الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العسم والسببب يوقعان ديوانيهما في ثقافية الشارقة

العسم والسببب يوقعان ديوانيهما في ثقافية الشارقة
22 مارس 2009 03:19
ضمن حفلات توقيع الكتب التي تقام في معرض أبوظبي للكتاب، أقيم في جناح دائرة الثقافة توقيع مشترك لكتابي الشاعرين أحمد العسم وعبد الله السبب الصادرين عن الدائرة· جاء التوقيع في جو حميم من حضور لحشد من الشعراء والأصدقاء، فقد أصرا على توقيع كتابيهما من منصة واحدة مشتركة، تعبيرا عن عمق العلاقة التي تجمع الشاعرين كما قال الشاعر عبد الله السبب قبل بدء حفل التوقيع· وقع عبد الله السبب كتابه ''المرايا تحدث أخبارها''، فيما وقع العسم ديوانه ''الفائض عن الرف''، وفي حديث مع عبد الله السبب عن عدد النسخ التي وقعها، قال إن دائرة الثقافة لم تمنحني سوى عشرين نسخة من ديواني، ونفدت النسخ العشرون فاضطر السبب إلى السطو على خمس أخرى من المعروض في الجناح ونفدت بدورها· وهو يشعر أن الموقف كان حميما فعلا من حيث التفاف كوكبة من الشعراء والكتاب حوله وحول العسم، ويضيف أن حفل التوقيع كان فرصة للقائه بجمهور جديد لم يكن يعرفه من قبل· ويعتقد أن المشاعر نفسها كانت تنتاب صديقه في هذه التجربة المشتركة· في مناسبة هذا الحفل نحاول أن نطل على ملامح من تجربة الشاعرين اللذين يمثلان جزءا من المشهد الشعري الإماراتي في الثمانينات والتسعينات، وهما يمثلان أيضا اثنين من أبرز من أنجبت رأس الخيمة من شعراء· يقول الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم عن عالم العسم الشعري إنه ''ذلك العالم المريح والموجع في آن واحد، إنه عالم التفاصيل الصغيرة الذي نودع فيه جل حياتنا وننساها''، ويرى إبراهيم كيف أن العسم قد ''جعل من نفسه الشاعرة تصرخ في وجه الإسمنت والإسفلت وقضبان الحديد والبلدوزرات والكسارات·· ألا كفى، فاستصرخ القلاع والحصون والمنازل القديمة·· وكأنه بذلك يجسد ثورة المعنى التي تتصدى لثورة المال وغابات الإسمنت''· ومن أشد ما يعبر عن هذه العوالم علاقة الشاعر بالبلدوزر، فهو من ناحية الهم الشخصي يمنع عنه النوم، ولكنه من ناحية أبعد وأعمق يلغي ذاكرته: كان البلدوزر يجز آخر رائحة لحارتنا القديمة فيما أصبح الشاطئ بلا حذا والبحر بلا زرقة· قصائد العسم في هذه المجموعة تحكي عن المعاناة في المستشفى، ومشارط الأطباء، والحوارات الإنسانية مع المرضى، حين كان الشاعر يزور أصدقاءه المرضى، ويستمع إليهم، ويلقي على مسامعهم بعض النصوص الشعرية التي كانت تخفف من عذاباتهم وآلامهم، يقول: ما بيننا يا ورد يشبه نعاس الوردة وهي ذاهبة إلى الوداعات الأخيرة ما بيننا جراح ومشرط وغرفة للعناية المركزة· عبد الله السبب صوت آخر مختلف عن العسم في جوانب، لكنه يتفق معه في عوالم عدة، اتفاق في بعض العوالم، واختلاف في بعض المفردات· وفي ديوانه هذا الذي بلغت صفحاته 164 صفحة، عدد كبير من القصائد القصيرة جدا التي تنطوي في إطار عناوين عريضة: البحر، الجبل، مدينة العشق والمسك والمياه، صحراء العدم، ولعل أبرز ما يعبر عالمه الموحش قصيدته التي يهديها إلى نفسه ويرى فيها أنه: فيما الإسمنت مفخخ بالوقود القابل للافتعال النقود معطلة أمام إشارة ضوئية عيونها أحمر شفاه وتدخن دار حول همسه صمت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©