الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

انهيارات الإنسان المعاصر بسبب اغترابه في المكان والزمان

انهيارات الإنسان المعاصر بسبب اغترابه في المكان والزمان
16 نوفمبر 2013 23:44
فاطمة عطفة (أبوظبي) ـ واصل «مسرح الإحياء» عروضه المسرحية لليوم الثاني على التوالي في مقر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ـ فرع أبوظبي، وعرض مسرحيتين باللغة الإنجليزية لصالح كرامة أيضا، الأولى بعنوان «حديث المساء» وتدور أحداثها حول أخ مغترب (صبران) يفاجأ بأخيه (شقير) يطرق عليه الباب بعد خمس وعشرين سنة من الغياب، وكان لقاؤهما باردا وكأن ذلك اللقاء إيحاء بما سيجري. ومن خلال الحوار يكتشف صبران أن أمه ماتت دون أن يعلم بذلك. ومما يزيد اللقاء توترا أنها عاشت محرومة من المال الذي كان يرسله، لكن شقير كان يستأثر به لينفقه على ملذاته، كما أن أخته المريضة التي كان يرسل لها الدواء، كان الأخ المستهتر يبيع دواءها ويصرف ثمنه على هواه. ويحتد الصراع بين الأخوين ويصرخ شقير المستهتر بأن الحي أفضل من الميت وأن المسؤولية تقع على الأخ الكبير الذي هاجر وتركهم في مدينة ممزقة بالمشاكل والصراعات. أما المسرحية الثانية فكانت بعنوان «عمل مكرر» من إخراج الفنانة زاكيا سفيتانوفيتش (نيوزيلندا) وتمثيل أسيل ياسين بدور (ساري)، سماح كونيا، بدور (ريما1)، والمخرجة زاكيا بدور (ريما2)، وستيلا شرووَر بدور (ريما3)، وأنجيلين أبراهام بدور (ريما4)، وتامي هاريسون، بدور (ريما5)، وتعدد أسماء ريما في العرض هو رؤية إخراجية أبدعتها المخرجة ولم تكن في النص الأصلي إلا ريما واحدة، وهو ما يدل على الجهد الإبداعي الذي يبذله المخرج ما يجعل النص إنتاجا جديدا ومبتكرا. والمسرحية تحكي قصة كهل مغترب عاد ليعيش وحيدا منعزلا في كوخه، تطرق بابه ليلا فتاة شابة فيستقبلها، ومن خلال الحديث بينهما يبدأ في الخروج من عزلته النفسية فيستلطفها، وتبدأ تراوده أحلام الحصول على هذه الغنيمة، فيعمد إلى إغلاق الباب دون أن تراه ويضع المفتاح في جيبه، وحين تكتشف نيته بالتطاول عليها تحاول الخروج فترى أن الباب مغلق، وهنا تبدأ تحكي له قصتها بأنها فتاة فقدها أبوها أو تخلى عنها في الغابة منذ الصغر، وهي ما زالت تبحث عنه، ويفاجأ الرجل بذلك لأنه هو الأب الذي فقد تلك الطفلة، لكنه يكابر ويرفض تصديقها تحت ضغط رغبته العاصفة، في حين نرى الفتيات الأربع الأخريات واقفات على جانبي الخشبة دون حراك، وكأنهن جزء مكرر من حياته الماضية أو شهود على تلك الحياة، ولكن تلك الوقفة الجامدة تتحرك وتشارك كل واحدة منهن بالحديث معه، مما يزيد حالته اضطرابا ويختلط ماضيه بحاضره. وأخيرا تحصل (ريما1) على المفتاح بقوة شخصيتها وتتخلص من الخطر الذي كان يهددها، لكنها ترفض أن تخرج إلا بإرادتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©