حفلت فعالية المقهى الثقافي بمعرض الشارقة للكتاب مساء أمس الأول بالعديد من الأمسيات التي سلطت الضوء على أهم ملامح ودلالات المسرح والتراث والرواية والتشكيل، من رؤية تتطلع إلى مواكبة الخصوصية الجمالية للحراك الثقافي في الإمارات وتفاعله المثمر مع محيطه العربي والإنساني، عبر إثراء قيم التواصل الأدبي والفني والمعرفي بكافة أشكاله وطرائقه في التواصل والتناغم والانفتاح والشعر.
فقد استضاف مقهى “اتصالات” الثقافي العديد من الأصوات الشعرية، ابتدأها الشاعر المصري فوزي صالح بقصائد “ليس لي سواي وأنت، فصل من دخان، جبروت الوصايا” التي تميزت بدلالاتها الإنسانية المسكونة بإيقاع الروح والحياة، في أمسية أدارها الشاعر المصري مؤمن محمد.
تلتها أمسية الشاعرة العراقية ذكرى لعيبي وقصائد الوطن والشوق والعائلة التي عنونتها الشاعرة بترانيم أنثى في عوالم من العاطفة والحس الشعوري الشفيف، أدار الأمسية الشاعر العراقي قاسم سعودي.
الأمسية الثالثة كانت للشاعرة السورية أمان السيد، ونصوص الحلم المسافر في فضاء القلب والمحبة، كما في نصوص “لا حدود للفرح الليلة، نجمة أوركيد”، أدار الأمسية الشاعر المصري عبد العليم حريص.
أما مقهى شروق الثقافي فقد انطلقت أولى أمسياته بمقاربة بحثية سلطت الضوء على آفاق التشكيل الجديد قدمها الناقد التشكيلي الدكتور محمد يوسف وأدارتها التشكيلية هدى سعيد سيف، وتناولت أهم الأساليب والمدارس والاتجاهات الفنية التي تميز بها التشكيل الإماراتي وأهم الأسماء الإبداعية التي برزت بشكل حقيقي ومثمر في فضاء التشكيل المحلي ونشأتها الإبداعية واللونية.
أعقبتها أمسية تناولت التجربة الإبداعية في المسرح والفن والتأليف والكتابة للفنان المسرحي الإماراتي عبد الله صالح، بوصفه فناناً شاملاً استطاع من خلال مسيرته الإبداعية والإنسانية أن يقدم العديد من النوافذ الإبداعية التي تميزت باقترابها من الأفق الثقافي للفنان الملتزم.
وقدم المسرحي السوداني الرشيد أحمد عيسى مقاربة تناولت المسرح الفقير ومسرح الشارع من حيث المرتكزات الفنية وطاقة الممثل الأدائية، مستعرضاً تجربة فرقة “المسرح العربي في الشارقة” التي قدمت العديد من عروض مسرح الشارع منها “حالة وطن، ومثل شعبي” في أمسية أدارها المسرحي والإعلامي المصري محمد غباشي.
أما مقهى جاشنمال الثقافي فقد انطلقت فعالياته بأمسية أدارتها القاصة فاطمة عبد الله، وقدم فيها القاص المصري رضا عفيفي ورقة بحثية سلطت الضوء على أدب التجريب بين الإبداع والضرورة، أعقبتها أمسية تناولت واقع الإعلام الثقافي بين السؤال والهوية قدمها الأديب والإعلامي العراقي عبد الستار البيضاني، تناولت العديد من المحاور والتساؤلات المتعلقة بالصحافة الثقافية وإشكالات تعريفها في البنية الثقافية والإعلامية، أدارت الأمسية والحوار الإعلامية البحرينية زهراء المنصور.
أعقبتها أمسية قدم فيها الناقد المصري زكريا أحمد قراءة في رواية “العاطل” للروائي المصري ناصر عراق، التي رشحت لقائمة جائزة البوكر العربية، مستعرضاً أهم دلالات الرواية الفنية والإنسانية في لغة تميزت برشاقتها التعبيرية وبحسها الدرامي المكثف في عوالم من الدهشة والغربة الإنسانية.
عدد اليوم
