السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«المفاجآت الثلاث» في خطة «المهندس» تقود «منتخب الأحلام» إلى «رباعية التأهل»

«المفاجآت الثلاث» في خطة «المهندس» تقود «منتخب الأحلام» إلى «رباعية التأهل»
17 نوفمبر 2013 12:27
أمين الدوبلي (أبوظبي) ــ نجح منتحبنا الوطني الأول لكرة القدم في اصطياد عشرة عصافير بحجر واحد، عندما فاز على هونج كونج برباعية نظيفة، في مباراتهما مساء أمس الأول، ضمن الجولة الرابعة لتصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة لنهائيات أمم آسيا «أستراليا 2015»، حيث حافظ على سجله خالياً من التعادلات أو الخسائر في التصفيات، سواء على ملعبه أو خارجه، وتأهل بـ «العلامة الكاملة حتى الآن، بواقع 12 نقطة، من 4 مواجهات، واطمأن على عدد من اللاعبين المهمين الذين عوضوا غياب زملائهم الأساسيين في مراكز مختلفة، وقدم نفسه في الوقت ذاته لكل الفرق الآسيوية، في صورة الفريق الذي يجب أن يوضع في الحسبان بالنهائيات، كونه من أوائل المنتخبات التي بلغت النهائيات، فضلاً عن أنه أسعد جماهيره التي تعود على إدخال الفرحة إلى قلبها، طوال الفترات السابقة، وحافظ عليها بجواره مؤازرة له، والأهم من ذلك أنه أثبت قدرته الفائقة على التعامل بذكاء وخبرة مع الأنظمة الدفاعية الكثيفة وحقق ما يريده في الوقت الذي يريده. تعزيز الثقة ومن أهم مكاسب تلك المباراة أيضاً، أنها عززت كثيراً من ثقة عشاق «الساحرة المستديرة» في الإمارات بمنتخبهم الذي يظل عند الوعد، مهما واجهه من عقبات، لأن البطل هو الفريق بكل خطوطه، وليس لاعباً واحداً، وهو الأمر الذي يمنح «الأبيض» قوة دفع إضافية ومعنويات عالية قبل لقاء فيتنام بعد غد في الجولة الخامسة من التصفيات. أما عن أسباب الفوز، وكيف تحقق هذا الانتصار الكبير لمنتخبنا، في ظل غياب لاعبين مهمين بحجم أحمد خليل، وعلي مبخوت، وعامر عبدالرحمن، وأحمد علي، ومحمد محمود، فيمكن أن نقول إن المهندس مهدي علي قائد كتيبة منتخبنا درس الفريق المنافس، ووضع أكثر من سيناريو للتعامل معه بنجاح في كل الحالات، وأهمها التركيز على الأطراف، والتحرك المستمر من دون الكرة، وتغيير المراكز، مما أربك هونج كونج، ووضعه معظم الوقت في موقع المتفرج على ما يحدث به باستاد محمد بن زايد مساء أمس الأول. وكانت هناك أكثر من مفاجأة في طريقة مهدي علي أسهمت في تحقيق ذلك، أهمها حرية الحركة التي منحها بالكامل للظهير الأيسر المتألق وليد عباس في التحرك إلى الأمام والضغط من الطرف الأيسر، والقيام بدور المهاجم أحياناً، في حين كان يغطي موقعه الدفاعي حبيب الفردان، وفي المقابل كان محمد فوزي يقوم بهذا الدور في الجبهة اليمنى، وكان يغطي في موقعه الدفاعي خميس إسماعيل بمنتهى الكفاءة والاقتدار، وهو الأمر الذي جعلهما دائماً متحررين من الرقابة لأنهما قادمان من الأعماق الخلفية بسرعات كبيرة. مهمة «عموري» وبخصوص المفاجأة الثانية، فقد تمثلت في مهمة عمر عبدالرحمن التي اختارها مهدي علي لهذا اللاعب الموهوب، فبدلاً من أن يقوم بدور رأس المثلث الهجومي، كما اعتدنا عليه، منحه حرية الحركة الكاملة من الخلف للأمام، حتى أنه كان يعود إلى المناطق الخلفية لاستلام الكرة، والإسناد على أحد لاعب الارتكاز خميس إسماعيل، أو حبيب الفردان قبل أن يمارس هواياته في الاختراق من العمق مستغلاً مهاراته، أو التمرير للقادمين من الخلف غير المراقبين، وهو الأمر الذي جعله يتخلص من الرقابة اللصيقة التي كانت مفروضة عليه في أول ربع ساعة من اللاعب كووك كين بونج، فلم يستطع بونج أن يقف أمام مهاراته، أو أن يتقدم لرقابته في وسط ملعب «الأبيض». دور «سمعة» وعن المفاجأة الثالثة التي أعدها مهدي علي، ودرب الفريق عليها، فقد تمثلت في دور إسماعيل مطر نفسه، بالتنسيق مع سالم صالح، وللعلم فكلاهما يلعبان للمرة الأولى مع المنتخب معاً في هذا المركز، وبدلاً من أن يكون اللاعبان مهاجمين صريحين مثلما يحدث في حالة وجود كل من علي مبخوت، وأحمد خليل، لعب إسماعيل تحت سالم صالح وطرفي الملعب بشكل عرضي، وكان يقوم بخلخلة دفاعات هونج كونج بمهاراته، وأن يمرر الكرة إلى سالم الذي كان يتحرك إلى الأمام بشكل متوازٍ له مثلما حدث في الهدف الأول، أو لأحد الطرفين وليد عباس أو محمد فوزي، كما هو الحال في الهدف الثاني الذي أهدى فيه الكرة لسالم صالح داخل المنطقة، ولما كان موقع وليد أفضل في التسجيل أعادها سالم له، ونجحت المفاجأة في الحد من قدرات الرقابة على إسماعيل، وإتاحة الفرصة أمامه في استغلال مهاراته بالشكل المثالي، وإذا كان «سمعة» لم يسجل أياً من الأهداف فإن بصمته يمكن أن تكون قوية في هدفين على الأقل. دراسة دقيقة ولمن تابع تصريحات مهدي علي قبل المباراة في المؤتمر الصحفي، وتابع المباراة نفسها يمكن أن يقول إن مهدي على درس الفريق بشكل دقيق جداً، حيث قال مهدي علي إن هونج كونج سيلعب مدافعاً كعادته، وأنه يحاول إغلاق كل المساحات الخلفية بكثافة عددية، وسوف نبني خطتنا على كيفية اختراق تلك التكتلات الدفاعية، ولدينا أكثر من سيناريو جاهز لذلك، وهو ما حدث بالضبط في أرض الملعب على مدار 90 دقيقة من اللقاء الممتع. وبعيداً عن التحليلات الفنية، فقد جاءت تصريحات مهدي علي قوية بعد المباراة في المؤتمر الصحفي، حيث أكد أن فريقه حصل على ما يريده من اللقاء، وأن اللاعبين جميعهم طبقوا التعليمات الخاصة بالمباراة كما تمناها، وأن أكثر شيء أسعده، والذي يعتبره أهم المكاسب انعدام الفارق بين الأساسي والبديل في صفوف «الأبيض»، بمعنى أن فريقه يضم 24 لاعباً، لا يمكن تصنيف أي منهم بأساسي أو بديل، حتى يمكن القول إنهم جميعاً أساسيون، مشيراً إلى أنهم يستحقون التحية والفرحة، مثلما تستحقها الجماهير التي حضرت اللقاء، والشعب الإماراتي كله. المتعة أولاً وقال مهدي: دائماً أطلب من اللاعبين الفوز مقترناً بالمتعة، وقد حقق فريقي هذا، وهذا ما أريد، وأنا لست من هواة الحديث عن الطموحات الشخصية، إلا بعد أن تتحقق، أما طموحاتي مع الفريق وأحلامنا معاً، فهي أن نكون بين الفرق الأربعة الأوائل في آسيا، وأنا متأكد أن هذا لن يأتي بسهولة، لأنه يحتاج إلى جهد كبير، فالإنجازات لا تتحقق في يوم وليلة، لكنها تتم بالتدريج، ونحن على الطريق ماضون، لأننا من أوائل الفرق التي ضمنت التأهل بعد الجولة الرابعة. تحرير اللاعبين وعن أسباب اختياره لطريقة «كسر العظام» بالضغط من الأطراف، والعمق، وتبديل المراكز، والتحرك المستمر بدون الكرة قال مهدي: كنا نعلم بأن منتخب هونج كونج يلعب بطريقة دفاعية، ويعتمد على الكثافة العددية في غلق المساحات الخلفية، والحل المناسب لتلك الطريقة هو الاعتماد على الأطراف، والهروب من الرقابة بالحركة الدائمة دون الكرة، وعدم التقيد بالمراكز، وللعلم ربما تنجح تلك الطريقة مع هونج كونج وفقاً لإمكاناته، لكنها ربما لا تناسب منافسا آخر، فلكل فريق نواجهه الطريقة المناسبة للتعامل معه، وكنا قد تدربنا في المعسكر على ذلك بشكل كافٍ، واستوعب اللاعبون أدوارهم بشكل رائع. تحسن مستمر وعن حجم التحدي الذي واجهه مهدي علي في تحويل المنتخب الأولمبي إلى فريق أول في عام واحد، قال: نعم فريقي الحالي 80 % منه تم تصعيده من المنتخب الأولمبي للمنتخب الأول مباشرة، والتحدي كان كبيراً، لكن ثقتنا في اللاعبين، ومساندة الاتحاد لهذه الثقة ودعمه الكبير لنا، أزال القلق عند المتابعين، واكسب الفريق الثقة، وليس هناك سر في كسب الرهان سوى روح الأسرة الواحدة بين اللاعبين جميعاً، وبين الجهاز الفني، والتعاون المستمر، وأنا أقول بأننا ما زلنا لم نكسب الرهان بالكامل، لأننا بحاجة إلى التركيز أكثر فيما هو قادم، من أجل تحقيق الهدف الأساسي، وهو المربع الذهبي في القارة الصفراء، ولكي نصل له لابد أن نتحسن بشكل مستمر. وأكد المدير الفني لمنتخبنا الوطني مهدي علي أن الهدف المقبل لـ «الأبيض» هو تحسين التصنيف الدولي والتقدم مراكز جديدة أعلى عن التصنيف الحالي «رقم 70 عالمياً»، قبل قرعة النهائيات، حتى يستفيد المنتخب الوطني من ذلك بوضعه على رأس إحدى مجموعات النهائيات. وقال مهدي: من ضمن أهدافنا التي كنا وضعناها عند استلام المهمة تحسين التصنيف الدولي في إحصائيات «الفيفا» للمنتخب من خلال تحقيق الانتصارات الواحد تلو الآخر، والوصول إلى المركز 70 عالمياً، ووصلنا إليه بالفعل بعد سلسلة من الانتصارات المتتالية، والآن أصبح علينا أن نتقدم إلى مراكز أخرى جديدة، وهذا ما نعمل عليه من خلال مبارياتنا المتبقية في التصفيات الآسيوية، بالإضافة إلى بطولة كأس الخليج المقبلة، والمباريات الودية الدولية. طريقة أخرى وأضاف: هناك طريق آخر لتحسين التصنيف بصفة مستمرة، من خلال إكساب لاعبينا الخبرات الدولية بالسماح لهم بالاحتراف الخارجي، وأتمنى أن أرى 4 أو 5 لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية، وهذا الأمل ليس ببعيد، وقال: منتخبنا أصبح له «شخصية» معروفة في السنوات الأخيرة، ما أجبر العديد من المنتخبات الآسيوية على مراجعة حساباتها، عندما تلعب معنا، وهذا ما حدث لمنتخب هونج كونج الذي اضطر للعب مدافعاً في مباراتيه بالذهاب والإياب، ونجح «الأبيض» في فرض أسلوبه وإيقاعه على المنافس طوال 90 دقيقة، ولم يمكنه من الوجود في المناطق الهجومية بفضل التزام اللاعبين بأداء واجباتهم دون تهاون، وبالفعل نفذ اللاعبون التعليمات، وأشكرهم على روحهم العالية، وعلى ما قدموه من جهد واللعب بجدية شديدة طوال الوقت، والسعي الدائم لتسجيل الأهداف، ولولا وجود منافسة قوية بين جميع اللاعبين في مختلف المراكز خلال التدريبات والمباريات، ما وصل الجميع لهذا المستوى من الجاهزية والقدرة على اللعب في أي وقت. تغييرات طفيفة وعن برنامج الفريق استعداداً لمباراة فيتنام بعد غد، قال: تدرب الفريق أمس ويتدرب اليوم على ملعب شعبة الرياضة العسكرية، ويختتم تدريباته مساء غد على ستاد محمد بن زايد، في حين حصل اللاعبون الذين شاركوا في مباراة هونج كونج على راحة أمس باستثناء تدريبات الاستشفاء الخفيفة، ومن المتوقع أن نجري بعض التغييرات الطفيفة على تشكيل الفريق في المباراة، خصوصاً بعد عودة المهاجم علي مبخوت، والمدافع محمد أحمد من الإيقاف، واحتمال جاهزية المهاجم أحمد خليل، فضلاً عن الرغبة في منح الفرص للاعبين آخرين كي نجهزهم للفترة المقبلة، لأننا ننظر للمستقبل، في الوقت نفسه الذي نركز فيه على الحاضر. غير محدد وعن ملامح برنامج الاستعداد للنهائيات الآسيوية، قال: لدينا برنامج أعددناه للبطولة الآسيوية، لكنه غير محدد المواعيد، انتظاراً لمعرفة موعد إقامة «خليجي 22» بجدة وهناك أجندة للمباريات الدولية في السنوات الأربع المقبلة سيتم عرضها على المسؤولين بعد تلقي أجندة الاتحاد الآسيوي لهذه الفترة. الشامسي: كل الدعم لبرنامج مهدي أمين الدوبلي (أبوظبي) - قال عبيد سالم الشامسي نائب رئيس اتحاد الكرة إن الاتحاد سوف يوفر كل الدعم لبرنامج مهدي علي الخاص بتطوير أداء «الأبيض»، ومواصلة التقدم في التصنيف الدولي، وأن التنسيق مستمر مع الجهاز الفني للمنتخب بهذا الشأن، مشيراً إلى أن التصور الذي سوف يتلقاه الاتحاد من مهدي علي سوف يكون محل اهتمام الجميع، لأنه من حقه أن يواجه منتخبات قوية ودياً، إذا كان يرغب في تطوير مستواه، وتصنيفه على المستوى العالمي، قبل نهائيات آسيا، حتى تكون النتائج على مستوى الطموح في «أستراليا 2015». وأضاف: الأهم من الفوز على هونج كونج والحصول على «العلامة الكاملة» في التصفيات هو التشجيع الكبير الذي يقدمه هذا المنتخب لكل المنتخبات الأخرى، في المراحل السنية الأخرى، حتى أن الهدف الدائم لهم جميعاً هو الفوز، والطموح في التقدم والتطور أصبح مشروعاً لهم جميعاً، لأنهم وجدوا القدوة في هذا الفريق المتجانس والمتماسك. وعن عدم وضوح الرؤية في موعد بطولة الخليج النهائي، وهو الأمر الذي يربك برمجة المنتخب في الفترة المقبلة، قال الشامسي: نحن على ثقة بأن التصور الإماراتي بتقديم موعد البطولة أشهر عدة، لإفساح المجال أمام الاستعداد الجيد للنهائيات، سوف تجرى إجازته من الأشقاء في دول الخليج، لأن الظروف واحدة في كل المنتخبات التي سوف تشارك في آسيا، وكلهم يريدون أن يحصلوا على الفترة الكافية للاستعداد للنهائيات في أستراليا، وعدم المشاركة فيها مجهدين بعد بطولة خليجية بها منافسات قوية، وفي كل الأحوال نحن نعرف أن مهدي علي يضع دائماً أكثر من تصور ليجد في النهاية، ما يناسب الظروف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©