجان، وكذلك كافة القطاعات الأخرى المرتبطة بالمهرجان. ويشير علي بن سويد العامري أحد المشاركين إلى أن مزاينة بينونة حققت انطلاقة كبيرة تعطي دافعا أكبر لمزيد من النجاح في السنوات القادمة مثلما حقق مهرجان الظفرة للإبل نجاحا فاق كل التوقعات، كما أنّ التنظيم الجيد للمسابقة يؤكد حرص اللجنة المنظمة على إنجاح المسابقة وتقديم أفضل الإمكانات للمتسابقين. ويؤكد راشد المنهالي أحد المشاركين أنه سعيد بالمشاركة في مسابقة بينونة التي جاءت انطلاقتها قوية ليتيقن الجميع أن المنافسة أيضا لن تكون أقل قوة من التنظيم. وتوجه كردوس العامري أحد المشاركين للقيادة الرشيدة التي حرصت على دعم كافة الفعاليات التراثية وتقديم كافة أنواع سبل راحة المواطن ورفاهيته، مؤكداً أن التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، والدعم اللامحدود الذي يوليه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية كان لها أكبر الأثر في إنجاح كافة الفعاليات التراثية التي تهتم بصون التراث والحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة لشعب الإمارات. دعم المواطنين للمزاينة يؤكد خالد بن طناف المنهالي “داعم” أن دعمه لمزاينات الإبل يأتي انطلاقا من محبته للتراث العريق، وأضاف: “أشارك بدعم المزاينات منذ سنوات عديدة داخل دولة الإمارات وفي دول مجلس التعاون الخليجي، وحصلت على المراكز الأولى من خلال مشاركاتي العديدة في مثل هذه المهرجانات، ثم فتحت المجال لغيري للمشاركة والحصول على المراكز الأولى، ونحن ورغم أن الدولة تدعم مثل هذه المهرجانات مشكورة إلا أنه نرى من واجبنا نحن أن نقوم أيضا بتقديم الدعم حسب استطاعتنا، حيث كان مهرجان بينونة يقام في السنوات السابقة بدعم من المواطنين والآن أصبح يقام تحت رعاية الدولة لكنه أيضا مفتوح للتبرع والدعم من قبل المواطنين. وأشار المنهالي إلى أن المشاركة بالمزاينات أصبح لها بعد اقتصادي بما تشكله من حركة اقتصادية وتجارة كبيرة من خلال عمليات البيع والشراء، مؤكدا أن هذا الجانب ينعكس بالفائدة على المواطنين، من خلال سوق ضخم ينتشر ضمن المزاينة. وأكد علي عبد الله مبارك المنصوري أن المهرجان يشكل تجمعاً شعبياً فريداً وموسماً يجتمع من خلاله المواطنون ويتبادلون العلاقات الاجتماعية فيما بينهم سواء في هذا المهرجان أوالمهرجانات الكبيرة مثل الظفرة، وكذلك تدعيم العلاقات أيضا مع إخوانهم المشاركين من دول مجلس التعاون. وقال مبارك حمود سالمين المنصوري “مشارك”: “نحن في دولة نحب الرقم واحد، وحكومتنا مشكورة وفرت لنا “المزاينات” و”المنصات” وجعلتنا نتنافس بقوة، حيث المنافسة في الأشواط على أشدها”. وبين مبارك المنصوري أنه يشارك في “المزاينات” منذ سنوات كثيرة ويحقق باستمرار المراكز الأولى، ويشتري المشاركون الإبل بملايين الدراهم للمشاركة في المنافسات، وهذا يحقق حركة اقتصادية نشطة تنعكس إيجابا على الواقع الاقتصادي في المنطقة. معايير فنية موثقة يؤكد سالم حمد العامري “أحد الحضور” أن حضوره لمتابعة فعاليات المهرجان يأتي انطلاقا من تمسكه بتراثه وحبه لهذا التراث العريق، وقال: “شيوخنا الكرام - جزاهم الله خيراً- يدعمون تراثنا دعماً غير محدود، والمزاينة غير أنها تعبر عن التمسك بالتراث والحفاظ عليه وصونه أصبحت “بزنس” لأن لكل فئة في المجتمع لها “البزنس” الخاص، فهذه المهرجانات أصبحت ذات بعد اقتصادي من خلال عمليات البيع والشراء التي تسبق إقامة المهرجان، وهناك طريقتان للشراء الأولى طريقة البيع والشراء العادية لجميع الأصناف والثانية طريقة “التلاد” أي شراء الفحل فقط”. وأكد أن عملية الشراء والبيع تتم بمبالغ كبيرة جدا، ويتم دفع هذه المبالغ للإبل التي تمتلك مواصفات ومعايير فنية موثقة من قبل الجهات الرسمية، حيث كانت المعايير في السابق توضع حسب الخبرة”. ويشير زايد محمد قران المنصور “مشارك” إلى أنه يملك نوعاً من الإبل يؤهله للمشاركة بهذا المهرجان فضلا عن مشاركته النابعة من حبه وشغفه بتراث الآباء والأجداد. ووصف إدارة وتنظيم “مزاينة بينونة” بالممتازة وأشاد بالدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لمثل هذه المهرجانات التي تعنى بإحياء التراث وإعطاء الصورة المثلى للعادات والتقاليد التي تتميز بها المنطقة والإمارات بشكل عام . وتحدث عبيد شعفان العامري مباشرة عن التنظيم والإدارة الجيدين للمهرجان وعن الحضور الكبير وغير المتوقع من قبل المواطنين والذي يؤكد المكانة الجيدة للمهرجان الذي يقام لأول مرة بدعم ورعاية الدولة، بعد أن كان يقام من خلال تبرع المواطنين. فعاليات المهرجان تستقطب أفواج السياح الأجانب  المنطقة الغربية (الاتحاد) - شهدت “مزاينة بينونة” إقبالا كبيرا من السائحين والأجانب للاستمتاع بالمسابقة المتميزة لـ “مزايين الإبل”، والتي يشارك فيها نخبة من ملاك الإبل الإماراتية بفئتيها الأصايل والمجاهيم والتي حققت نجاحا كبيرا خلال انطلاقتها الأولى. وتؤكد يوكو ايزمكاومن اليابان أنها انتهزت فرصة وجودها داخل الدولة ضمن فوج سياحي، وقررت أن تشاهد مزاينة بينونة للإبل، خاصة أنها سمعت كثيرا عن مهرجان “مزاينة الإبل” من الصحف ووسائل الإعلام اليابانية عندما كانت في بلادها العام الماضي، وتتمنى أن تتابع المهرجان حيث حرصت على متابعة فعاليات” مزاينة بينونة للإبل “ منذ اليوم الأول واستمتعت كثيرا بالإبل المشاركة خاصة وأنها تعشق الإبل. وترى ميري ساندوفان من استراليا أنها سعيدة بهذه المنافسات للإبل وهذه الأعداد الغفيرة من الأهالي التي تعشق هذه الإبل وتتواصل معها بشكل كبير، وهوما ينم عن حب كبير لها، وتؤكد ميري أنها لم تكن تتوقع هذه الأعداد الكبيرة من الأهالي التي تتجمع أمام منصة تشارك فيها الإبل بعرض جيد لاستعراض جمالها ومحاسنها. وتعتبر ماري كوتومن اليابان أن هذه “المزاينة” تستحق أن يشاهدها الجميع كونها تجمع الإبل والإنسان في أجواء تعكس ترابطاً بينهم قلما تجده في فعاليات أخرى . ويشير كوردان فليب من الأرجنتين إلى أنه سمع كثيرا عن جهود الإمارات للحفاظ على التراث،ولكنه  لم يتوقع هذا الاهتمام أيضا من الأهالي، خاصة أنه توقع أن يرى أعداداً بسيطة من ملاك الإبل لا يتعدى عددهم ما بين 10 إلى 15 شخصاً، ولكنه فوجئ بأعداد كبيرة تفوق الوصف، وأكد سعادته بحضوره هذه المسابقة الجديدة عليه والتي لم يشاهدها من قبل. من جانبها تحرص اللجنة العليا للمهرجان على وضع كافة التسهيلات لزوار المهرجان من خلال تقديم النصائح والمعلومات التي يحتاج إليها الزوار من مختلف دول العالم للاستمتاع بالمهرجان.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©