محمد حامد (دبي) - يتواصل الشغف العالمي غير المسبوق بالحصول على تذكرة “للتاريخ” لحضور مباريات مونديال البرازيل 2014، حيث تشير التوقعات إلى أن بطولة كأس العالم القادمة سوف تكون الأكثر متعة وإثارة في التاريخ، في إشارة إلى أن النسخة المقبلة سوف يتوفر لها السحر الكروي والتنظيمي في بلد واحد وهو البرازيل، وبلغ الشغف قمته مع التهافت الجماهيري للحصول على تذكرة مونديالية، من بين 3.3 مليون تذكرة قرر “الفيفا” بيع غالبيتها عبر موقعه الإلكتروني.
بدورها اهتمت صحيفة “الميرور” البريطانية برصد التطورات في مبيعات تذاكر المونديال، مشيرة إلى أن الشغف الجماهيري الإنجليزي لا مثيل له، يأتي ذلك على الرغم من أجواء عدم الثقة في قدرة “الأسود الثلاثة” على تقديم الكثير في المونديال البرازيلي، وقد أثبتت مباراة تشيلي الودية الدولية، التي تلقى خلالها رفاق وين روني هزيمة مذلة بثنائية دون مقابل في ويمبلي، أن “الأسود الثلاثة” خارج دائرة المنافسة على كأس العالم، وربما لن يتمكنوا من الذهاب بعيداً في المونديال، ولكن الأمر يتوقف على تحضيراتهم حتى موعد انطلاق المونديال في 12 يونيو المقبل، وطبيعة المجموعة التي سيكون الإنجليز طرفاً فيها.
الجمهور الإنجليزي تمكن من الحصول على 30 ألف تذكرة في المرحلة الماضية لتوزيع التذاكر، والتي شملت طرح 220 منها على المستوى العالمي، ولكنها نفدت بالكامل في غضون 7 ساعات لا أكثر، ويبدو أن الإنجليز لا يتنازلون مع كل مونديال أو بطولة أمم أوروبية في التعبير عن شغفهم الكبير بكرة القدم، حيث تبلغ كلفة السفر إلى البرازيل لحضور مباريات المونديال 7 آلاف جنيه إسترليني، ولكن على الرغم من ذلك هناك تهافت على السفر من أجل الوقوف خلف الأسود الثلاثة.
وتؤكد التقارير التي ترصد حركة بيع تذاكر المونديال أن هناك 4 دول لديها اهتمام لا مثيل له بالحصول على نصيبها من هذه التذاكر، وهذه الدول هي: البرازيل صاحبة الضيافة، والتي تملك جمهوراً يصل شغفه بالساحرة إلى حد الجنون، فقد حصل البرازيليون حتى الآن على 625 ألف تذكرة، ومن المتوقع أن يحصلوا على 70? من إجمالي التذاكر التي يتم طرحها حتى ما قبل بداية المونديال، والبالغ عددها 3.3 مليون تذكرة، وحرص الفيفا واللجنة المنظمة للمونديال على تخفيض أسعار نسبة معينة من التذاكر لمصلحة الطلبة وكبار السن في بلاد السامبا والسحر الكروي.
أما الجمهور الذي يحتل المركز الثاني في إقباله على شراء التذاكر فهو الأميركي، والذي نجح في الحصول على 67 ألف تذكرة حتى الآن، وعلى الرغم من تأهل المنتخب الأميركي للمونديال البرازيلي، وحرص قطاعات جماهيرية أميركية على مساندته، إلا أن ما يقال عن تدني شعبية كرة القدم في الولايات المتحدة مقارنة مع بعض الألعاب الأخرى، تسبب في طرح علامات الاستفهام حول الإقبال الجماهيري الأميركي على مونديال البرازيل 2014، ويبدو أن تفسيرات الصحف البريطانية لهذه الظاهرة هي الأقرب للصواب، حيث أكدت أن المشجع الأميركي قرر الذهاب إلى البرازيل من أجل السياحة والمونديال معاً، على العكس من نظيره الإنجليزي الذي لا يحاصره الهاجس الكروي ولا شيء سواه.
وكانت المفاجأة في سباق أكثر الجماهير حرصاً على شراء تذاكر المونديال، أن تشيلي تحتل المرتبة الثالثة، وهو ما يؤكد ارتفاع سقف طموحات أنصار المنتخب اللاتيني في تحقيق مفاجأة كبيرة في البرازيل، فقد أعلن أليكسيس سانشيز نجم البارسا، وصاحب ثنائية الفوز على الإنجليز، أن منتخب بلاده ذاهب إلى البرازيل للمنافسة على اللقب، ويأتي الأرجنتين وإنجلترا في المرتبة الرابعة من حيث التهافت على شراء تذاكر المونديال البرازيلي، وفقاً للإحصائيات التي كشفت عنها الصحف البريطانية.
وسوف يتم طرح المزيد من تذاكر المونديال في ديسمبر المقبل، وحينها تكون الصورة قد اتضحت في ظل إجراء القرعة بين 32 منتخباً متأهلاً للنهائيات المرتقبة، يتم تقسيمها على 8 مجموعات تضم كل منها 4 منتخبات، وكانت المرحلة الأولى لطرح التذاكر قد بدأت في أغسطس الماضي، ووصلت طلبات الحصول عليها إلى 6 ملايين طلب قادمة من 200 دولة حول العالم، وكانت البرازيل مصدراً لـ 70% من الطلبات، ويبلغ متوسط سعر التذكرة 90 دولاراً لمباراة الدور الأول، ويصل إلى 990 دولاراً للمباراة النهائية، وسط توقعات بانتعاش السوق السوداء، حيث يحصل عليها البعض بالسعر الرسمي، ثم يقرر بيعها فيما بعد مستفيداً من فارق كبير في السعر.
عدد اليوم
