الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فكر - كُل - اقتصد»

17 نوفمبر 2013 21:03
عندما تم إطلاق شعار «فكر وكُل واقتصد»، من أجل تقليص أثر بصمتك الغذائية، تم التحدث عنه من خلال الفعاليات لمدة قصيرة ثم عدنا لسالف عهدنا وهو ربط القضية بموسم أو احتفال عالمي، ثم نعود كما لم يحدث شيء وكأن القضية، التي طرحت قد انتهت بانتهاء الاحتفالات، وكأنه علينا الاحتفال بالقضايا والمحن في مناسبات نتشاركها مع العالم، وهو أمر لا يتعلق بالغذاء فقط، وفي الحقيقة نحن في حاجة إلى برنامج دائم يختص بالتوعية والتثقيف، موجه إلى فئات المجتمع بشكل يومي، مع مراعاة عشرات الجنسيات من لا يقرأ العربية ولا الإنجليزية وفي الغالب يؤثر في قضايانا البيئية بشكل أو آخر. مسؤولو الجهات المعنية التي شاركت في يوم الغذاء العالمي، تعرفوا على معاناة العالم من جوع، وبالتالي نحن لسنا على كوكب آخر كي نقول إننا لن نصل لما وصلت إليه بعض الدول، خاصة إن تلك الدول كانت ولا تزال غنية بمصادرها، ولكن الشعوب جائعة هناك. وجاء تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة - الفاو، أن إهدار الغذاء يضر بالمناخ وموارد الأراضي والمياه والتنوع الحيوي، فكم عدد البيوت أو الأسر التي وصلت لها هذه المعلومة؟ لأننا معنيون مع بقية الدول ولسنا مختلفين عنهم وبحاجة لتأمين الغذاء ولممارسات مستدامة لا تؤثر على المناخ ولا الأمن الغذائي. إن إهدار كميات مذهلة من الغذاء مقدارها 1.3 مليار طن سنوياً ليس سبباً فحسب لخسائر اقتصادية هائلة، بل يلحق أيضاً ضرراً جسيماً بالموارد الطبيعية، التي تعتمد البشرية عليها لسد احتياجاتها الغذائية وهذا ما جاء ضمن التقرير ذاته، وبجانب ذلك أحصت المنظمة بالتعاون مع الأمم المتحدة، التكاليف الاقتصادية المباشرة للفاقد الغذائي، والتي تبلغ 750 مليار دولار سنوياً، ومن خلال تعاون المنظمتين، تم التوضيح لدول العالم أن تلك المؤشرات تستدعي التحول إلى اقتصاد أخضر، والفعل المتميز المطلوب هو أن تثقيف الأسرة والباعة والمطاعم، وكذلك المدارس وأصحاب الأعمال التجارية، بأن ممارساتهم لن تؤثر فقط بشكل إيجابي على ممارساتهم في الدولة التي يعملون فيها وإنما حتى في دولهم التي جاؤوا منها. نحن اليوم نريد النتيجة صفر جوعاً التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، كي يحث جميع دول العالم في أن تسارع وتبقى نفسها بعيداً عما حدث لدول كثيرة تعاني اليوم الجوع ومن أزمات اقتصادية خطيرة، خاصة أنه وعلى صعيد البلدان النامية تقع خسائر كبرى في مرحلة ما بعد حصاد، وتجد الفاو في دراستها المختصة أن جملة من العوامل المرتبطة بسلوكيات المستهلكين وعدم كفاية التوعية، وضعف التواصل يكمن وراء المستويات العليا من الفاقد الغذائي لدى مجتمعات الرفاه، ولذلك تظهر الحاجة إلى تبني أساليب خضراء وألا تنتهي أو تتوقف برامج التوعية لأننا جزء من العالم نؤثر ونتأثر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©