الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

270 مرضاً وراثياً في الإمارات 70 منها اكتشفت في الـ 3 سنوات الأخيرة

270 مرضاً وراثياً في الإمارات 70 منها اكتشفت في الـ 3 سنوات الأخيرة
18 نوفمبر 2013 10:28
كشف المركز العربي للدراسات الجينية التابع لجائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية، عن أن عدد الأمراض الوراثية المكتشفة في دولة الإمارات بلغ 270 مرضا، 70 منها اكتشفت خلال آخر 3 سنوات بما فيها العام الجاري. وقال الدكتور محمود طالب آل علي، مدير المركز العربي للدراسات الجينية، “من أهم الأمراض الوراثية في دولة الإمارات، السكري والثلاسيميا وارتفاع ضغط الدم، السرطان بأنواعه، حيث ثبت علميا أن كل الأمراض العضوية، خاصة الأمراض المزمنة، على أسباب وراثية”. وكشف آل علي، في تصريحات صحفية على هامش افتتاح فعاليات المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية، أن الشهر الجاري سيشهد إطلاق بنك الجينوم البشري العربي المرتبط مع مؤسسات دولية مختصة وحكومات في دول أوروبية، منوها إلى انه تم الانتهاء من ما يتراوح بين 30 و40 % من إجراءات خريطة الجينوم البشري في الدول الخمسة المذكورة. وقال آل علي، “هذا الربط الالكتروني بين الجانبين العربي والأوروبي، سيتم من خلال ربط قاعدة بيانات عالمية تختص بالأمراض الوراثية مع قاعدة البيانات العربية التي بدأت تتشكل”. وأكد أهمية ذلك الربط الالكتروني في تبادل المعارف الطبية والاستفادة من الخبرات العالمية في رصد الأمراض الوراثية العربية، ولفت إلى أنه تم الانتهاء من الإجراءات اللازمة لرسم خريطة وراثية مرجعية للأمراض الوراثية في 5 دول عربية هي الإمارات قطر البحرين وعمان والكويت ويتم حاليا دراسة الخريطة الجينية للمملكة العربية السعودية. وأشار إلى المركز سيركز جهوده خلال الفترة القادمة على ترجمة البحث العلمي لتطبيقات عملية ملموسة تسهم في دعم النظم التشخيصية والوقائية والعلاجية للأمراض الجينية وبخاصة الوراثية بالمنطقة العربية. افتتاح المؤتمر وكان افتتح الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام للجائزة رئيس المركز العربي للدراسات الجينية، فعاليات المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية ومؤتمر جولدن هيلكس 2013 واللذين ينظمهما المركز بالتعاون مع مؤسسة جولدن هيلكس على مدار ثلاثة أيام متتالية بفندق البستان روتانا بدبي. كما افتتح الخاجة، المعرض المصاحب للمؤتمر بمشاركة 8 شركات متخصصة في النظم التكنولوجية الحديثة في مجال علوم الوراثة البشرية والتي تعرض أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في هذا المجال. ويشارك في المؤتمر، 600 طبيب وعالم وراثة من أكثر من 15 دولة، تحت شعار “من علم الجينومات إلى الرعاية الطبية”. حضر حفل الافتتاح الدكتور أحمد الهاشمي عضو مجلس أمناء جائزة حمدان الطبية والدكتور سهام الدين كلداري رئيس لجنة دعم البحوث العلمية التابعة للجائزة والسيد عبد الله بن سوقات المدير التنفيذي. المركز العربي أشار الخاجة، إلى أن المركز العربي للدراسات الجينية هو أحد أهم مراكز جائزة حمدان الطبية التي انطلقت نحو العالمية وبقوة خلال فترة وجيزة نسبيًا لا تتجاوز عشر سنوات، استطاع خلالها المركز أن يشكل علامة فارقة في مسيرة علوم الوراثة البشرية على مستوى العالم العربي. وقال خلال تلك السنوات استطاع المركز أن يقدم لنا نموذجًا عالميًا فريدًا من نوعه بإطلاقه لقاعدة بيانات الاضطرابات الوراثية لدى العرب والتي تغطي آخر المستجدات على صعيدِ أبحاثِ الوراثةِ لدى الشعوبِ العربيةِ، كما يجرى حاليًا العمل على ربطها بعدد من قواعدِ البيانات الهامة على مستوى العالم”. وأكد أن دولة الإمارات حرصت على كل ما من شأنه العمل على الارتقاء بمجتمعاتنا في كافة المجالات والمساهمة الفاعلة في التنمية والتطوير. ونوه إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يجسد أهمية التعاون مع كبرى المؤسسات العلمية العالمية رفيعِة المستوى ولثقافةِ العملِ المشتركِ ما بين علماء الوراثة العرب. تحديات الجينوم من جهته، أشار الدكتور جورج باترينوس المدير العلمي لمؤسسة جولدن هيلكس، في كلمته، إلى أن مؤسسة غولدن هيلكس هي منظمة بحثية عالمية وغير ربحية، مسجلة كمؤسسة خيرية في المملكة المتحدة، تهدف إلى إحراز تقدم في مجال الأبحاث متعددة الاختصاصات وفي العملية التعليمية في حقل الطب الجينومي. وتوقع، أن يلعب الطب الجينومي دورًا رئيسيًا في مستقبل الممارسة الطبية في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن مؤسسة غولدن هيلكس تدرك التحديات التي برزت مؤخرًا مع التقدم الكبير في علم الجينوميات وآثار ذلك على الرعاية الصحية مما دفع المؤسسة إلى تنظيم سلسلة مؤتمرات غولدن هيلكس منذ العام 2008, وهي مؤتمرات عالمية عالية المستوى تتناول موضوع الطب الجينومي. واستعرض الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية، إنجازات المركز خلال عشر سنوات وذلك منذ تأسيسه على يد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي في عام 2003 وحتى الآن. ويهدف المركز إلى دراسة انتشار الأمراض الوراثية في العالم العربي مقارنة بنظرائها في الدول الغربية والعمل على إيجاد الحلول الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة. نتائج بحثية بدأت فعاليات يومه الأول بالجلسة الافتتاحية والتي تضمنت محاضرة للبروفيسور ديفيد كوبر، الأستاذ في علم الوراثة البشرية الجزيئية في جامعة كارديف، المملكة المتحدة، والتي تحدث خلالها عن ظاهرة ظهور المرض الوراثي (الانتفاذ المظهري) التي تؤثر بشكل رئيسي على الأنماط الظاهرية للاضطرابات الوراثية، مشيرًا إلى أن عدم ظهور المرض الوراثي هو ظاهرة واسعة الانتشار كما كشف عن بعض الآليات الجزيئية التي تساعد على تفسير ذلك. وعقب ذلك بدأت فعاليات الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان “علم وراثيات وما فوق وراثيات مرض السرطان”، وركزت الجلسة على العوامل الوراثية (داخل وخارج الجينوم) التي تؤثر على السرطان. فخصائص سرطان الثدي عند النساء العربيات مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في العالم الغربي، مرجحة أن جزءا من هذا الاختلاف يعود إلى عوامل وراثية. وتحدث البروفيسور لطفي شوشان عن نتائج بحوثه على جينات سرطان الثدي في الشعوب العربية، كما تحدث عن السيمافورينات وهي مجموعة من جزيئات الإفرازية التي ثبتت مؤخرا أنها تلعب دورا في تطور الأورام الصلبة. كما تحدث الدكتور محمد مالك عن واحدة من هذه السيمافورينات؛ sema3C، وعن النتائج المشجعة لعمله في استهداف هذا الجزيء لوقف تطور سرطان الثدي، مشيرا إلى انه أحيانا قد ترث الجينات طابعا تعبيريا معينا، وهي ظاهرة طبيعية يتم فيها التعبير عن الجين من أحد الأبوين فقط، في حين يتم إخماد التعبير الجيني للنسخة الأخرى. وعرض الدكتور اسماعيل الهويج نتائج دراسته على تحديد هوية الجينات التي ورثت طابعا تعبيريا معينا والتي تؤدي الى الإصابة بسرطان البلعوم. أما عن فعاليات الجلسة الثانية “الدراسات الجينية وما فوق الجينية” فقد تضمنت محاضرة للأستاذ الدكتور أحمد المرزوقي من جامعة الإمارات العربية المتحدة (العين) تحدث فيها عن فهم آلية تنظيم التعبير الجيني من قبل بروتينات معينة عن طريق تعديل الكروماتين. وتكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة حيث إن البروتينات المعدلة للكروماتين تتسبب في الإصابة بأمراض لدى البشر. كما تناولت المحاضرة ثلاثة معدلات جديدة للكروماتين التي تم تحديد هويتها من قبل فريقه العلمي وهي؛ Fun30، Irc5، وIrc20. وتناولت الجلسة محاضرة حول متلازمة بروجادا والتي تعتبر اضطرابا وراثيا متعدد الأسباب يزيد احتمال خطر موت القلب المفاجئ. وقد استخدم البروفيسور ماوريتسيو فيراري تقنيات تسلسل الحمض النووي المستقبلية لدراسة جينات جديدة تؤدي للإصابة بهذا المرض، وركز على تحديد المتغيرات التي يمكن أن تكون هامة في تطوير تقييم المخاطر وادارتها سريريا عند المرضى ممن لا تظهر عليهم أعراض المرض. تشخيص اضطرابات الدم الوراثية قبل الولادة أصبح متاحاً في الإمارات خصصت الجلسة الثالثة لليوم الأول للمؤتمر، لموضوع جينوميات أمراض الدم والأمراض الاستقلابية، وتناولت محاضرات حول علم الوراثة في أمراض الدم والأمراض الاستقلالية. وأكدت الجلسة، أن تشخيص اضطرابات الدم الوراثية قبل الولادة أصبح متاحاً في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسلط الدكتور ايرول بايسل من هيئة الصحة بدبي، الضوء على الدور الإيجابي لعملية أخذ عينات من المشيمة واستخدام أحدث الوسائل التشخيصية للحمض النووي وان الكشف الدقيق والمشورة الصحيحة للأزواج المعرضين للخطر يساعد في الحد من وفيات وأمراض بيتا-ثلاسيميا. واستعرض الدكتور وليد الدريدي، تقنيات تحديد تسلسل الحمض النووي المستقبلية التي استخدمها وفريقه البحثي لدراسة أربعة أجيال من عائلة سعودية كبيرة مصابة باضطراب وراثي نزفي يدعى نقص الصفائح الدموية. وقد حددت هذه الدراسة طفرات غير مكتشفة في جين ANKRD26 في الأفراد المصابين بهذه العائلة. وتناول البروفيسور كارستن سلسلة من الجينات التي تتأثر بالعمليات الأيضية، والتي تتأثر بقوة بالعلاقة بين الوراثة والبيئة. فكما هو معروف يتم التحكم في التعبير الجيني من خلال سلسلة من العوامل، بما في ذلك البرمجة النسخية والجينية. كما تحدث البروفيسور هيغز عن تسلسل الأحداث في تغير تركيب ووظيفة الكروماتين والتي تؤدي الى التعبير الجيني لمجموعه الفا-جلوبين الجينية. واختتم البرنامج العلمي لليوم الأول للمؤتمر بورشة عمل حول المشروع العالمي الطموح (RD-Connect، والذي يمثل مبادرة عالمية هامة للربط ما بين قواعد البيانات والسجلات والبنوك الحيوية ذات الصلة بالأمراض الوراثية النادرة حول العالم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©