السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تدفق جماهيري لهواة الإبداع على متابعة «فن أبوظبي»

تدفق جماهيري لهواة الإبداع على متابعة «فن أبوظبي»
21 نوفمبر 2011 11:49
شهدت المعروضات والتحف الفنية التي تضمنها «فن أبوظبي 2011» تدفقاً جماهيرياً، من قبل محبي الأعمال الإبداعية المحلية والعالمية التي بسطها المعرض الذي يضم 50 قاعة عرض تحتضنها جزيرة السعديات، من بينها «فضاء التصوير» التابعة لتعابير إماراتية، أحد مكونات «فن أبوظبي 2011»، ويقف الزوار في انتظار دورهم لدخول الفضاء لالتقاط صورة كبيرة بالأبيض والأسود، والاحتفاظ بها كذكرى من فن أبوظبي أو عرضها في إطار معرض في المنارة، وهي فكرة «جيه آر» وهو اسم مستعار لفنان تونسي الأصل فرنسي الجنسية. قبل دخول هذا الفضاء لأخذ صورة كبيرة بكبسة زر على الكمبيوتر الموجود داخله، وبتصوير شخصي، يجب الانتظار طويلا، قبل أن يصلك الدور، حيث يصطف الزوار وأطفال المدارس في طوابير طويلة في انتظار دورهم. وقالت فاطمة درويش زائرة للمعرض إنها فكرة جيدة جداً، حيث أردت أن ألتقط صوراً لأطفالي تظل معهم طوال الحياة، كذكرى من المعرض الذي يتيح للكبار والصغار الاستمتاع بكل التنوع الفني الموجود فيه. وأشارت إلى أنها تنوي زيارة فن أبوظبي أكثر من مرة، وذلك لإتاحة الفرصة لتقرب أطفالها من الفن والاحتكاك مع أطفال آخرين محبين لهذا الجانب الإبداعي، خاصة أن المعرض خصص للصغار مساحة كبيرة للاستمتاع بالفن، بل وعمل على إشراكهم في خلق لوحات فنية ضخمة سيحتفظ بها في فن أبوظبي. أما سعاد أحمد التي ظلت واقفة مع أطفالها الصغار مدة غير يسيرة لتحتفظ بصور لهم بتعبيرات مختلفة، تقول إنه لا مانع لديها من عرض هذه الصور في المعرض الكبير في منارة السعديات. وأوضح منصف السعدي أنه سعيد بما يتيحه فن أبوظبي من تنوع ومن أفكار جيدة، واعتبر فضاء التصوير فكرة رائدة ستعمل على إتاحة الفرصة له للاحتفاظ بصورة من هذا الحجم الكبير، وسيعمل على تعليق الصورة في غرفة أولاده كإضافة مميزة. وذكر أن الصور الملتقطة يمكن عرضها على هامش المعرض في الممر الكبير المؤدي إلى ركن الفن، حيث تتضمن صوراً حرة بتعابير مختلفة، ووجوهاً من كل الجنسيات الزائرة للمعرض، معتبراً أن الفكرة الذكية تكونت من خلالها باقة من الصور تظهر على شكل صور شخصية ضخمة أو صور لعيون كبيرة موضوعة في منارة السعديات. معارض مفتوحة والرسالة من هذا المشروع بشكل عام التي ينوي تقديمها للناس من خلالها صاحب المشروع الفنان «جيه آر»، هو خلق تواصل بين الناس في مختلف أنحاء العالم للتعبير عن قضاياهم، حيث يمكنهم التقاط صور في مواضع معينة، يتم إرسالها على البريد الإلكتروني، بحيث يمكن استعمال هذه الصور في معارض دولية. وفي بعض مدن العالم تكون القطارات والطرقات والجسور معارضها المتنقلة والمفتوحة، ويقول جيه آر إن هذه الصور الضخمة تعرض على المباني والقطارات والجسور، وذلك لنلفت أنظار المتلقين، بهدف أن يرى كل منا الآخر، ونحاول لفت انتباه الجمهور ممن لا يزورون المتاحف أو المعارض عادة. وأشار جيه آر الذي تمزج أعماله بين الفن والحركة، حيث يتعامل مع مفاهيم الالتزام، والحرية، والهوية، والحدود، إلى أن مشروعه يفتح مساحة لتعبير الناس عن مشاعرهم، مؤكداً أنه يحاول مساعدة الناس على تحقيق أحلامهم في كل أنحاء العالم، بالتعبير عن آرائهم بحرية ونقل مواضيعهم المؤرقة لكل الأوطان. قضايا إنسانية ويضيف: يمكن لكل شخص في العالم استعمال هذا المشروع في التعبير عن بعض قضاياه الإنسانية والاجتماعية والسياسية أيضا، بالتقاط الصور وإرسالها إلى الموقع ليتم نشرها، وهكذا يفتح مجالًا كبيراً لأن يصبح كل فرد في المجتمع ناقلا للخبر عن طريق الصور التي تعرض على شكل معارض بأحجام كبير على الطرقات والقطارات، والأماكن العامة. ويعتبر ذلك جيه آر صرخة يوصلها المصور الذاتي لكل العالم، كما يراها من جهة أخرى فرصة لمقاربة ما يجري في العالم من أحداث وتقريبها لكل بقعة على كوكب الأرض، وغالبا ما يتوارى خلف الأضواء. منارة السعديات ويرفض جيه آر تسليط الضوء عليه كشخص، ليترك لأعماله الفرصة للحديث عنه، بحيث يفضل تسليط الضوء عن أعماله وهدفه وليس هو كإنسان. ويقول: إنني أعمل على نقل الصور الفقيرة إلى الأحياء الغنية، وأنقل ما يجري في مكان ما من العالم لمكان آخر، وذلك بغرض التفاعل، فهناك من لا يدري عن الفقر والجوع الذي يعيشه البعض، هكذا أنقل هذه الحقائق الصادمة عن طريق الصور، حيث لا يتوقعها أحد، فمثلا صور من ضواحي باريس لفقراء تعرض في الأحياء البرجوازية، وصور للمجتمعات المتحاربة على طرفي الجدار الذي يفصل بينهما. وأتاحت منارة السعديات التي سمحت للجمهور بالتفاعل مع فضاء التصوير، حيث ابتكر جيه آر لوحة تركيبية من مشروعه، وهو عمل فني مشترك يحول رسائل الهوية الشخصية إلى أعمال فنية. حيث يطلب من الجميع استخدام صور فوتوغرافية بالأسود والأبيض، لاكتشاف وكشف وتبادل الصور والقصص غير المحكية لأناس من مختلف أنحاء العالم، وستوضع هذه الصور التي يتم تحميلها رقمياً على ملصقات وتعاد إلى مرسليها لعرضها في إطار مجتمعاتهم. وبإمكان المشاركين وضع الملصقات فقط ضمن أماكن محددة في منارة السعديات، تحت مسمى «إنسايد أوت»، وهو نتاج تعاون بين زوار المعرض وبين الفنان جيه آر، وهي لوحات كبيرة الحجم عبارة عن بوستيرات، حيث يمكن لكل راغب في ذلك أن يدخل هذا الفضاء، ويصور نفسه، وبعدها يكتب اسمه الأول والثاني، وعنوانه البريدي، على الكمبيوتر وبعد دقائق تخرج الصورة من أعلى هذه الغرفة. ويسمح للزائر بالاحتفاظ بها، أو إلصاقها، وفي المقابل يسمح ضمنياً لجيه آر باستعمالها في أماكن أخرى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©