الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سليمان يجدد الدعوة لـ «تحييد» لبنان عن النزاع السوري

17 نوفمبر 2013 00:21
بيروت (أ ف ب، يو بي أي) - جدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، الدعوة إلى تحييد لبنان عن النزاع السوري، بعد أيام من تأكيد «حزب الله» بقاء مقاتليه في سوريا إلى جانب قوات النظام، محذراً من أن المرحلة المقبلة التي من المفترض أن تشهد حلولاً سياسية للأزمة السورية، قد تشهد عودة للحل العسكري للنزاع المحتدم منذ 32 شهراً. وينعكس النزاع السوري الذي ينقسم حوله اللبنانيون، توترات أمنية متنقلة بين المناطق اللبنانية واتساعاً للشرخ القائم بين الفريقين الأساسيين: قوى 14 مارس المناهضة لدمشق وأبرز أركانها الزعيم السني سعد الحريري من جهة، وفريق «حزب الله» مع حلفائه من الجهة الأخرى. ودعا سليمان في كلمته إلى إعادة إحياء ما يعرف بـ«إعلان بعبدا» الصادر عن القوى السياسية اللبنانية الرئيسية في يونيو 2012 والذي يدعو إلى عدم التدخل في الشأن السوري لتجنيب لبنان انعكاساته الأمنية. وقال في مؤتمر حول «إعلان بعبدا» ببيروت أمس، إن هذا الإعلان «أقر سياسة التحييد الإيجابي»، و«أقر بالتوافق وبإجماع الحاضرين» في جلسة حوارية ضمت ممثلين عن مختلف الأطراف السياسية برعاية رئيس الجمهورية. وأضاف الرئيس سليمان «رجاء لا مجال لنقضه بل يجب العودة إلى البيت اللبناني الذي يحضن الجميع تطبيقاً له». وأوضح أنه تم إقرار هذا الإعلان «عندما بدأ يذهب سلاح ومسلحون من الشمال إلى سوريا. آنذاك، شعرنا بخطورة امتداد لبنان إلى الأزمة السورية وضبطنا باخرة سلاح كانت متجهة إلى سوريا.. فقررنا التحرك». وأشار الرئيس اللبناني إلى أنه عمد في تلك الفترة إلى القيام بجولة في دول خليجية حيث طالب بالمساعدة على تحييد لبنان وعدم جعله منطقة لعبور الأسلحة والمسلحين، قائلاً «جاء بعد أسابيع إعلان بعبدا». وينص البند 12 من الإعلان على «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي». في حين ينص البند 13 على «ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقراً أو ممراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين». وتساءل سليمان «هل نريد أن نربط مصير لبنان بالتوترات والمزيد من القوى الإقليمية، هل نريد أن نضع لبنان مجدداً في مهب الريح وبحالة المراوحة؟». ودعا إلى العمل على إدخال «جوهر إعلان بعبدا في مقدمة الدستور» اللبناني. وفي بداية الأزمة السورية، سجلت حركة تهريب سلاح ومسلحين للمعارضة المناهضة لنظام دمشق، قامت بها شخصيات سياسية أو تجار دون أن تحظى بغطاء من أي طرف سياسي بارز، وهي مستمرة وإن بوتيرة أقل. في المقابل، كشف «حزب الله» قبل أشهر عن مشاركته في المعارك في سوريا إلى جانب قوات النظام. وأعلن الأمين العام للحزب حسن نصرالله الخميس الماضي، أن مقاتليه باقون في سوريا «طالما تطلب الأمر ذلك». وحذر سليمان من أن المرحلة المقبلة التي من المفترض أن تشهد حلولاً للأزمة السورية، قد تشهد عودة إلى الحل العسكري للنزاع المحتدم منذ 32 شهراً. وقال سليمان إن الأشهر المقبلة قد تحمل تطورات كبيرة، وقد تكون هناك حلول دبلوماسية للأزمة السورية عبر مؤتمر «جنيف- 2» المرتقب وما يتبعه، وقد تكون هناك حلول للملف النووي الإيراني، وانفراج للعلاقات العربية الغربية. وأضاف «لكن يمكن أن يكون هناك أيضاً تدهور وتراجع لهذا المشهد الدولي، وربما يعود منطق الحل العسكري في سوريا ويزداد ويرتفع الضغط على إيران وأيضاً يمكن أن يصبح هناك توتر سعودي ـ إيراني. وهذا ما لا نتمناه». ويفيد مراسلو فرانس برس في جنوب لبنان بشكل خاص عن تشييع عناصر لـ«حزب الله» يقتلون في سوريا بشكل شبه يومي. وقال سليمان «ما نتمناه هو أن نتطلع أين نحن من هذا الوضع»، وتساءل: هل نريد أن نربط مصير لبنان بالتوترات والمزيد من القوى الإقليمية؟ هل نريد أن نضع لبنان مجدداً في مهب الريح وبحالة المراوحة؟ أم نريد تغليب مصلحته ونستقل عن المحاور والصراعات؟ ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة أدت إلى عدم التوافق على تشكيل حكومة جديدة رغم مرور نحو 8 أشهر على استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وذلك على خلفية تناقض مواقف الأفرقاء من الأزمة السورية. ومنذ اندلاع الأزمة السورية تعرضت العديد من المدن اللبنانية لإحداث عنف دامية جراء حالة الاستقطاب بين مؤيدي المعارضة السورية ونظام الرئيس بشار الاسد وقبل يومين حذر الرئيس اللبناني من استمرار الهجمات العابرة من داخل الأراضي السورية وطالب بالعمل على الرد على أي اعتداء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©