الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

17 قتيلاً عشية انتهاء مهلة وقف العنف في سوريا

17 قتيلاً عشية انتهاء مهلة وقف العنف في سوريا
20 نوفمبر 2011 01:31
قتل 17 شخصاً أمس في سوريا، بينهم 11 مدنياً ومنشقان وأربعة من عناصر الاستخبارات الجوية، وذلك في اليوم الأخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري ليوقف أعمال العنف. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، “قتل سبعة مدنيين في بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها”. وأضاف عبد الرحمن “كما قتل مدنيان وعسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص، كما قتل آخر برصاص قناصة في حمص”. وأشار المرصد إلى أن “أربعة مواطنين أصيبوا بجراح إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية قرب المشفى الوطني في القصير”. وأفاد مدير المرصد بأن أربعة عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا إثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا. وذكر عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن “منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل أربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية - حمص، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً”. وازدادت خلال الفترة الأخيرة المواجهات بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الأمن النظامية في مختلف أنحاء سوريا، ما ينذر بشبح “حرب أهلية”. وللمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، تعرض مقر للاستخبارات الجوية في ريف دمشق لهجوم شنه فجر الأربعاء ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر” المنشق عن الجيش السوري. من جهتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا المشرفة على سير أحداث الحركة الاحتجاجية أن الجيش “بدأ اقتحام بلدة شيزر بريف حماة وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة”. من جانبها أفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن “الجهات المختصة نفذت عميلة نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوباً في مناطق متفرقة من جبل الزاوية، بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما” في شمال غرب البلاد. وعشية انتهاء المهلة، خرجت تظاهرات مسائية في أحياء عدة من مدينة حمص واجهها الأمن بإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط 11 جريحاً، منهم 4 بحالة خطرة في حي الخالدية، حسبما أكد المرصد. وأضاف أن عدداً من أحياء المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الأمن السوري، مثل أحياء الإنشاءات وجورة الشياح والقرابيص، ترافق مع إطلاق رصاص. ولفت إلى أن حي الغوطة شهد وجوداً أمنياً كثيفاً، حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي، كما تواصل إطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء . كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في مناطق عدة، مثل الحولة ومدينة تدمر، بحسب المصدر نفسه. وقال ناشطون في لبنان إن الحكومة السورية قامت بحملة واسعة، استهدفت مدينة معرة النعمان بالقرب من الحدود مع تركيا بحثاً عن عناصر منشقة عن الجيش هاجموا منشآت عسكرية. ومن المقرر أن تنتهي المهلة التي منحتها الجامعة العربية لسوريا لوقف حملة القمع التي تشنها ضد المحتجين المطالبين بالحرية الساعة 2200 بتوقيت جرينتش أمس السبت. وقال دبلوماسي عربي في بيروت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن دمشق طلبت تعديل 18 بنداً في الخطة. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن “سوريا ترفض السماح للمراقبين بدخول المستشفيات والسجون، كما أنها لا تريد وجود ناشطين مدنيين بين المراقبين”. ووفقاً للدبلوماسي، فإن دمشق تصر على أن عناصر من الجيش والأمن سترافق المراقبين خلال مهتمهم لضمان أمنهم. إلى ذلك، صرح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية بأنه “سيتم إصدار بيان من الجامعة بتحديد آخر تطورات الوضع بالنسبة للأزمة السورية وإيضاح الخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار الموقف السوري”. إلى ذلك أصبحت الحياة في حمص، المعروفة باسم عاصمة الثورة السورية، صعبة على نحو متزايد، نتيجة تفاقم أعمال العنف بين الحكومة والمعارضة. وقال ناشطون في المعارضة إن سكان المدينة البالغ عددهم نحو مليوني شخص يجدون صعوبة في الحصول على المواد التموينية الأساسية كالمواد الغذائية والماء والوقود. فيما قطعت إمدادات المياه والكهرباء على حي بابا عمرو، وهو مركز مقاومة رئيسي في حمص. وأفاد ناشطون سوريون بأن حصار الحكومة لحمص أدى إلى نفاد الوقود من العديد من محطات البنزين، مما أجبر الكثير من الأعمال على التوقف عن العمل، من بينها المخابز. وقال عمر أدلبي، وهو ناشط بارز يتمركز في لبنان، إن الوضع في حمص “بائس”. وقال أحمد، وهو من مواليد حمص، ويعمل في لبنان، وعاد للتو من زيارة إلى عائلته، “إنهم يقومون بتعبئة شاحنات الصهريج بالمياه من آبار المياه الجوفية، ويقومون بتوزيعها خارج المساجد، وفي مواقف السيارات، وأحياناً في وسط الشوارع”. وأضاف أن “عدداً قليلاً من المتاجر لا يزال مفتوحاً، ولكن أرففها أصبحت شبه فارغة”. وأشار إلى أن المواد الغذائية والمياه تباع في الشوارع بخمسة أضعاف السعر العادي. وأكد أحمد “يمكننا العيش من دون الماء والطعام، يمكننا أن نعيش من دون الكهرباء. ولكننا لا نستطيع العيش من دون حرية”. وأضاف “أن الحكومة تفعل ما فعله الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مع شعبه عندما حرمهم من المياه والكهرباء لمعاقبتهم على انتفاضتهم ضده. نأمل أن يلقى الرئيس السوري بشار الأسد مصيرا أسوأ من القذافي”. و تعد حمص نقطة محورية في الانتفاضة وأعمال القمع التي تشنها القوات الموالية للرئيس السوري. وقال أحمد “اقتاتت عائلتي لمدة أسبوع البسكويت في بداية شهر نوفمبر الجاري نتيجة القصف العنيف من قبل قوات الأسد على الحي الذي يعيشون فيه بمدينة حمص”. وأضاف “أن الوضع سيزداد سوءاً مع برودة الطقس”. وقدر أدلبي أمس عدد الدبابات المتمركزة حول حمص بنحو ألف دبابة. وأضاف “بكل بساطة المدينة تحت الحصار”. ويبدو أن تضاؤل العائدات وزيادة الدعم الحكومي وإصابة قطاع السياحة بالشلل، زاد من متاعب الحكومة السورية والشعب. وقد ارتفع سعر وقود التدفئة المدعوم من قبل الدولة، والذي يعتمد عليه السوريون بكثافة في فصل الشتاء، من 31 إلى 78 سنتاً أميركياً للتر الواحد منذ أن بدأت الانتفاضة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©