الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخروج من الأزمة

الخروج من الأزمة
1 ديسمبر 2014 00:05
تناولت الأزمات السياسية المعقدة والمتشابكة التي يعيشها السودان منذ عقود خلت، التي أحالت حياة المواطن العادي إلى معاناة يومية يعيشها ليل نهار، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية والضائقة المعيشية، ومن البدهي أن يكتوي المواطن البسيط بنيران الغلاء؛ لأن بناء اقتصاد وطني متماسك يقود إلى التنمية والرخاء وتوفير الخدمات الضرورية من صحة وتعليم وخدمات، يتطلب توافقاً سياسياً لتبنى دولة المواطنة التي تحكمها المؤسسات والأطر والقوانين، دولة يتوافق جميع أهلها على حاكمية الشعب والقانون، دولة تستند إلى أسس قومية بعيداً عن المصلحة الحزبية الضيقة، فالدول المتقدمة تقوم على قومية المؤسسات لا على مؤسسات الأحزاب. وللخروج من هذا النفق المظلم والدخول في حوار جاد يخرج الوطن من أزماته المتلاحقة، لا بد من الاتفاق على جملة من الشروط الموضوعية لانتشال البلاد من وهدتها، في مقدمة هذه الشروط الموضوعية التخلي عن سياسة الحلول الجزئية والثنائية التي ظل يتبعها النظام الحاكم منذ مجيئه إلى السلطة، فقد وقعت الحكومة وعلى مدى السنوات الفائتة العديد من الاتفاقيات مع الأحزاب والحركات المسلحة التي لم تثمر شيئاً بسبب أنها اتفاقيات ثنائية لم تعالج أسس الأزمات ولم تبحث في جذور المشكل الحقيقي، السودان يحتاج إلى حوار وطني جامع، لا يقصي أو يستثني أحداً، تشارك فيه كل الأحزاب والمنظمات المدنية والجماعات والحركات المسلحة، تناقش فيه كل القضايا التي أسست لهذا الوضع المأزوم، ويتحمل النظام الحاكم المسؤولية الوطنية في إنجاح هكذا حوار، بصفته يملك زمام الأمور، فعليه أن يقدم تنازلات كبيرة وحقيقية تضمن مشاركة الجميع. ولإنجاح أي حوار لا بد كذلك من الاتفاق على شخصيات وطنية وقومية وحيادية، تكون مقبولة من جميع الاتجاهات والفعاليات السياسية لقيادة هذا الحوار، إذ لا يعقل أن يقود دفة هذا الحوار الحزب الحاكم، باعتباره شريكاً أصيلاً في هذه الأزمات. تهيئة المناخ السياسي في طول البلاد وعرضها، بإتاحة الحريات العامة، وعدم تكبيل الصحافة ليشارك كل السودانيين في بناء وطنهم. تأجيل الانتخابات المعلن إجراؤها في أبريل المقبل لإتاحة الفرصة لقيام ونجاح الحوار الوطني، إذ لا يعقل الدخول في عملية انتخابية قبل الاتفاق على قضايا أساسية من بينها الدستور وقومية المؤسسات التي تدير العملية الانتخابية. إذن كما أسلفت، فإن مسؤولية جسيمة تقع على النظام الحاكم من أجل سودان قومي يسع جميع أبنائه، وللحديث بقية. الجيلي التجاني - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©