عاطف فتحي، صالح الحمصي:
اكتست شاشات التداول في أسواق المال المحلية في ختام تداولات الأسبوع أمس باللون الأخضر باعثة رسالة طمأنة للمستثمرين تبشر بنهاية سلسة التراجعات التي شهدتها الأسواق في الفترة الأخيرة·
وتضافرت عوامل جيوسياسية وفنية في ارتفاع مؤشري سوق أبوظبي للأوراق المالية وسوق دبي المالي خلال آخر جلسات التداول ليرتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة 2,1% ويغلق عند مستوى 3859,65 نقطة، وجرى تداول ما يقارب 330 مليون سهم بقيمة 1,24 مليار درهم من خلال 11158 صفقة· وتمكن مؤشر سوق أبوظبي من تحقيق مكاسب خلال الأسبوع الحالي بلغت نسبتها 1,3% مما مكن السوق من تقليص خسائرها السنوية منذ بداية العام إلى 5,29% مقارنة بسوق دبي التي تبلغ خسائرها منذ مطلع يناير 8,2%، التي نجحت في تعويض خسائرها خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع التي وصلت إلى 1,85%، لتنهي الأسبوع بمكاسب صافية نسبتها 0,66%·
واعتبر مراقبون أن المؤشر العام لسوق دبي حقق اختراقاً مهماً بتجاوزه عتبة 3700 نقطة بكثير مما جعله على مشارف مستوى 3800 نقطة، مشيرين إلى أن استمرار تحسن الطلب يعزز من قوة الدفع التي من شأنها مساعدة المؤشر على تعويض خسائر الأسابيع الماضية·
وقال محللون إن السوق بدأت تتحرر من الضغوط التي أحاطت بها في الأسابيع الأخيرة والتي ترتبط بتوترات جيوسياسية إقليمية أكثر من ارتباطها بتطورات عمل الشركات حيث تأثر المستثمرون الأجانب بالتوتر المتزايد في إيران كونهم يقيمون اعتباراً كبيراً للأمور الجيوسياسة ومن ثم حدثت عمليات بيع ضغطت على السوق· وأشاروا إلى أن المستثمرين المؤسساتيين يعيدون التمركز من جديد في السوق الأمر الذي اتضح خلال معاملات نهاية الأسبوع خاصة أن المحفزات التي شجعت الأجانب على الدخول قبل عدة شهور أصبحت أقوى من خلال قيم سعرية أكثر جاذبية بعد تراجع السوق بنسبة 10% إلى 12% منذ بداية العام ووجود ربحية أعلى للشركات·
وتوقع محمد علي ياسين، العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم أن تواصل الأسهم تحسنها الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن نتائج الربع الأول من العام المرتقبة ستترك أثراً ايجابياً معقولاً على السوق إذ جاءت أفضل من التوقعات، لكنه استدرك قائلاً إنها ستضر السوق إذا كانت سلبية ''حيث ستتأثر أسهم الشركات سيئة الأداء بصورة ملحوظة''·
وقال نبيل فرحات، المدير التنفيذي في شركة الفجر للأوراق المالية: إن تحسن أداء سوق أبوظبي للأوراق المالية يعود إلى عدة عوامل منها البدء في تسلم التوزيعات النقدية وانتهاء اكتتاب العربية للطيران واستباق المستثمرين لقيام الشركات بالإعلان عن نتائجها التي يتوقع أن تكون جيدة· وحذر فرحات من التداعيات المحتملة للسياسة النقدية المتشددة التي يتبعها المصرف المركزي في الوقت الحالي وتعمل على امتصاص السيولة الفائضة من الاقتصاد والتي يبدو أنها تتدفق لكنها لا تصل إلى الأسواق المالية لسبب أو لآخر·
عدد اليوم
