الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبيرة عالمية: التوحد ليس وباءً.. والتدخل المبكر ضرورة

خبيرة عالمية: التوحد ليس وباءً.. والتدخل المبكر ضرورة
29 يناير 2015 21:20
خديجة الكثيري (أبوظبي) أكدت الدكتورة يونغ شين كيم، الأستاذ المشارك بقسم الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا الأميركية، ومديرة مركز اضطرابات طيف التوحد، والاضطرابات العصبية النمائية بكاليفورنيا، أن التوحد يمثل أحد الاضطرابات الطفولية العصبية الشائعة في بداية الطفولة، ويتميز بانخفاض مستمر وملحوظ في القدرة على التواصل الاجتماعي، بدءاً من غياب اللغة والإيماءات غير الكافية، وعدم النظر في عيون الآخرين، وجمود تعبيرات الوجه مع غياب القدرة على التحدث بطلاقة، إضافة إلى ميله إلى تكرار التصرفات «النمطية» وقصر الاهتمامات، ومعاناته من صعوبات التكيف مع أي تغيرات طارئة، كذلك التركيز الشديد على موضوعات غير اعتيادية موجودة في عالمه الخاص. 50 دراسة تقول كيم في حوار أجرته معها «الاتحاد»، إن «أطفالا مصابين بالتوحد يعانون ظروف عيش مشتركة، مثل اضطرابات القلق، ومشاكل الانتباه، أو المشاكل السلوكية، ومع ذلك، فالتوحد ليس نوعاً من اضطرابات القلق، لكنه يعتبر متلازمة طبية أو اضطرابا مجهول السبب». وعن الأرقام والإحصائيات العالمية الخاصة بالتوحد، أكدت كيم أنه على مدار العقود الأربعة الماضية، أجريت أكثر من 50 دراسة عن انتشار اضطراب متلازمة التوحد في عديد من البلدان، وفي جميع القارات ما عدا أفريقيا، وتوصلت إلى أن دراسات أجريت منذ عام 1985 أعطت تقديرات أكثر دقة عن حالات اضطراب متلازمة التوحد أكثر مما هو عليه الآن بنحو يقدر بنسبة 0,07 - 2,6 %.وتشير كيم إلى أن التطورات المثيرة حول متلازمة التوحد قادت إلى تخمينات معقولة وأحياناً شديدة القسوة في مجتمع الناس العاديين والعلماء على حد سواء، ووصل الأمر بالبعض إلى قرع ناقوس الخطر للتنبيه بـ «وباء التوحد»، الأمر الذي أثار عدداً كبيراً من المطالبات حول معرفة الأسباب وطرق وأساليب العلاج، وبعضها استغرق في إطلاق الشائعات، حتى عندما تشير البيانات إلى إن هذه المقاربات خاطئة وخطرة. غموض تقول كيم: «كان هؤلاء الأطفال والكبار في السابق يعانون التوحد، ولم يخضعوا للتشخيص الدقيق ولا لخطة علاج. فالتوحد يسمى الآن باسم متلازمة أو مجموعة من الأعراض التي تتجمع معاً في اضطراب معين، وليس من المرجح أن يكون هناك سبب واحد لهذه المتلازمة، كما أن التوحد يمثل أفقاً واسعاً لعدم القدرة تبدأ من الحالات المعتدلة، وصولاً إلى الحالات الحادة جداً».وتضيف: «حاليا، يبدو أن التوحد يحدث بسبب جينات وراثية عالية وخطرة تم تشخيصها في نحو 25% من الحالات، ورغم أننا لا نعرف بالضبط كيف تعمل الجينات، وكيف تتسبب في اضطراب التوحد. إلا أنه يبدو أن العوامل البيئية، وكذلك التفاعل مع الجينات يمكن أن تسهم في تطور اضطراب التوحد»، موضحة «لا يبدو واضحاً كيفية حدوثه في معظم الحالات، ولكن هناك بعض الأمثلة الآخذة بالظهور، التي من المرجح أن تقدم المعلومات حول أسباب مرض التوحد. وفي الوقت الذي يتزايد فيه معدل انتشار التوحد، فإن ذلك يعزى إلى مجموعة متنوعة من العوامل، حيث لا يوجد سبب واحد محدد، لكن في الوقت الذي لا نعرف فيه الأسباب، ثمة علاجات آمنة وفعالة للأعراض وتحسن كثير من الحالات، ومن الواضح أن النتائج ستكون أفضل في حال التدخل لحل المشكلة في وقت مبكر». أفكار مغلوطة تقول كيم: «عندما نمعن النظر في الدراسات المختلفة، يظهر أن انتشار التوحد يعود لأسباب محددة تعزى إلى توسيع مفاهيم التشخيص، والتشخيص في سن مبكر، وهو أفضل الطرق لتحديد الحالة، وزيادة الوعي العام لدى الأسرة والمجتمع، فليس ثمة دليل على اعتبار الأمر وباء. وهناك معلومات خاطئة التي لا تستند إلى أدلة علمية حول أسباب وعلاج التوحد. كما يطلق البعض أفكاراً ورؤى خطرة جداً، وكثيراً ما يروج لها، مثل تلك التي تدعي أن التطعيمات تسبب التوحد. وهنا ننصح الآباء والأمهات والمجتمعات بالحرص على عدم ترويج مثل هذه الأفكار المغلوطة، والتركيز على التعامل الإيجابي من خلال التدخلات العلاجية والتأهيلية المتخصصة، وإشراك الطفل في مثل هذه البرامج التي سجلت نتائج إيجابية ومشجعة للغاية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©