الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توزيع الكتاب العربي وتسويقه·· آفاق العلاقة بين المؤلـف والناشر والقارئ

توزيع الكتاب العربي وتسويقه·· آفاق العلاقة بين المؤلـف والناشر والقارئ
22 مارس 2009 03:15
استضافت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثالثة ضمن برنامج محاضراتها وندواتها في معرض أبوظبي التاسع عشر للكتاب ندوة علمية بعنوان ''توزيع الكتاب العربي وتسويقه'' اشترك فيها محمد رشاد مؤسس دار نشر المصرية اللبنانية والتي فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب للنشر والتوزيع لهذا العام ومحمد عدنان سالم الناشر السوري الذي يعد أحد أهم أركان النشر في العالم العربي· وسط حضور شهده عدد من الإعلاميين والمهتمين بالنشر وأساليبه وطرقه· وفي تقديمه للندوة قال محمد كافود عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب: إن موضوع الندوة ''توزيع الكتاب العربي وتسويقه'' يكتسب أهميته من خلال الندوات المكثفة التي أقامتها جائزة الشيخ زايد للكتاب خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشرة، حيث خصص لوجوه هذا الموضوع 3 ندوات تعد هذه الندوة الثالثة التي تناقش العلاقة بين المؤلف والناشر والقارئ وهي الأطراف الأساسية التي يجب أن نتمثلها عند صناعة الكتاب· وأضاف: وبالطبع لابد أن تكون هناك مجموعة من المصاعب والمشاكل التي تواجه صناعة الكتاب وتسويقه ولأننا نعمد إلى تشخيص الظواهر بدقة كان لابد من تحليل ظاهرة ''التسويق'' أسباب تراجعها وسبل تطويرها ولهذا خصص لها ضمن البرامج الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ندوة لمناقشة كافة السبل الكفيلة بالارتقاء بالتسويق· واستهل الناشر محمد رشاد الندوة بالحديث عن تلك الأطراف الثلاثة وهي المؤلف والناشر والقارئ فقال: في العالم الغربي أصبحت مهمة الناشر واضحة ويجب أن نفهم أن الناشر والمؤلف يعرفان حدودهما وهذه الحالات لا يمكن مقارنتها بين عالمي النشر الغربي والعربي، إذ تطور الغرب بشكل واضح في هذا المضمار· وأضاف: لابد أن قبل كل شيء أن نعرف الناشر كمصطلح علمي، استطاعت الدول المتقدمة أن تضع له حدوداً وعليه صار هناك ناشر نقي وناشر غير نقي· أما الناشر النقي فهو الذي يدير العملية بين المؤلف والطابع والمتلقي بينما نجد الناشر غير النقي هو الناشر الذي يتولى كل هذه المهام بكل جزئياتها وهذا ما يضطلع به الناشر العربي· وقال: ما زالت نسبة الأمية في عالمنا العربي تتراوح بين 20% و30% وهذا بالطبع ينعكس سلباً على النشر بكل مفاصله· غير أنه استدرك: ولكن لدي تفاؤل كبير بأن تتطور صناعة الكتاب العربي عبر ايجاد مؤسسات حكومية أو منظمات أهلية قادرة على أن تتولى هذه الصناعة ونحن نجد اليوم في معرض أبوظبي خلال دورته الثالثة التي يتعاون فيها مع معرض فرانكفورت قد وفر للناشر العربي احتكاكاً مع الناشرين الغربيين مما يدفع النشر إلى الأمام حتماً· وأكد ان الناشر العربي يعمل في ظل ظروف صعبة وأن حلقات النشر الثلاث ''المؤلف والطابع والموزع'' تعاني من إشكاليات كثيرة، وهنا أجد أن الناشر العربي يدير هذه الحلقات جميعها· أما عن صعوبات النشر فقال: إن كيفية الحصول على العمل الذي ينشره الناشر هو الجانب الأصعب في عملية النشر ولذا كان وجود ''الوكيل الأدبي'' كما هو في الغرب مسألة ضرورية· وتحدث محمد رشاد عن الطباعة في العالم العربي ووصف تقنياتها بالمتطورة الآن حيث - بحسب قوله - قد وصل كتاب الطفل إلى مراحل متساوية أو تكاد مع المنتج والتقنية في العالم· وأشار إلى أن طباعة الكتاب بأعداد تتراوح بين 500 إلى 3000 نسخة يعد أمراً متخلفاً بما يقاس به من عدد سكان الوطن العربي مقارنة بما يجري في الغرب· وقال أجد أن التوزيع والموزع هو مشكلة الكتاب العربي ولو استطعنا أن نجد حلولاً لهذه المشكلة التي تهدد صناعة الكتاب عبر إهدار الجهد والمال لتوصلنا إلى حلول ناجعة· وأضاف: أن موضوع التوزيع هو المشكلة الأساسية ولدينا حلم بأن تتبنى بعض الجهات أو تدرس عمليات التوزيع وتضع لها الحلول ومن دون الجهات الحكومية لا يستطيع أي ناشر حلها· واقترح وسائل على الناشر القيام بها وهي مشاركته في المعارض المحلية والعربية وطباعة ''كتالوك'' يرسل إلى الجهات الثقافية المتعددة، وإقامة الندوات وتطوير علاقته بوسائل الإعلام وتوزيع الكتب من خلال الموزعين في العالم العربي داخل بلدة أو خارجه· وإيجاد منافذ غير تقليدية كالسوبر ماركت من أجل البحث عن القارئ· ورأى أن هناك قارئاً في الوطن العربي لكن المعضلة في الوصول إليه· من جهته قال محمد عدنان سالم خلال مداخلته في الندوة إن هموم الناشر العربي كثيرة· واعتبر سالم أن عملية التوزيع قضية أو مشكلة قديمة وقارن بين توزيع الدوريات في عالمنا العربي التي استطاعت أن تصل إلى مسافات واسعة وكبيرة وتوزيع الكتاب الذي ظل يراوح في مكانه وأوعز السبب في ذلك إلى قابلية استرجاع المجلة أو الدورية عند عدم بيعها بينما من الصعب استرجاع الكتاب· وأشار سالم إلى أنه لا توجد في عالمنا العربي مؤسسة لتوزيع الكتاب إذ لا تزال عملية النشر تحتاج إلى قوانين لتطويرها وكذلك لا توجد مؤسسة للتوزيع باستطاعتها أن تمهد الطريق السليم لايصال الكتاب إلى القارئ· وأصر الباحث على أنه لابد من وجود هذه المؤسسة الغائبة الآن وتطرق إلى مجموعة من المشاريع التي بدأت بالتنفيذ في هذا الإطار ولكنها فشلت لأن مشكلة التوزيع ما زالت قائمة، وبإلحاح ما دامت عملية التوزيع عشوائية لا تقوم على أسس علمية منهجية وعليه إذا استطعنا ـ بحسب قوله ـ إنشاء أو تشكيل مؤسسة متخصصة في توزيع الكتاب فإن الطريق تصبح معبدة للكتاب للوصول إلى أقصى مناطق الوطن العربي· كما عدد محمد عدنان سالم مهام الناشر والمؤسسة المقترحة ومدى تعاونهما في تسويق الكتاب ما دام الناشر يتعرض إلى كثير من المشاكل المالية في وضعه الراهن· ومن أهم مهامهما ضبط حقوق المؤلف واستقرار الأسعار بدلاً من التوزيع العشوائي كي يتخلص السوق من سياسة الإغراق الحاصلة الآن· ويؤدي انتظام سوق الكتاب بالضرورة إلى القضاء على القرصنة وإيصال الجديد من الكتب المطبوعة إلي القارئ العربي بسهولة· وطرح للعالم مشروعاً متكاملاً لإنشاء مؤسسة للتسويق وعرج على مهام الناشر وشروط قيام الموزع المحلي والتزام المؤسسة اتجاه الناشرين· وأكد أن لديه مشروعاً كاملاً لقيام هذه المؤسسة منذ 10 سنوات وتمنى أن تتبناه أي جهة لخدمة حركة الكتاب والناشر والمؤلف والقارئ· وفي ختام الندوة قال مقدم الندوة كافود: من الضروري أن نتناول أيضاً الرقابة المحلية على الكتاب وسمات وخصائص الكتاب العابر للحدود وأهميته في هذه المرحلة· والعلاقة بين المؤلف والناشر ما دام الناشر يشكو من الموزع· وأضاف أن صناعة الكتاب تواجه مجموعة من المعوقات في عالمنا العربي منها الحدود وعلاقة المؤلف بالحدود والناشر بالموزع ولذا اعتقد أن طرح مثل هذه القضايا يمتلك في طياته الكثير من الوعي بالقضية· وتداخل محمد رشاد بالقول: أجد أن قيام شركات التوزيع أصبحت مهمة وضرورة وأتمنى من دولة الإمارات مثلما استحدثت مشروع كلمة للترجمة كونه مشروعاً ناجحاً ورائداً أن تتبنى موضوع التسويق لأنه يقوم على أسس وقوانين هي أقدر على التصدي له وضبطه· وتداخل الحضور مع الطروحات التي أدلى بها المحاضران في الندوة بما يغنيها نحو الاستفادة القصوى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©