أكد المهندس سلطان المعلا مدير عام بلدية الشارقة أن بلدية الشارقة تقوم بحملات تفتيشية بصفة دورية على المطاعم والكافيتريات، والمطابخ الشعبية، والأسواق التجارية، بناء على شكاوى ترد إلى البلدية من المواطنين، أوالمقيمين، سواء عبر الخط الساخن أو بلاغات موجهة الى شرطة الشارقة،لافتاً إلى أن الفترة الماضية شهدت عدة حالات تسمم غذائي، وأيضا كيميائي، وأودت بحياة عدد من الأشخاص.
وقال إن هناك عقوبات رادعة على المطاعم والكافيتريات والمحال المخالفة، تتراوح بين غرامة مالية تبدأ بألف، وتصل الى مليون درهم، وإغلاق المحل احترازيا لحين، بعد منحه فرصة لتعديل أوضاعه وتصويبها وفقا للقوانين والاشتراطات الصحية المعمول بها.
وكان عدد من سكان مدينة الشارقة قد طالبوا بتشديد الرقابة على المطاعم والكافيتريات والمطابخ الشعبية وشركات مكافحة الحشرات جراء ازدياد حالات التسمم الغذائي والكيميائي مؤخراً، والتي أسفرت عن وفاة شخصين، وتسمم نحو 35 شخصا.
طرق رقابية
وأشار مدير عام بلدية الشارقة إلى أن بلدية الشارقة تسعى جاهدة للتقليل من حدوث حالات التسمم الغذائي بالإمارة، عبر قسم رقابة الأغذية ببلدية الشارقة الذي يتبع الطرق الرقابية للسيطرة على كافة المطاعم والكافيتريات للتأكد من اتباعها جميع الممارسات الصحية السليمة وتطبيق الاشتراطات الصحية التي تضمن سلامة المواد الغذائية المعدة والمقدمة من قبل المؤسسات الغذائية، وذلك من خلال الزيارات الدورية المفاجئة، والتي يتم التفتيش فيها على صحة العاملين (الصحة الشخصية والممارسات الصحية)، وتسلم الأغذية (فحص وسيلة النقل والتأكد من سلامة الأغذية المنقولة)، وتخزين الأغذية (مراقبة درجة الحرارة ونظام التخزين) ومكافحة الحشرات، وتوزيع الأغذية (نظافة وسائل النقل وضبط درجة الحرارة)، والتخلص من الأغذية التالفة، والنظافة العامة في المنشأة،ونظافة البيئة الخارجية المحيطة، وصلاحية البناء لمزاولة النشاط.
وذكر أن بلدية الشارقة تقوم في الوقت الراهن بالتنسيق مع كل من وزارة الصحة والطب الوقائي والشرطة متمثلة في المختبر الجنائي ومختبر رقابة الأغذية لعمل آلية للتنسيق بين جميع الأطراف، وعمل إجراءات موحدة في التعامل مع حالات التسمم الغذائي والوصول إلى النتائج المطلوبة في أسرع وقت ممكن للسيطرة على مثل هذه الحالات في المستقبل.
وقال إن أكبر المشكلات التي تواجه سلامة الأغذية بالشارقة هي عدم الإلمام بقواعد سلامة الأغذية من قبل الكثير من الجمهور، وعدم القدرة على توصيل الثقافة التوعية للعاملين بالأغذية نظراً لاختلاف اللغة فضلا عن تغيير وتبديل العاملين بالأغذية بالمواقع المختلفة والذين تم تدريبهم على سلامة الأغذية من قبل جهات استشارية معتمدة وعملهم بمواقع أخرى، وجلب عمال آخرين غير مدربين
غياب الثقافة الصحية
وارجع المعلا الأسباب الرئيسية للإصابة بحالات التسمم الى عدم وجود ثقافة صحية للمتعاملين مع الأغذية والممارسات الصحية غير السليمة والمبيدات الحشرية المستخدمة، فضلاً عن الطهي بالمنازل وعدم المعرفة الجيدة بطرق الحفظ والتخزين.
برنامج الشارقة لسلامة الغذاء
ونوه بأن البلدية تعمد الى تطبيق برنامج الشارقة لسلامة الغذاء على كافة المؤسسات العاملة في مجال الغذاء، والذي يعد من البرامج الرائدة على مستوى منطقة الخليج ككل، حيث يقوم على تدريب كافة العاملين في المؤسسات الغذائية على أفضل الممارسات في هذا المجال، وقد حقق البرنامج نتائج متميزة حتى الآن على المؤسسات التي تم التطبيق عليها. وذكر سلطان المعلا أن قسم النفايات الصلبة في بلدية الشارقة يقوم بضبط الشركات المخالفة، إذ يتم إنذار الشركة كإجراء أول، ويتم في حالة التكرار فرض غرامة قدرها 500 درهم، ترتفع الى 1000 درهم في حالة تكرار المخالفة، وتصل في ذروتها الى حد إغلاق الشركة في حالة عدم تصحيحها لأوضاعها.
شركات غير مرخصة
وأشار إلى انه بحسب معطيات البلدية، فإن عدد شركات مكافحة الحشرات المرخص لها في الشارقة نحو 62 شركة مكتملة الإجراءات ومعتمدة من البلدية، منوهة بأن جميع المبيدات الحشرية التي تدخل الدولة تخضع للاختبارات والتحاليل التي تقوم بها وزارة البيئة والمياه، التي لا تسمح بتداول أي مبيد حشري، إلا بعد التأكد من موافقة منظمة الصحة العالمية عليه.
وأكد ان قسم النفايات الصلبة في بلدية الشارقة يقوم بصفة دائمة بتنفيذ حملات واسعة لملاحقة الشركات غير المرخصة، من خلال حصر عدد كبير من الإعلانات التي يتم إلصاقها على أبواب البنايات، فضلاً عن مخاطبة الدوائر المعنية لوضع آلية لضبط تلك الشركات.
الربح وصحة الزبون
ودعا عدد من أهالي الشارقة إلى عدم التهاون مع مثل هذه القضايا التي تمس صحة المجتمع وعافيته، قائلين إن المطاعم والمطابخ أحيانا كثيرة تضحي بصحة الزبون في سبيل الربح .
وفي هذا الإطار، قال نمر بسام (طالب) إنه اعتاد تناول طعامه في المطاعم نظرا لضيق وقته، وتواجده خارج المنزل لفترات طويلة غير انه لاحظ في بعض المطاعم إهمال النظافة، ما قد يتسبب في حالات تسمم، فضلا عن عدم النظافة الشخصية للنادل.
وعلى نفس النسق، طالب صديقه محمد خير، بتشديد الرقابة على المطاعم والمخابز وكل المؤسسات العاملة بمجال التغذية، وعدم التهاون بالمطلق في شؤون ذات صلة لأنها قضايا لا تحتمل المجاملة.
فيما تحدث محمد جودة مقيم في الشارقة عن الاستخدام العشوائي لمكافحة الحشرات، حيث يتولى هذه المهمة أشخاص غير مؤهلين، ودون أي رقابة، مطالبا بتقويض هذه الظاهرة التي وصفها بالمفزعة.
وبدورها أوضحت المهندسة الكيميائية رباب نصر أن المبيدات الحشرية تتكون من مواد كيميائية شديدة الخطورة تستخدم في إبادة الحشرات والآفات النباتية، ولها تأثير سام على الإنسان والحيوان والنبات، ولكن بدرجات متفاوتة، ومن أهم أنواعها مركبات الزرنيخ والنيكوتين والكلور، الفسفور، والسيانور، اما المبيدات التي تستخدم للتخلص من القوارض، فتشمل فوسفات الألمنيوم ومركبات الكلوروفوسيون، وكبريتات الثاليوم والفوسفور العضوية، وهي سامة وخطيرة جداً، إذ إن قطرة واحدة تكفي لقتل إنسان .
عدد اليوم
