الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستقرار «الحذر» يعود إلى أسواق الأسهم الصينية بعد انهيار الخميس

الاستقرار «الحذر» يعود إلى أسواق الأسهم الصينية بعد انهيار الخميس
8 يناير 2016 20:46
هونج كونج (أ ف ب) سجلت الأسهم الصينية تحسنا أمس، في ثاني يوم من الاضطرابات التي عمت أسواق آسيا، نتيجة حالة الفزع بين المستثمرين من جهود بكين لإعادة الاستقرار إلى أسواقها المضطربة ووسط تزايد المخاوف من تعثر الاقتصاد العالمي. وأنهت الصين في وقت متأخر الخميس العمل بآلية «التقييد المؤقت لعمليات بيع الأسهم»، التي اتهمت بالتسبب في عمليات بيع كبيرة هزت الأسواق الصينية مرتين خلال فترة أربعة أيام، ما أدى إلى خسائر في الأسواق المالية في آسيا وأوروبا والأميركيتين. وبموجب هذه الآلية، كان «المساهمون الكبار» أي الذين يملكون أكثر من خمسة بالمئة في أي شركة مدرجة في البورصة، ممنوعين من بيع أسهم. كما رفعت السلطات السعر المركزي لعملة اليوان مقابل الدولار، منهية ثمانية أيام من الانخفاض. وكان قرار تحديد سعر اليوان عند أدنى مستوى له خلال خمس سنوات من أسباب عمليات البيع الواسعة التي شهدها العالم الخميس. وكان رد الفعل الأولي أمس إيجابيا، إذ ذكرت تقارير أن سوق شنغهاي حصلت على دعم نقدي من الدولة لاستخدامه في دعم الشركات الكبيرة. وتذكر هذه الاضطرابات الكبيرة في أسواق آسيا بالاضطرابات التي عمت الأسواق خلال الصيف، بسبب المخاوف من عدم قدرة بكين على ضبط تباطؤ اقتصادها الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال ماثيو شيروود، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة «بيربيتشوال» لإدارة الأصول في سيدني «لا يوجد استقرار كبير في إدارة السياسات في الصين». وأشار إلى أن الصينيين «يضعون السياسات بحسب الحاجة، وهذا ما يتسبب في اضطرابات كبيرة في السوق، لأن الأسواق لا تحب حالة عدم اليقين». وسجل سوق شنغهاي ارتفاعا بأكثر من 2% عند الافتتاح، إلا أنه عاد وسجل انخفاضا بنقطتين. وأغلق السوق على ارتفاع نقطتين مئويتين، إلا أنه انخفض بنسبة 10% خلال الأسبوع. أما سوق هونج كونج فقد أغلق على ارتفاع 0,6%. وسجلت الأسواق الأوروبية ارتفاعات بعد أن شهدت انخفاضا حادا الخميس. وارتفعت سوق لندن 0,4% وفرانكفورت 0,3%، بينما لم تسجل سوق باريس أي ارتفاع أو انخفاض. ويشعر المستثمرون الدوليون بالقلق من تباطؤ اقتصاد الصين، الذي يتوقع أن يكون قد سجل أبطأ نمو له خلال ربع قرن في العام 2015. وجاءت ردود فعل الأسواق أمس، بعد أن أعلنت هيئة تنظيم الأسواق المالية الصينية إلغاء آلية «التقييد المؤقت لعمليات بيع الأسهم» التي بدأت العمل بها مطلع العام. وكانت السلطات الصينية بدأت العمل بتلك الألية في إطار برنامج لمنع اضطراب الأسواق الذي أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات خلال الصيف الماضي. إلا أن المتعاملين قالوا إن ذلك زاد من ضغوط بيع الأسهم من جانب المتعاملين الذين يرغبون في تجنب الاحتفاظ باسهم لمدة طويلة. وبدأت أسواق الصين تعاملاتها مطلع الاثنين بخسارة بنسبة 7%، فيما لم يستمر التداول سوى 30 دقيقة الخميس. وشهد الثلاثاء والأربعاء استقرارا في التعامل بعد تقارير باستخدام مليارات الدولارات ضختها الحكومة نقدا لدعم الأسواق الرئيسة. وقال ثيبيس لو، نائب رئيس شركة «كيم انج سيكيوريتيز» للأوراق المالية التي مقرها هونج كونج، أن «المتعاملين غير مسرورين ويلقون اللوم على عدم إجراء اختبارات كافية لألية التقييد المؤقت لعمليات بيع الأسهم». وأضاف «نظرا لتدهور الاقتصاد الصيني، فإن الحكومة لا تريد المخاطرة بحدوث أي اضطرابات اجتماعية. لذلك، فإنها تحاول طمأنة المستثمرين بالقدر الممكن على المدى القصير». وتأتي محاولات قادة البلاد إرضاء المستثمرين الصغار في الصين قبل شهر من احتفالات رأس السنة الصينية، عندما يسافر مئات الملايين للقاء عائلاتهم والاحتفال بالمناسبة. وانتشرت شائعات على موقع «ويبو» الصيني الشبيه بموقع تويتر بأن رئيس هيئة تنظيم السوق شياو جانج استقال، وأن استقالته ستعلن خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأدى قرار رفع سعر اليوان إلى ارتفاع الأصول الأكثر عرضة للمخاوف، وخصوصا عملات الأسواق الناشئة، وبينها الروبية الأندونيسية والون الكوري الجنوبية والروبية الهندية. وسجلت عملة الرينجيت الماليزية والدولار الأسترالي ارتفاعا كذلك. وقال جويشي واكو، الاستراتيجي البارز في شركة نومورا القابضة، إن بكين تجد صعوبة على ما يبدو في السيطرة على الوضع. وصرح واكو لأخبار بلومبرج نيوز، إن «على السلطات الصينية أن تأخذ الوقت الكافي لانضاج السوق، وبدلا من اتخاذ إجراءات سطحية، عليهم أن يضعوا سياسات تنسجم مع تحقيق أهداف أكبر للنظام الكامل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©