عدد اليوم
تنقل تنظيم داعش عبر منطقة الشرق الأوسط على مدى العام المنصرم في محاولة مستميتة لإقامة دولة حقيقية، وبما أن التنظيم يضم نحو 31 ألف مقاتل يتقاضى كل منهم ما بين 65 دولارا و1000 دولار في الشهر إلى جانب أسرهم أصبح من الضروري أن يتوفر لدى داعش مبلغ كبير من المال فالتكلفة السنوية تبلغ 360 مليون دولار سنويا.
يقول تقرير مصور للقناة الرابعة البريطانية إن داعش كونت ثروتها التي تُقدر بنحو ملياري دولار عبر السطو على البنوك ومبالغ الفدية التي يحصلون عليها والاتجار في الآثار وكذلك فرض الضرائب والابتزاز.
وفي يونيو الماضي قامت داعش بأكبر عملية سطو على بنك في التاريخ في الموصل ثاني أكبر المدن العراقية فاستولت على 429 مليون دولار من البنك المركزي بالمدينة. وحققت داعش من خلال عمليات الخطف للحصول على فدية ما يصل إلى 544 مليون دولار.
كما تلجأ داعش إلى دفع مبالغ للمجرمين للتنقيب عن الآثار للاتجار بها وبيعها في تركيا ولبنان مما جعل التنظيم يحصل على 55 مليون دولار.
وفي ليبيا وردت تقارير عن أن تنظيم الدولة الإسلامية يطلب مالا مقابل الحماية للعصابات ومهربي المهاجرين مستغلا لأزمة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا هربا من الصراعات.
لكن النفط هو أساس ماكينة المال لداعش إذ حقق ما يصل إلى 100 مليون دولار عام 2014، وبلغ حجم إنتاج الحقول التي تسيطر عليها داعش في العام الماضي ما بين 70 ألف و90 ألف برميل يوميا. وفي محاولة من الولايات المتحدة لقطع خطوط الإمداد عن داعش، قصفت مصافي النفط التي تسيطر عليها مما اضطرها لبيع النفط الخام في نهاية الأمر.
ومن المفارقات أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يحتاج النفط بشدة لتوفير الوقود اللازم في الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 مثل احتياج داعش للمال هو أكبر مشترٍ للنفط الذي تسيطر عليه داعش.
وتشير معلومات جمعتها قوات أميركية خاصة في مايو من العام الجاري إلى أن داعش حققت ثروة بلغت 40 مليون دولار من النفط في شهر واحد. وما تبقى من النفط تبيعه داعش في المنطقة ليصل إلى مرفأ جيهان في تركيا ويخشى البعض من أن يكون النفط الذي تبيعه داعش قد اختلط بالفعل هناك بالنفط الذي يأتي من مصادر مشروعة.
ومن تركيا يجري شحن النفط إلى فرنسا وسويسرا، حيث تجري تنقيته، وأصبح من الصعب تحديد ما إذا كان هناك بالفعل نفط من داعش قد وصل إلى هذه الدول الأوروبية.
